خبر القيادي في « الجهاد » د.جميل يوسف :انهيار قوة الردع الإسرائيلية أهم دوافع الحرب على غزة

الساعة 06:53 م|05 فبراير 2009

القيادي في "الجهاد" د.جميل يوسف :انهيار قوة الردع الإسرائيلية أهم دوافع الحرب على غزة

الحرب عززت خيار المقاومة وأسست لجيل جديد من المقاومين وأكدت فشل مشاريع التسوية

نتائج الحرب ستبقى سيفا مسلطا على رقاب قادة العدو

شعبنا بحاجة إلى مرجعية تحرر ولا تساوم

الحرب أزاحت الغشاوة عن عيون العالم من أن "إسرائيل" دولة مظلومة يتربص بها العرب

حاوره : توفيق السيد سليم

 

كيف تنظر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى ما أسفرت عنه الحرب الصهيونية المدمرة على قطاع غزة؟ وكيف قرأت الحركة دوافع دولة الاحتلال للقيام بتلك الحرب؟ وهل نجحت دولة الكيان في تحقيق أي من أهدافها المعلنة وغير المعلنة؟ ولماذا اضطرت "إسرائيل" لاتخاذ قرار أحادي بوقف إطلاق نار من جانب واحد؟ وما أهم الانجازات التي حققها الفلسطينيون عبر صمودهم الأسطوري خلال ثلاثة أسابيع متواصلة من العدوان؟ وكيف تنظر "الجهاد" إلى النجاحات التي حققها خيار المقاومة في مواجهة العدوان سواء على صعيد الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية؟

 

هذه الأسئلة وغيرها أجاب عليها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وعضو وفدها إلى القاهرة د.جميل يوسف، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

 

الحرب الأعنف

 

فقد أكد د.يوسف أن الحرب الدموية على غزة تعتبر الأعنف في تاريخ الصراع بين العدو الإسرائيلي والشعب الفلسطيني عندما نأخذ بعين الاعتبار المساحة الضيقة جداً لقطاع غزة والكثافة لسكانية الرهيبة إضافة إلى طول فترة الحرب التي امتدت على مدار الساعة لمدة 23 يوما.

 

وأشار إلى أن تفاصيل ووسائل العدوان الإجرامي كانت تؤكد أن هذا العنف الغير مسبوق مرتبط بأهداف استراتيجية إسرائيلية وليس من أجل ردع إطلاق الصواريخ وحماية المستوطنات الصهيونية على حدود قطاع غزة... هذه المحرقة الصهيونية كانت رغبة صهيونية منذ أن انفردت حماس بحكم قطاع غزة وانطلقت بتوجهات مغايرة بشكل كبير للسياسة الفلسطينية الرسمية والتي يرأسها عباس.

 

وشدد د.يوسف على "وجود متغيرات متعاقبة في المنطقة العربية و"إسرائيل" تنظر لهذه المتغيرات بالخوف الشديد، فهناك الخطر الإيراني والذي تعتبره الأوساط الإسرائيلية الخطر الاستراتيجي الرئيس، وكذلك وضع المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، التي تشكل خرقاً واضحاً للقواعد الاستراتيجية للأمن الإسرائيلي، إضافة إلى سوريا والتي لا زالت أقرب إلى إيران وحزب الله منه إلى محور التسوية يضاف إلى ذلك تصاعد قوة وتأثير المقاومة في فلسطين خاصة في قطاع غزة.. كل هذه المتغيرات كانت بمثابة ناقوس الخطر لدولة الكيان الإسرائيلي".

 

ومن بين تلك المتغيرات كما يراها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "الضعف المتصاعد للمحور الذي يقبل بوجود "إسرائيل" ويقف في مربع التسوية في المنطقة. وهناك أيضاً نقاط أخرى باتت لا تعمل في صالح دولة العدو منها زيادة حجم الاختلاف الأوروبي الأمريكي وبروز أقطاب دولية أخرى تؤمن بمصالحها مع العالم العربي مثل الصين وفرنسا وروسيا".

 

ما سبق بحسب د. يوسف "شكل عوامل مخيفة لإسرائيل فكان القرار الذي لا بد منه بالعمل على وأد أي محاولة لتشكيل جبهة متقدمة ضد إسرائيل خاصة غزة من خلال رأس حربة فلسطيني والذي يتكون من قوى المقاومة الإسلامية خاصة حركتي حماس والجهاد".

