خبر مركز حقوقي نقلا عن شاهدة عيان: جنود الاحتلال أعدموا عشرات الأسرى في « الزيتون »

الساعة 09:59 ص|05 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

أكد "المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، وخلال عدوانها على قطاع غزة الذي استمر قرابة 23 يوما، ارتكبت جرائم حرب منظمة وبصورة موثقة ومتعمدة، بحق عشرات الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجنود في منازل وشقق سكنية، حيث قاموا بإعدامهم بدم بارد، سواء كان ذلك بإطلاق الرصاص المباشر أو بإطلاق القذائف والصواريخ.

 

وشدد المركز على أن شهادات الناجين من الحرب على غزة تؤكد ما ذهب إليه المركز من إعدامات حقيقية بحق أسرى يسري عليهم أحكام "أسرى حرب"، وأن قوات الاحتلال خالفت المواثيق والأعراف الدولية ولم تتعامل مع هؤلاء الأسرى كـ "أسرى حرب"، بل قامت بإعدامهم وبينهم أطفال لم يتجاوزوا أشهر ونساء ومدنيين.

 

من جهتها أفادت المواطنة ميساء فوزي السموني (19 عاما)، من سكان حي الزيتون أن الجنود اقتادوها مع ابنتها البالغة من العمر تسعة أشهر ونحو ثلاثين آخرين من أفراد العائلة إلى منزل أحد أقربائهم، وتابعت تقول "أمرنا الجنود (..) بمرافقتهم إلى منزل وائل السموني البالغ من العمر (40 عاما)، ومنزله عبارة عن عنبر إسمنتي تقارب مساحته مائتي متر مربع (..) كنا أساسا 30 ثم أصبح مجموعنا سبعين، مكثنا حتى اليوم التالي بدون ماء ولا طعام".

 

وتضيف ميساء في شهادتها للمركز "وفي صباح اليوم التالي قرابة الساعة السادسة أطلق الجنود (الإسرائيليين) النار على أشخاص حاولوا مغادرة المكان لجلب أقرباء آخرين، وبعد لحظات أطلقت الدبابات (الإسرائيلية) قذيفة على المنزل، وتابعت: "حين سقطت القذيفة ارتميت أرضا على ابنتي، انتشر الدخان والغبار وسمعت صراخا وبكاء، وحين تبدد الدخان بعض الشيء نظرت من حولي وشاهدت عشرين إلى ثلاثين شخصا شهيدا ونحو عشرين جريحا".

 

ويذكر أن إصابة ميساء طفيفة لكنها قالت إنها فقدت زوجها ووالديه وسبعة من أقربائها المباشرين، أما ابنتها البالغة من العمر تسعة أشهر ففقدت ثلاثة من أصابعها.

 

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد اتهمت جيش الاحتلال بمنع مسعفيها من الوصول إلى حي الزيتون، وقالت "إن الجيش (الإسرائيلي) لم يسمح لسيارات الإسعاف، بالوصول إلى عدة منازل في حي الزيتون".

 

وذكرت اللجنة الدولية أن فرقها أسعفت 18 جريحا في حي الزيتون وانتشلت 12 جثة في أحد المنازل، واعتبر الصليب الأحمر الدولي أن "التأخير في منح الأذن بوصول فرق الإنقاذ غير مقبول"، ووصف الحادث بأنه "مثير للصدمة".

 

أما الأمم المتحدة فقد قالت هي الأخرى، أن الجيش الإسرائيلي قتل في عملية قصف، 30 مدنيا من بين 110 فلسطينيين تم جمعهم في منزل بمدينة غزة، ودعت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيقات "مستقلة وذات مصداقية" بشأن انتهاكات قانون حقوق الإنسان الدولي.