خبر البرغوثي: الوضع في غزة كارثي والحل هو الوحدة الوطنية

الساعة 01:49 م|05 فبراير 2009

فلسطين اليوم:رام الله:

 أكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان الأهالي في قطاع غزة يتمتعون بإرادة صلبة و معنويات قوية و إصرار على الصمود والبقاء وشعور بالعزة والكرامة رغم ما قامت به إسرائيل، مشيرا إلى انه لم يسمع شكوى واحدة من المواطنين وان ما سمعه من كل مواطن التقيناه و كل بيت زاره هو المطالبة  بالوحدة الوطنية.

و قال البرغوثي و الذي كان يتحدث خلال مؤتمرا صحافيا بعد عودته من زيارته للقطاع أن ما رأيناه خلال زيارتنا التي استغرقت أسبوعا  لقطاع غزة، كانت بمثابة الصدمة بشكل يبين حجم الدمار و الإجرام و القتل دون مبرر و السادية غير المسبوقة.

وأضاف البرغوثي:"ان أهلنا في غزة حملوه أمانة لنقلها إلى شعبنا في الضفة الغربية تدعو الى الوحدة الوطنية وانهاء حالة الانقسام".

و أشار البرغوثي إلى أن الحرب على غزة كانت تدور على القدس قبل غزة وعلى حقوق اللاجئين قبل أن تدور على غزة وتدور على حقنا في دولة ذات سيادة بدون مستوطنات.

وبحسب البرغوثي فان الاحتلال أرسل رسالة من خلال عدوانه على غزة مفادها انه لا يريد السلام مع الشعب الفلسطيني،مشددا على انه لا يمكن التوصل إلى سلام حقيقي دون أن النضال من اجله و هذا لن يتحقق دون بناء قيادة وطنية موحدة متمسكة بالمشروع الوطني الفلسطيني.

و دعا البرغوثي لإعادة بناء منظمة التحرير على أساس ديمقراطي يضم الجميع ولا يستثني أحدا لكي تكون موضعا لبناء قيادة وطنية موحدة وليس موضعا للانقسام والصراع والانقسام.

و استعرض البرغوثي بالصور و الأرقام حجم الجرائم الإسرائيلية في غزة،و بعض صور وحالات تدلل على الجرم الإسرائيلي كحالة المواطن إياد السموني (24)عاما من منطقة الزيتون الذي طلب منه جنود الاحتلال الخروج من منزله ثم أطلقوا النار على رجليه ،وعندما حاولت زوجته مساعدته أطلقوا عليها النار وكذلك على جيرانه الذين حاولوا إسعافه ،وعندما بدا بالزحف قام الجنود بتوثيق رجليه ويديه ومن ثم استخدموا رجليه هدفا للتصويب و إطلاق النار عدة مرات على مرأى من زوجته وطفلتيه حتى لحظة استشهاده.

و قال :"أن كل ما رآه وسمعه سيتم توثيقه وسيجد طريقه الى لجنة تحقيق دولية يجب ان تشكل والى محاكم الحرب الدولية التي يجب عقدها لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

و أكد مصطفى البرغوثي ان إسرائيل كانت تتعمد قصف المناطق المكتظة بالسكان ،مثل جباليا التي تصل فيها الكثافة السكانية الى 70 ألف شخص لكل كيلو متر مربع، والشاطئ 87 ألف لكل كيلومتر مربع، وغزة 17,691 مواطن لكل كيلومتر مربع.

و أكد البرغوثي ان إسرائيل خرقت بعدوانها على غزة اتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي الإنساني لاسيما المادة 33 من ميثاق جنيف ،بعد وضع مليون ونصف المليون مواطن تحت الخطر وسياسة العقاب الجماعي المنهجية عبر القصف الجوي والبري والبحري على مناطق مأهولة بالسكان وبعد حصار دام عامين.

و أضاف البرغوثي ان إسرائيل استخدمت أسلحة محرمة دوليا ،مشيرا إلى انه شاهد قطع وبقايا القنابل الفسفورية تنتشر في كل مكان في غزة، إلى جانب استخدام قنابل ورصاص مزودة بمادة(dime ) الكيماوية، وكذلك قنابل متفجرة من نوع (الدمدم)، واستهداف المنازل والمساجد والمؤسسات والمصانع والصحفيين ومرافق الاونروا والبنية التحتية.

وقال مصطفى البرغوثي ان إسرائيل مارست تطهيرا عرقيا في شريط  حدودي على طول قطاع غزة بعمق 500-1000 متر من خلال تدمير كل ما هو قائم من منازل او مصانع وان كل من يقترب من تلك المنطقة تطلق عليه النيران.

و أشار البرغوثي ان من شروط التهدئة هو عدم دخول أي فلسطيني إلى تلك المناطق بعمق 500 متر الى كيلومتر واحد،مما يعني انتزاع قسم كبير من القطاع واخذ تلك المنطقة موطئ قدم لجيش الاحتلال لشن عدوان جديد على القطاع.

وحذر البرغوثي من خطر حدوث فيضان في المجاري في شمال القطاع وبيت لاهيا بسبب عدم توفر مواد البناء، إضافة إلى خطر الألغام ، وعدم وجود آليات لإزالة الركام ،وكذلك عدم توفر مياه الشرب لنصف مليون مواطن.

و أكد البرغوثي على مطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية من قبل الأمم المتحدة، وان يقدم مرتكبو الجرائم الإسرائيليين إلى المحاكم الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.

و شدد البرغوثي مؤتمره الصحفي بالتأكيد على ان الحرب لم تكن على حماس بل على الفلسطينيين ،وان هذه الحرب لم تضعف حماس ولا إرادة الشعب الفلسطيني بل قوتها.