 

دوافع الحرب

 

وحول دوافع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قال القيادي يوسف إنها ترتكز استراتيجيا على عدة عوامل أساسية، منها الرفض المطلق لأي قوة معادية تكون متواجدة على حدودها وتشكل تهديداً استراتيجياً حقيقياً لها وهذا كان السبب الرئيسي في حرب إسرائيل على لبنان عام 2006م ويعتبر أيضاً السبب الرئيسي في عدوان إسرائيل على قطاع غزة في 27/12/2008م.

 

واعتبر أن "ما زاد من مخاوف "إسرائيل" أن قوى المقاومة في غزة لم تكن قوى استاتيكية فقط لديها مخزون من الأسلحة والمقاتلين، لكنها قامت بخطوات عملية هددت العمق الإسرائيلي في قوس حول قطاع غزة بعمق أكثر من 40كم، وكذلك التعاون بين هذه المقاومة وبين عدو استراتيجي آخر لإسرائيل وهو إيران وبالتالي شعرت إسرائيل بأن الخناق العسكري يزداد عليها من إيران النووية القريبة إلى حزب الله في الشمال والذي استطاع أن يخضع حوالي ثلث مساحة فلسطين الشمالية المحتلة لصواريخه، إلى المقاومة في قطاع غزة والتي تستطيع صواريخها أن تصل إلى حدود الضفة الغربية وتقطع "إسرائيل" إلى نصفين وتحتل أكثر من مليون إسرائيلي تحت الأرض".

 

أما الدافع الثاني لإسرائيل للقيام بعدوانها الأخير على غزة، فيتمثل بحسب د.يوسف بما يسميه الإسرائيليون قوة الردع الإسرائيلية والتي انهارت في السنوات الأخيرة بحيث بدت "إسرائيل" عاجزة عن تحقيق أي نصر أو انجاز عسكري، وبالعكس فقد ازدادت مساحة عدم الثقة بين الجمهور الإسرائيلي وجيشه وقياداته وباتت الجبهة الداخلية مفتوحة أمام قوى المقاومة، فكانت إسرائيل بحاجة إلى فعل يحاول ترميم قوة الردع لديها، لذلك جاءت الحرب على غزة، مع إدراكها أنها لن تستطيع بأي حال من الأحوال القضاء على المقاومة فيها، فوجدت نفسها أمام حرب قذرة وإجرامية تحاول ان تشفي غليل الإسرائيليين الموغل في القتل والدم، وتحاول أن تغير من ثقافة وتفكير الفلسطيني باتجاه المقاومة وما يطلق عليه الإسرائيليون عملية "كى الوعي الفلسطيني".

 

وفي ذات السياق اعتبر د.يوسف أن من دوافع "إسرائيل" للقيام بالعدوان على غزة، ما وصفه بـ"رغبة "إسرائيل" الدائم بخلق أنظمة طوق عربية غير معادية وتقبل بشرعيتها وتؤمن بالتعاون والتطبيع معها. حيث اصطدمت مع حكومة حماس التي كانت خارج هذه الاستراتيجية فرأت تل أبيب أنه لابد من العودة بقطاع غزة إلى حالة يقف على رأسها سلطة تؤمن بـ"إسرائيل" والتسوية معها، وهذا يعني عودة سلطة التسوية والتنازل إلى قطاع غزة، وربما أعلن القادة الصهاينة أكثر من مرة وقبل الحرب أنه لابد من إسقاط نظام حماس في قطاع غزة لأنهم يدركون أن هذا النظام هو جبهة متقدمة للمقاومة في فلسطين وربما يعمل على تجميع كل الطاقات الرافضة لإسرائيل في خندق واحد برأس حربة فلسطينية (حماس والجهاد).

 

ووصف القيادي في الجهاد الإسلامي دوافع "إسرائيل" السابقة بأنها كانت أشبه بـ"نواقيس خطر" تدق في إسرائيل لذلك ما شهدته غزة على مدار ثلاثة أسابيع كان جريمة إبادة شعب بكل مقوماته الحياتية، ولذلك دفع الشعب أكثر من 1300 شهيد بينما فقدت المقاومة ما يقارب 100 شهيد فقط".

