خبر المواطنون الغزيون يتساءلون أين نحن ذاهبون؟

الساعة 10:32 ص|05 فبراير 2009

فلسطين اليوم- غزة

لا تكاد تسير في الشارع أو ترى جمعاً من المواطنين إلا وتسمع أحاديث مليئة بتساؤلات عدة، وعيون ترقب بعيداً نحو مستقبل مجهول، وأحلام وطموحات ضاعت بين اتفاقات ومفاوضات وعدوان أتى على كل مايملك الفلسطينيون، ليبقى السؤال معلقاً في الأذهان يبحث عن إجابة تشفى القلوب ( أين نحن ذاهبون؟)..

 

فبعد عدوان وحرب إسرائيلية استمرت 23 يوماً على قطاع غزة، خلفت أكثر من 1300 شهيد وخمسة آلاف جريح، فضلاً عن تدمير منازل المواطنين وقصفها، يقف المواطنون حائرون من أمرهم، خاصةً أن الحرب لم تلم شمل الفرقاء، لتطفو على السطح خلافاتهم التي تعيد القضايا الوطنية إلى الوراء ولا تحدث تقدماً لمصلحة الشعب الفلسطيني.

 

"لا أعرف ماذا يحدث معنا فنحن أصبحنا لا نملك من أمرنا سوى الصمت والدعاء" بهذه الكلمات بدأ المواطن علاء أبو الليل حديثه، حيث كان يجلس أمام مبنىً سكنياً استأجر فيه شقةً بعد أن قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله في حي التفاح شرق مدينة غزة.

 

أوضح أبو الليل، أن الوضع في غزة أصبح محطماً ومنهاراً فلا شئ فيه يسر، أما مستقبله فبات مظلماً، مبيناً أنه يجهل مصير منزله الذي تدمر خلال العدوان، فيما يتصارع الكل على من يتولى الإعمار، ولم نعد نعرف من يحكم من.

 

وأضاف، كل الغزيون مستاؤون من الوضع القائم، ولكنهم لا يستطيعون فعل شئ حيال مايجري، فالشعب الفلسطيني يحتاج لمن يقف بجانبه بكل قوة لينهي حالة الانقسام الداخلي والتي تعد السبب الرئيسي فيما يحدث للغزيين.


أما الحاج أبو العبد (54 عاماً) من مخيم النصيرات، فيرى أن الشعب الفلسطيني عاماً بعد عام تصبح مطالبه إنسانية، فبعد أن كان يطالب بعودة اللاجئين واسترداد عاصمته القدس، أصبح يطالب بالوقود ورغيف الخبز والكهرباء وفتح المعبر، فما يحدث في شعبنا ظلم لن تمحيه ذاكرة الوطن على مر التاريخ.

 

وقال الحاج أبو العبد: "إن الشعب الفلسطيني وبالذات في قطاع غزة لا يعرف أين يسير وفي أي اتجاه، فنحن كل يوم نعيش على أمل أن تنتهي الأزمة، ولكن ما يحدث على أرض الواقع يجعل من حل الأزمة أمر صعب، فالقادة والفصائل غير متفقة وفي خلاف وانقسام دائم، فكيف نحصل على مطالبنا ونحارب عدونا بدون اتفاق بين أصحاب البيت؟".

 

ويتفق معه الطالب الجامعي محمد مقداد ( 21 عاماً)، قائلاً:" لم أعد أفكر كثيراً بما سيكون عليه غداً لأنه سئ بالنسبة لي، فلا يوجد فرص عمل فأمامي آلاف الخريجين الذين يصطفون في الشوارع وفي مقاهي الانترنت، ووضع البلد أصبح لا يطاق، ولا أعرف إلى أين سنصل بحالنا هذا؟".

 

ويضيف مقداد، أن الشعب الفلسطيني أصبح رهن تصريحات هنا ومساجلات إعلامية هناك بين القادة، وقرارات خارجية، أما مايحدث على أرض الواقع فلا أحد ينتبه له فمن تدمر منزله لازال يقبع تحت الخيام تغطيها السماء وبرد الشتاء يلتف من حولها ولا حول لهم ولا قوة سوى رحمة من رب العالمين.

 

أما المواطنة أم حسام كميل من منطقة المغراقة غرب مدينة غزة، فأفق تفكيرها ليس ببعيد ولا تطلب وتتمنى الكثير سوى علاج ابنها محمد البالغ من العمر 8 سنوات ويعاني من ورم سرطاني في الرأس، وتنظر بكل ألم وحسرة لما يحدث من حولها لأنها تجهل مصير ابنها المرتبط بمصير شعب وقضية بأكملها.

 

تقول أم حسام :" أنا لا أعرف أين ذاهبة فابني يموت بين يدي، وآلاف المواطنين يبكون شهدائهم وجرحاهم وأسراهم ومن بيته تدمر يقف على أنقاضه لا يملك سوى تذكر زوايا المنزل وذكرياته الجميلة، سئمت من التفكير ولا أستطيع تحمل المزيد وأدعو الله دوماً بالرحمة".