خبر لماذا لفني.. هآرتس

الساعة 09:43 ص|05 فبراير 2009

بقلم: اوريت شوحط

ان تحققت التوقعات سنستيقظ في الحادي عشر من شباط على مشهد ائتلاف مشكل من تنتياهو – ليبرمان – شاس – الاتحاد الوطني والبيت اليهودي. هتاف الفرح سيتردد في جنبات الشرق الاوسط كله. من فتيان الجبال عندنا حتى فتيان الاحزمة الناسفة عندهم. كل اولئلك الذين يعيشون على تعصبهم سيواصلون تغذية بعضهم البعض بكراهية. الناخب الاسرائيلي سيضع العالم القديم في اسوأ صورة قبالة التغيير الذي يجلبه براك اوباما:- بيني بيغن، ليمور ليفنات، موشيه فايغلن، عوزي لاداو، وافيغدور ليبرمان وارييه الداد.

حكومة اليمين تمتلك من الان وفقا للاستطلاعات اغلبية مانعة في الكنيست القادم. ان كان لدى نتنياهو مقعد واحد حتى اكثر من لفني وان تم استدعاءه لمقر رئيس الدولة اولا وقام بعرض اغلبية اعضاء الكنيست المؤيدة له امامه ستتحول مسألة ضم حزب العمل الى حكومته مسألة هامشية. التأييد الثابت الذي سيحصل عليه نتنياهو من اليمين هو الذي سيحدد مسار الحكومة التي ستتشكل.

هذا السيناريو الرهيب ليس ضرورة يفرضها الواقع لان ربع الناخبين لم يقرروا طريقة التصويت بعد. ان كانت المشاركة في الانتخابات كبيرة وعلى افتراضات اغلبية المترددين من الوسطين سيكون ترجيح كفة الميزان ممكنا. ان تغلب اليسار على ميوله للتصويت للحزب الامثل، والتقليد الثابت بعدم التصويت ان لم يتوفر الحزب المؤثر والجميل فربما تتغير مجريات الامور ويكون من الممكن تشكيل حكومة وسط – يسار.

الموقف العاطفي من الانتخابات ادى في السابق الى نجاح نتنياهو في 1996 بفارق (2/1 %) فقط. الورقة البيضاء التي القيت في الصناديق حينئذ كانت بمثابة عقوبة لشمعون بيرس عن عملية "عناقيد الغضب" وتحولت الى عقوبة جماعية للدولة.

الاستطلاعات تشير الى ان الفرق بين كاديما والليكود يتراوح الان بين (3-5) مقاعد بينما تتأرجح حوالي (20) مقعدا بين الاحزاب المختلفة. صحيح ان ذلك ليس كافيا لتمكين لفني من سد الفجوة – لوجوب توفر اغلبية برلمانية توصي بتكليفها بتشكيل الحكومة – ولكن التفوق بمقعد واحد قد يوفر لها الفرصة الاولى. الوضع الذي يلوح في الافق يشير الى ان التصويت لاي حزب اخر هو مراهنة على الصندوق كله.

التخبط في مسألة عدم ملاءمة لفني للمنصب ليس مهم، لان الماضي برهن على ان المنصب كبير على نتنياهو اما باراك فليس قريبا من تحقيق الاغلبية حتى. والنقاش الدائر حول شخصية لفني وطبائعها غريب هو الان ذلك لان نقاط ضعف نتنياهو قد حللت وكتبت حولها جبال من الكلمات بينما كتبت على نقاط ضعف باراك لافتات عامة. لفني تمثل السياسة النظيفة غير المتزلفة.

ان حافظت على بقائها في مركز الليكود وعلى مقربة من شارون دون ان تشوبها شائبة فهي مجبولة من طينة محسنة على ما يبدو.

في برنامج "مساء جديد" في القناة الاولى سألوا ليمور ليفنات عن برنامج الليكود السياسي. لم تنجح في الرد. الليكود يعرف بالاساس ما الذي لا يريده:- لا للدولتين ولا تنازلات ولا لفك الارتباط ولا تقسيم ولا استسلام ولا تسويات. هذه الرؤية ان انتصرت قد تتسبب بضغط دولي في المستقبل غير البعيد بضم المناطق المحتلة ومنح حق التصويت للفلسطينيين.

اليمين لا يسمع الاصوات التي تنعت دولة اسرائيل بالابارتهايد ، ويتجاهل السيناريو الذي يتم فيه تفكيك حكم الاقلية اليهودية على الاغلبية الفلسطينية بين النهر والبحر. هذا الخطر الوشيك والملموس اصبح مفهوما للفني على ما يبدو ولذلك تعتبر اقامة دولتين وطنيتين ضرورة استراتيجية ملحة.

صحيح ان كاديما كحزب مصطنع ونوع من مخيم اللاجئين الخارجين من صفوف الليكود، الا انه لا يجدر بنا ان ننسى انه قد انشق عن الليكود لاسباب ايديولوجية وليس بسبب المقاعد. القرار الذي اتخذه شارون في اواخر ايامه بتقسيم البلاد واجلاء المستوطنين لتمكين الدولة اليهودية من الحفاظ على بقائها، ظل مهما كما كان. ليس في متناول اليد قائدا يتعامل مع هذه الضرورة بجدية تفوق تعامل لفني.

لذلك لا يعتبر التصويت لحزب كاديما تسوية وحل وسطا ولا مراهنة ايضا. لفني تمتلك امكانية اكبر ممن سبقوها بالوصول الى النتائج بدعم الادارة الامريكية المتحمسة للحل والقيادة الاوروبية الداعمة. من يأس من حل الدولتين الوطنيتين فهو يائس ايضا من وجود دولة اليهود. لا يمكن للطائرات والقنابل ان تنقذنا من قراراتنا الخاطئة.