مصباح الصوري اسم خضّب دمه بتراب فلسطين.. بقلم عامر خليل

الساعة 03:51 م|02 أكتوبر 2019

فلسطين اليوم

مصباح الصوري اسم خضب دمه بتراب فلسطين. هذا الفارس القادم من زمن الهزيمة الى الانتصار رافعا شعار الواجب فوق الامكان …مولده في العام 1954 بمخيم المغازي بقطاع غزة وما ان قارب سن البلوغ حتى صدمته هزيمة ال 67 ليترجل في مواجهة الاحتلال باكرا في صفوف قوات التحرير الشعبية مشاركا في العديد من العمليات وفي إحداها اصيب برصاصة في أعصاب يده اليسرى سببت له شللا جزئيا، وقد اعتقل في تلك العملية وحكم عليه بالسجن ثلاثين عاماً.

في السجن لم يستكين ولم يهدأ كرس وقته في رفع مستوى الثقافة والوعي حافظا للقرآن وما ان بزغت طلائع العمل المقاوم لحركة الجهاد الاسلامي في مطلع الثمانينات حتى وجد نفسه في قلب معركة الوعي والمقاومة والثورة تضفي عليه مزيدا من التصميم والايمان… في السجن يلامس مشروع الجهاد الاسلامي من خلال مؤسسه الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي ويترك اثرا بالغا على منظومته الراسخة المتمسكة بالجهاد والمقاومة.

مع هذا اللقاء لم يكن المقاوم الفذ مصباح الصوري ليقبل بالبقاء في السجن لتأتي فكرة التخطيط وفك القيد فقبل تحرره في صفقة التبادل عام 1985 بعد خمسة عشرة عاما من الاعتقال زج في السجن الانفرادي في معتقل بئر السبع بعد انكشاف محاولته للهروب من السجن.

شكل تحرر المقاوم الفذ الشهيد مصباح عام 1985 مرحلة جديدة في مسيرته النضالية في صفوف حركة الجهاد الاسلامي ليبدأ فورا بشراء السلاح والتدرب عليه والتدريب عليه مع رفاقه المقاومين الذين نفذوا العديد من عمليات طعن بالسكين، وإطلاق نار وقنابل يدوية على جنود الاحتلال ومستوطنيه ما جعل غزة محرمة عليهم وتشكل ارضية خصبة لانفجار الانتفاضة الاولى عام 1987 .

على خلفية هذه العمليات اعتقل الصوري للمرة الثانية في  19-5-1986م، وثلاثة وعشرين مجاهدا آخر كانوا معه، ولكن ذلك لم يمنع بقية المجموعات الأخرى التي تم تشكيلها من تنفيذ عدة عمليات ولم يكن الصوري ليقبل البقاء في القيد مستعيدًا التخطيط للهروب الكبير من السجن بعد نشر احد شبابيك شباك غرفة الاعتقال الحديدية على مدى عدة شهور بمنشار صغير حصل عليه في احد الزيارات ويأتي الهروب الكبير في 18-5-1987 مع اخوانه في الجهاد الاسلامي سامي الشيخ خليل، محمد الجمل، زهدي قريقع، أحمد حلس والذين انتظموا مجددا في مجموعة تسلحت ونفذت العديد من العمليات الجريئة منها اغتيال قائد المخابرات العسكرية الاسرائيلية في غزة (رون طال) .

كانت معركة الشجاعية تاريخا مفصليا في النضال الفلسطيني التي استمرت ساعات استشهدت فيها المجموعة التي هربت معه وقتل فيها ضابط الشاباك فيكتور ارجوان وكان سبقهم الصوري في 2-10-1987 نتيجة التعذيب القاسي بعد اعتقاله ليخط بدمه شهادة على الامة كلها وكاتبا تاريخا جديدا في المجد والبطولة من مدرسة الجهاد والمقاومة التي سطر معالمها المؤسس الشهيد فتحي.

كلمات دلالية