 

تغيير قواعد اللعبة

 

وأضاف د.يوسف أن دولة الاحتلال وضعت على رأس سلم أهدافها من وراء الحرب على غزة تغيير الوضع في القطاع، بمعنى إسقاط حكومة حماس وكذلك تغيير قواعد اللعبة، بمعنى أن الفلسطينيون يجب ألا يكونوا نداً لإسرائيل وألا يمسكوا بزمام المبادرة، وإنما يقتصر دورهم على السمع والطاعة كما كان حال السلطة السابقة، بالإضافة إلى الهدف المعلن باستمرار وهو وقف إطلاق الصواريخ والقضاء على البنية العسكرية للمقاومة في القطاع. عوضا عن خلق حالة من التناقض بين الشارع الفلسطيني ومقاومته وهو ما كان واضحا من خلال التحريض الإعلامي من خلال اختراق إعلام المقاومة المرئي والمسموع وإلقاء البيانات التحريضية.

 

وأشار القيادي يوسف إلى أن "إسرائيل" كان لديها أهدافا مهمة ولكنها غير ملعنة مثل "محاولة الفصل بين محور المقاومة الصاعدة في المنطقة والمقاومة في فلسطين وكذلك العمل على إعادة الروح إلى عملية التسوية الجارية مع أبو مازن. بالإضافة إلى ترتيب الساحة الفلسطينية استباقاً للإدارة الأمريكية الجديدة والتي ربما تحدث نوعا من التغير في وسائل التعامل مع القضية، وكذلك استباقاً لأي تغيرات في مواقف دول العالم اتجاه الحل للصراع في فلسطين. عوضا عن استعجال "إسرائيل" عودة فريق التسوية إلى الحكم حتى تشكل عملية إنشاء دولة فلسطينية وهمية وإنهاء حالة الصراع بعدما كثرت التصريحات حول تراجع حل الدولتين لصالح حل الدولة الواحدة ثنائية القومية وهو ما يخيف "إسرائيل".

 

فشل الأهداف...

 

وبعد استعراض الأهداف التي حاولت "إسرائيل" تحقيقها من خلال المجازر، شدد د.يوسف على أن "إسرائيل" وبإجماع معظم المراقبين لم تستطيع تحقيق أياً من أهدافها التي خرجت من أجلها، فحكومة حماس بقيت كما هي بل وزادت شرعيتها وشرعية خيار المقاومة فلسطينيا وعربياً كما حصل في الدوحة وعواصم عربية وإسلامية كثيرة رسمياً وشعبياً. والصواريخ لم تتوقف طوال فترة الحرب وحتى بعدها، كما أن الوعي الفلسطيني لم يصطف ضد المقاومة بل أدخلت "إسرائيل" كل الشعب الفلسطيني في خندق المقاومة لأن الجميع الفلسطيني أدرك أن الكل الفلسطيني مستهدف وان الحرب الإسرائيلية هي حرب إبادة الشعب الفلسطيني وليس هذا الفصيل أو ذاك.

 

وقف أحادي الجانب للنار...

 

وحول إقدام "إسرائيل" على اتخاذ قرار بوقف العدوان من جانب واحد، أكد د.يوسف أن ذلك القرار ما جاء إلا بعد إدراك "إسرائيل" انها عجزت عن تحقيق أي هدف من أهداف حربها المعلنة والغير معلنة باستثناء إشباع شهيتها وشهية المجتمع الإسرائيلي بإبادة وقتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وبالتالي عادت إسرائيل بخفي حنين إلي المربع الأول أملا في أن تتمكن المبادرات السياسية من تحقيق وقف إطلاق الصواريخ والتهدئة ومنع وصول الأسلحة من جديد إلى قوى المقاومة الفلسطينية، وبالتالي كانت الخطوة الأولى لإسرائيل هي توقيع اتفاق مراقبة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة من إيران والذي عقد مع الولايات المتحدة.

 

واعتبر د.يوسف توقيع ذلك الاتفاق بأنه "نظري بالدرجة الأولى لأن منطقة الخليج مكتظة منذ فترة بالبوارج والسفن الحربية الأمريكية والأوروبية، وكذلك هو اتفاق نظري لأن مراقبة تسلح حزب الله لم يمنعه من مضاعفة مخزونه من الأسلحة كما وكيفا عما كانت عليه قبل حرب تموز 2006، مشيرا إلى أن حركات المقاومة عبر التاريخ لم تكن تحصل على الأسلحة بطرق قانونية ودستورية عبر مناقصات مع دول أو شركات".

