خبر واشنطن بوست: السياسيون الإسرائيليون يستحضرون شعارات أوباما

الساعة 09:10 ص|06 فبراير 2009

فلسطين اليوم-قسم المتابعة

وجد السياسيّون الإسرائيليّون في شعارات الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، باراك أوباما، المحرك الذي يستطيع تحفيز السباق الانتخابي الإسرائيلي الضعيف.

 

وقبل أقل من أسبوع من الانتخابات الإسرائيلية، يعوّل المرشحون الإسرائيليون كثيراً على حملاتهم لتعزيز مواقعهم في السباق الانتخابي، وهم وجدوا في تقليد الحملة الانتخابية الرئاسية للرئيس الأميركي باراك أوباما، ضالّتهم. إذ عمدوا إلى استنساخ شعاراته ومحاكاة موقعه الإلكتروني. وقد تجادل بعضهم حول من منهم يستطيع العمل بطريقة أفضل مع أوباما للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط.

 

وتعدّ وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، التي تحتل المركز الثاني في استطلاعات الرأي الإسرائيلية، في طليعة المرشحين الذين يستحضرون أوباما في حملاتهم الانتخابية. وتحاول أن تقدّم نفسها بديلاً جديداً لمنافسيها الرئيسيين الذين يعتبرون أكبر منها سناً، وسبق لهم أن تقلّدوا منصب رئاسة الوزراء من قبل.

 

وتدعو ليفني الإسرائيليين خلال حملتها لكي «يصوّتوا للتغيير». وقالت أمام مجموعة من الطلاب الجامعيين «إن الشعب الأميركي صوّت للأمل». وأضافت «هذا أيضاً ممكن في دولة إسرائيل». كذلك فإن حملتها تقوم أيضاً بتوزيع قمصان، طبع عليها شعار «بيليفني»، أي «ثقوا بليفني». وهي تُفاخر بأنها على خلاف منافسها الرئيسي، بنيامين نتنياهو، تستطيع العمل مع أوباما من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

 

وفي الإطار، يشير كبير مستشاري حملة ليفني، ليؤر شوريف، إلى أنه «فيما يعتبر نتنياهو وزعيم حزب «العمل»، إيهود باراك، من الوجوه المألوفة، فإن معظم الإسرائيليين لا يعرفون الكثير عن ليفني، والتحدي الأساسي للحملة تقديم ليفني لأوسع جمهور ممكن»، وتسليط الضوء على وضعها «كأول امرأة يمكن أن تتولى رئاسة الوزراء وهي في الواحدة والخمسين من عمرها».

 

كذلك حاولت ليفني تقليد أسلوب أوباما من خلال التركيز على حياتها الخاصة، فقد دعت الصحافيين إلى منزلها واستبدلت حديثها المعتاد عن المعارك في قطاع غزة بمزيد من الشرح عن التحدّي الذي تواجهه كونها أمّاً. وقال شوريف إنه «مثلما فعل أوباما، جعلت ليفني من موقعها الإلكتروني جزءاً أساسياً من حملتها الانتخابية، وعمدت إلى استخدامه لتنظيم الأحداث، وتقديم مدوّنتها الشخصية التي أخذت تكتب فيها عن يومياتها في الحملة الانتخابية».

 

وفي مقابل حملة ليفني، ردت الحملة الانتخابية التابعة لزعيم حزب «الليكود»، نتنياهو، على الشعارات التي أطلقتها ليفني، من خلال قيامها أيضاً بتوزيع قمصان، طبع عليها شعار «لا، هي لا تستطيع». ويصرّ على أنه «وكيل التغيير الحقيقي، وأنه على استعداد لطيّ صفحة سنوات الحكم الفاشل لحزب كديما الذي تنتمي إليه ليفني».

 

كذلك، لم يكتف نتنياهو بالإعراب عن قدرته للعمل مع أوباما، بل ذهب إلى أبعد من ذلك. وأخذ يجيب عن المخاوف الإسرائيلية حول الإدارة الأميركية الجديدة، مطلقاً الوعود بعدم المساومة على أمن إسرائيل لمجرد رغبة الرئيس الأميركي بالتوصل إلى اتفاق. ولم لم يتردّد حزبه في تصميم موقع على الإنترنت على نحو يحاكي موقع حملة أوباما.

أما حزب «شاس»، الذي يعدّ من أكثر الأحزاب الإسرائيلية تشدداً، والذي لا يشاطر أوباما الحماسة للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط، فقد اتخذ من «نعم نستطيع، بعون الله» شعاراً لحملته الانتخابية.

 

وفي السياق، يقول رئيس الحزب، إيلي يشاي، إن «شاس» اتخذ شعار أوباما لنسج علاقة بين إنجازات الرئيس الأميركي الجديد ذي الجذور الأفريقية - الأميركية وجذور الحزب الإسرائيلي الذي ينتمي إلى مجتمع الـ«مزراحي»، وهم اليهود المشرقيون الذين تعرضوا للتمييز في إسرائيل من قبل «الاشكناز» (يهود أوروبا الشرقية) المهيمنين. وأضاف «أوباما جعل السود في الولايات المتحدة يفخرون، ونحن قررنا أن نعطي شعوراً بالاحترام الذاتي والكرامة لشعب المزراحي».

 

ويعكس التركيز على أوباما عمق الاعتماد الإسرائيلي على الولايات المتحدة، التي تعدّ أكبر مؤيدي إسرائيل، وخصوصاً أن النظرة الإسرائيلية لأوباما تحمل في طياتها مزيجاً من الخوف والقلق من عدم كون الموقف المؤيد للدولة العبرية، الذي اتخذه خلال حملته الانتخابية، حقيقياً.

إلى ذلك، من المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات الإسرائيلية بقوة على فرص تحقيق أوباما لأهدافه على صعيد السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، والتي تتلخص بالتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين.