انتصار نتنياهو في الانتخابات سيتيح مواصلة تكسير أقدام الديمقراطية الاسرائيلية - هآرتس

الساعة 01:06 م|18 سبتمبر 2019

بقلم: يوسي فيرتر

(المضمون: السيناريوهات الاكثر احتمالية هي أن يتمكن نتنياهو من تشكيل الائتلاف يضم 61 عضو، أو أن يتم تشكيل حكومة وحدة تضم ازرق ابيض والليكود. أما احتمالية تشكيل حكومة وسط – يسار فهي احتمالية ضعيفة - المصدر).

بنيامين نتنياهو سيحتاج اليوم الى كل مؤهلاته الساحرة وسحره من اجل اثبات عدم صحة الاستطلاعات وانقاذ نفسه من البئر العميقة التي في نهايتها تنتظره محاكمة، وأن يلقي غيمة سوداء على اليسار الاسرائيلي سيصعب عليه الاستيقاظ منها حتى بعد سنوات. حسب الاستطلاعات الاخيرة، الليكود يوجد في وضع تعادل ساكن مع ازرق ابيض، في حين أن كتلة اليمين تجد صعوبة في الوصول الى 61 مقعد. يجب على نتنياهو تحويل الدولاب والانتصار في جبهتين، حيث الحاسمة من بينهما هي "جبهة الكتل"، من اجل أن يحيد تماما تفكير الرئيس. ورقميا هو وهم قريبون جدا من هذا الهدف.

انتصار في نهايته تشكيل ائتلاف يميني – حريدي سيمنح نتنياهو، حسب رأيه، رخصة لتكسير جهاز تطبيق القانون، المستشار القانوني للحكومة، المحاكم والاعلام الحر. باختصار، أقدام الديمقراطية الاسرائيلية التي اجتازت حروب وانتخابات وقتل رئيس حكومة.

انتصار سيكافئه على حملة انتخابية عنصرية، كاذبة وعنيفة لم تشهدها اسرائيل من قبل. حملة الانتخابات هذه قادها شخصيا مع حفنة من مساعديه المؤهلين، عديمي القيم والكوابح مثله. ايضا من لم يكن على شاكلته وعلى صورته، كان يشبهه في روحه. هذه حملة انتخابات ثانية جاءت لاعتبارات شخصية من اجل الهرب من مواجهة ثلاثة قضاة. سنة 2019 ستسجل في التاريخ بصورة سيئة السمعة، سنة فيها دولة متنورة وحديثة جرت مرتين الى الانتخابات من قبل مشتبه بقضايا جنائية. اذا خرج نتنياهو غدا أو حتى نهاية الاسبوع "ساحرا وملكا" فانه سيسجل بأن الجمهور بمعرفته بصورة البينات قام بتبرئته من كل التهم.

الحملة التي ادارها كانت مشهد مهين للصورة الرسمية والحقيقة. لقد نثر الكراهية والتحريض، وصف المواطنين العرب بـ "سارقين" وقال إنهم يسعون الى تدمير اسرائيل. اذا كان هذا لا يرفع نسبة التصويت في المجتمع العربي فما الذي سيرفعها؟ لقد كذب وخدع وشوه في مرات كثيرة، بصوته أو من بواسطة "عمال صغار" من الصعب احصاءهم. ونحن سنرى اليوم ما الذي سيخرجه من كم قميصه. يمكن الافتراض أنه سيسوق بهستيريا على صفحته في الفيس بوك فرية سرقة الانتخابات في شهر نيسان الماضي، التي ترتكز على تقرير صحفي أثار الاسئلة ولكنه لم يعط اجابات. الحقائق الوحيدة هي أنه في الصندوقين الوحيدين اللذين اكتشف فيهما تزوير، كما يبدو، كان هذا لصالح الليكود وشاس. فكرة "سرقة الانتخابات" تم اختراعها ونشرها من قبل قيادة حملة الليكود من اجل أن يستطيع من يقف على رأسه أن يطالب بعد ذلك باعادة الانتخابات. ليس صدفة أن نتنياهو امتنع في المقابلات التي اجراها في منتهى السبت عن التعهد بأن يعيد التفويض هذه المرة اذا فشل، لرئيس الدولة (على فرض أنه سيحصل على هذا التفويض). لا يجب التأثر من قوله "هل أنا لن أحترم نتائج الانتخابات؟ أنا ديمقراطي!"، أليس كذلك، نحن بحاجة الى ديمقراطي آخر كهذا، ولن نكون بحاجة الى ديكتاتوريين. اذا خسر فهو لن يترك أي شيء من اجل أن يتمسك بالسلطة، حيث أن البديل عن ذلك وباحتمالية عالية هو المحاكمة والادانة والسجن.

61 مقعد أو أكثر ستؤدي الى تشكيل الحكومة الاكثر تطرفا التي وجدت هنا في أي يوم. وسيشغل فيها مناصب رئيسية اشخاص مشبوهون ومتهمون ومدانون بقضايا جنائية، متدينون قوميون، يتوقون الى ايام العصور الوسطى، اشخاص مؤيدون واضحون لمئير كهانا ومشجعون للقاتل باروخ غولدشتاين. إما أن يكون هذا هو وجه حكومة اسرائيل القادمة وإما أن يتم تشكيل حكومة وحدة بمشاركة الليكود وازرق ابيض. ليس هناك امكانية حقيقية لتشكيل حكومة وسط – يسار برئاسة بني غانتس.

في الساعة العاشرة مساء، عند نشر نتائج العينة، النظام السياسي سيبدأ بالانشغال في المسألة المصيرية: من منهما، بنيامين نتنياهو وبني غانتس، يتوقع أن يحصل من الرئيس على التفويض لتشكيل الحكومة.

بدون حسم واضح ربما يبدأ هنا سباق معكوس: كل واحد من المرشحين سيفضل أن يكون الثاني الذي يحصل على التفويض. هذا من اجل أن يقوم اعضاء الكنيست الـ 22، الذين بالتأكيد لا يرغبون في الذهاب مرة اخرى الى الانتخابات في شهر شباط 2020، بالركض نحو احضان ذاك المرشح من اجل احباط احتمالية حل الكنيست. هذا فقط احد السيناريوهات المجنونة التي يمكن أن تحدث هنا، اذا نتج عن هذه الانتخابات طريق مسدود. والباقي لا يستحق الحديث عنه. اذا فلننتظر من اجل رؤية النتائج النهائية.

كلمات دلالية