 

وأشار إلى أن الحرب الأخيرة ستعمل على فتح ملفات كثيرة في إسرائيل على غرار ما حدث في حرب لبنان وتقرير لجنة فينوغراد وسيدرك الجميع أن إسرائيل قد فشلت في هذه الحرب ودفعت فاتورة سياسية وأخلاقية وقانونية ستبقى سيفا مسلطا على رقاب قادة هذا العدو".

 

إنجاز فلسطيني

 

وأوضح د.يوسف أن الفلسطينيون تمكنوا خلال الحرب من تحقيق إنجاز استراتيجي ستظهر آثاره على المدى القريب على الرغم من حجم الوجع والدمار والقتل الذي لحق بهم جراء هذه المحرقة الصهيونية وأول هذه النقاط الايجابية هي تكريس ثقافة الصمود والمقاومة لدى الإنسان الفلسطيني وإصراره على مواجه العدوان والرفض المطلق أن يبقى زمام الأمر في الساحة الفلسطينية بيد الإسرائيليين فيما يتعلق بأموره الحياتية والمعابر وكذلك في الأمر السياسي.

 

كما عملت الحرب بحسب د.يوسف "على إعادة صياغة الخارطة الفلسطينية بما يضمن تربع نهج وثقافة المقاومة حيث أصبحت قوى المقاومة هي المحرك الأكبر للسياسات والأهداف الفلسطينية وإن اجتماع 13 زعيم دولة عربية في قطر مع قادة وممثلي المقاومة الفلسطينية ( مشعل- شلح- جبريل ) له دلالات مهمة في المستقبل وأن ما كان يخطط له البعض من إنهاء حالة المقاومة وزجها في السجون وجعلها تنظيمات خارجة عن القانون قد فشل فشلا ذريعا وأن قوى المقاومة قد تجاوزت هذه النقطة وباتت تتربع على قمة الهرم السياسي الفلسطيني".

 

ومن ايجابيات هذه الحرب على الساحة الفلسطينية كما يراها القيادي في الجهاد، أنها قذفت بفلسطين والالتحام بشعبها في قلوب وعقول كل العرب والمسلمين وحتى من الآخرين الذين يرفضون سياسة القتل والإرهاب التي تمارسها "إسرائيل" خاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وعندما ننظر بكل تقدير واحترام إلى الشعب والقيادة التركيين. كما أزاحت الحرب الغشاوة عن عيون الشعوب الأوروبية وبقية شعوب العالم من أن "إسرائيل" دولة مظلومة يتربص بها العرب لإلقائها في البحر وتحولت في نظرهم إلى دولة مجرمة قاتلة للأطفال ومصدرا للقلق والإرهاب الدولي.

 

تعزيز خيار المقاومة

 

وأضاف أن من إيجابيات تلك الحرب "تراجع خيار التسوية كخيار وحيد للنظام الرسمي العربي وهذا ما كان واضحا في قمة الدوحة وتجميد المبادرة العربية وكذلك الخطاب المصري في أواخر أيام الحرب من أن هذا العدوان لن يحقق القضاء على المقاومة. كما عزز الصمود الفلسطيني في قطاع غزة خلال الحرب نوعا من الثقة بالنفس للإنسان العربي والإسلامي وأن هذا الكيان يمكن هزيمته فيما لو توفرت إرادة الحرب عند العرب.

 

ودعا د.يوسف إلى ضرورة دراسة وتقييم الحرب على غزة بشكل جدي من قبل الفلسطينيين والعالمين العربي والإسلامي للبناء على نتائجها في المواجهة والصراع الممتد مع دولة الكيان.

 

"م. ت. ف" والشكل الهلامي...

 

وفي تعقيبه على تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل حول "م. ت. ف" التي أثارت جدلا واسعا في الساحة الفلسطينية وغضبا من قبل بعض الدول العربية، قال د.يوسف: علينا بداية أن نتساءل، هل فعلا تمثل المنظمة كل القوى السياسية الفلسطينية؟ وهل تمثيل القوى الموجودة مرتبط بوزنها على الساحة الفلسطينية؟ أم هي عملية صناعة شكل وهمي لا حياة فيه؟.

 

وأشار إلى أن نشأة المنظمة في العام 1964 كانت استجابة لمرحلة معينة حيث كانت إسرائيل دولة عدوة بالمطلق والتناقض معها تناقض جذري، لكن من يقود م ت ف الآن لا يعتبر هذه الدولة عدوة ولا يتناقض معها ويوجد في الساحة من يؤمن بالتناقض والعداء فمن هو أحق بقيادة هذه المنظمة؟.

 

وعرّج د.يوسف إلى الدعوات والاتفاقيات التي تم توقيعها خلال السنوات الماضية من أجل إعادة إصلاح المنظمة وتفعيل دورها، مؤكدا أن أيا من تلك الدعوات والاتفاقيات التي كان آخرها في مايو 2005 لم تجد النور، والذي عطل عملية الإصلاح هو رئيس المنظمة الذي لم يبذل أي جهد في هذا السياق.

 

وأشار القيادي في الجهاد إلى غياب دور المنظمة أو أي من مؤسساتها الواضح في القيام بأي دور للدفاع عن غزة خلال الحرب، فاللجنة التنفيذية والمجلس الوطني والمجلس المركزي كانوا أكثر الغائبين عن غزة وكذلك فإن الذين يتباكون على المنظمة هم أول من وجهوا سهامهم لها ولعل الصراع بين فاروق القدومي وأبو مازن لا زال شاهدا على ذلك.

 

وشدد د.يوسف على أن "وجود مرجعية فلسطينية حقيقية هو أمر هام جدا ومطلب وطني وواجب سياسي، لكن هذه المرجعية يجب أن تضم كل القوى السياسية حسب أوزانها في المجتمع الفلسطيني وفعلها الجهادي في الميدان، لتكون بحق مرجعية للتحرير وليس مرجعية للتسوية والسلام الوهم".

 

وأضاف: "لا يصح أن يكون الشعب الفلسطيني في أغلبيته العظمى شعب مقاومة وثورة وتمثله مؤسسة لا تؤمن بالمقاومة، ومن يقف على رأس هذه المنظمة يعتبر المقاومة عملا حقيرا ويعمل على إبادة الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن "التناغم التام بين المنظمة ومن تمثلهم من الشعب الفلسطيني هو الخطوة الأولى لإعادة بناء المنظمة وكذلك التمثيل الحقيقي للقوى في المجتمع الفلسطيني الخطوة الثانية في هذا البناء".

 

القمم العربية الاخيرة...

 

وفيما يتعلق بالقمم العربية التي عقدت مؤخرا في الدوحة والكويت، أكد د.يوسف أن "هذه الحرب كشفت أكثر من أي مرة سابقة أن معظم حكومات وزعامات المنطقة لا تمثل شعوبها والهوة بين الاثنين سحيقة وهذا سيظل يطعن في شرعية هذه الأنظمة، ولذلك حاولت بعض الأنظمة الاقتراب من نبض شعوبها، وذلك خشية من أن تقوم دول أخرى مثل تركيا وإيران بملء الفراغ السياسي في المنطقة على حساب بعض الأنظمة العربية".

 

واعتبر د.يوسف أن ما جرى في قمة الدوحة، يعتبر أول فعل عربي رسمي منذ فترة طويلة ينسلخ عن الإجماع العربي حول خيار إستراتيجية السلام كخيار وحيد، ومؤسس لتجميع عربي جديد يعمل على الاهتمام بمصالحة في المنطقة ويبتعد عن سياسة الإملاء التي تمارس عليه منذ فترة طويلة وهذا التجمع هو في الحقيقة في البداية ومن المبكر الحديث عن مستقبله وشكله لكنه خطوة جيدة وهامة على الطريق الصحيح والنقطة الهامة ان هذا التجمع قد منح غطاء شرعيا للمقاومة وذلك من خلال بيانه الختامي وكذلك من خلال دعوته لوفد المقاومة ( د.شلح _ مشعل _ جبريل).

 

وأوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أن عدم حضور أبو مازن كرئيس لـ "م. ت. ف" أكد عدم أهليته للوقوف بجانب شعبه والعمل على حمايته والحفاظ على استقراره.

 

إعمار غزة...

 

أما في يتعلق بقضية إعمار غزة، فقد انتقد د.يوسف محاولة بعض الأطراف العربية باشتراط الإعمار بعودة عباس إلى غزة، لذلك يجب أن يتم تحرير مشروع إعادة الإعمار من كل اشتراطات أو وقائع لن يقبل بها أحد على الساحة الفلسطينية، داعيا إلى ضرورة البدء فورا بحوار جاد وصادق يؤسس للم الشمل الفلسطيني الذي يعتبر واجبا شرعيا ووطنيا".