خبر د.أبو شعبان لـ« فلسطين اليوم »:استخدام القنابل المختلفة خلال العدوان على غزة سيزيد نسبة السرطان

الساعة 07:10 ص|05 فبراير 2009

فلسطين اليوم – غزة

قمة الألم أن تنظر إلى أحد أبنائك وهو يموت بين يديك ويرحل عن الدنيا وأنت عاجز عن فعل شئ له سوى دعوات بالرحمة والصبر، هذا هو حال والدة الطفلة دينا محمد الدريني (4 سنوات) من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة التي تعاني من ورم سرطاني في الكلى ويمنعها الحصار الإسرائيلي المشدد من السفر للخارج لتقلي العلاج.

 

ففي أحد أروقة مستشفى النصر التخصصي للأطفال تقف أم سامي الدريني والدة دينا تبحث عن يد تعينها وتقدم لها المساعدة للسفر بطفلتها إلى الخارج لإنقاذ حياتها من الموت المحقق لها بسبب مرضها بورم سرطاني في الكلى، بعد منع إسرائيل التحويلات الخارجية للمرضى وعدم وجود جواز سفر لها يمكنها من السفر لأي دولة عربية أو أجنبية.

 

وأوضحت أم سامي لـ"فلسطين اليوم"، أنه بعد اكتشاف مرض ابنتها قامت بإجراء عملية استئصال للورم في الكلى في أحد المستشفيات الإسرائيلية، وبعد عودتها عاد الورم لمكانه وبدأ في التمدد في منطقة الحوض، وهذا ما يشكل خطراً عليها.

 

وقالت أم سامي:" أقف عاجزة أمام ابنتي التي تأن وتشتكي المرض ولا أستطيع فعل مايجب فعله، فالأصعب من الموت هو انتظاره، وأنا لا أعرف هل ابنتي الضعيفة وكل الأطفال المرضى يشكلون خطراً أمنياً على إسرائيل أم أن القتل وموت الأطفال هو هوايتهم المفضلة؟".

 

وطالبت أم سامي، كافة المسؤولين والجهات المختصة بعمل تحويلات وفتح الطرق والمعابر لكي يتمكن كافة مرضى السرطان من السفر للعلاج، مؤكدةً على ضرورة توفير مصاريف لعلاج ابنتها حيث أن لديها 8 أطفال وزوجها عاطل عن العمل.

 

وفي نفس المكان يرقد أطفال مرضى بالسرطان ينتظرون رحمة الله، ترى في عيونهم الحزن على طفولتهم التي تضيع بين قرارات إسرائيلية بمنع السفر في المستشفيات الإسرائيلية، وبين انتظار التحويلات الخارجية لتضاف إليها الحصار الإسرائيلي المشدد والإغلاق الذي يحرمهم العلاج.

 

بدوره، أكد الدكتور محمد أبو شعبان رئيس قسم الدم والأورام بمستشفى النصر التخصصي لـ"فلسطين اليوم"، أن مابين 60-70 حالة من الأطفال يعانون من مرض السرطان وينتظرون الموت، بسبب منع قوات الاحتلال لهؤلاء المرضى بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، وكذلك فرض تلك القوات للحصار الخانق والظالم على قطاع ومنع الأدوية واستهداف القطاع الصحي بشكل متعمد ومقصود.

 

ونوه الدكتور أبو شعبان، إلى أن تأخر سفر مرضى السرطان سيجعل أملهم في الشفاء والحياة أضعف لأن الوقت في غير صالحهم، وعلاج المرض واكتشافه في بدايته أفضل بكثير من التأخر فيه، حيث أن منع السفر للخارج سيفاقم من معاناتهم.

 

وأضاف رئيس قسم الدم والأورام، أن الكثير من أصناف الأدوية المختصة بعلاج مرضى السرطان  غير متوفرة مثل كبسولة (CCNU) التي نضطر بسببها تحويل المرضى للسفر للخارج، كما أن هناك بعض التحاليل الهامة التي تفتقدها الوزارة والتي تعتبر تحاليل مبدأية والمفترض متواجدة في العيادات الخارجية، مثل تحليل (VMA)، كما أن العديد من أصناف الأدوية والمضادات الحيوية غير متواجدة بالنوعيات والكميات المطلوبة.

 

وأشار الدكتور أبو شعبان، إلى أن تحويل الحالات المرضية تواجه مشكلة في تنفيذها وبسبب تغطيتها المالية خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، وعدم القدرة على استخراج جواز سفر للمواطنين، لتضاف إلى حلقات الحصار التي تحاصر وتلتف حول عنق المرضى وذويهم.

 

وحول الأسلحة والمواد التي استخدمتها قوات الاحتلال سابقاً، أكد الدكتور أبو شعبان، أن إسرائيل استخدمت خلال حربها وخلال السنوات السابقة أنواع مختلفة من الأسلحة، أدت إلى زيادة نسبة مرضى السرطان، وتخريب للبيئة، مستذكراً حالة مريضة طفلة عمرها (8 سنوات) كانت تعاني من سرطان في الغدة الدرقية حيث أن هذا المرض لم يكن يسمع به في غزة من 20 سنة.

 

وأشار رئيس قسم الدم والأورام، أن زيادة نسبة السرطان في المجتمع الفلسطيني ملحوظة بشكل كبير، كما أن هناك اختلافاً وأنواعاً جديدة من السرطانات تظهر على المرضى وهذا بفعل المواد والأسلحة التي تستخدمها قوات الاحتلال بحق شعبنا.

وحول العلاج الإشعاعي، أوضح الدكتور أبو شعبان، أن من بين المعاناة التي يعانيها مرضى السرطان هو عدم قدرة الوزارة على تقديم العلاج الإشعاعي للمرضى بسبب الحصار والإغلاق الذي منع الوزارة من عدم استكمال الوحدة المخصصة لها، منوهاً إلى أن بعض أنواع السرطانات، لا تستجيب إلا للعلاج الإشعاعي، لاستكمال مراحل شفاء المرض ولمنع انتشار المرض في جسم المريض.

 

ونوه الدكتور أبو شعبان، إلى عدم قدرة سفر الأطباء للحصول على التخصصات المناسبة والهامة في أمراض عدة وتدريبهم وتأهيلهم والتي تضاف إلى أزمة القطاع الصحي التي تتفاقم يوماً بعد يوم وتنذر بزيادة ضحايا الحصار الذي وصل عددهم إلى أكثر من 270 ضحية.

 

ومع استمرار منع مئات الحالات المرضية الحرجة والتي تحتاج إلى عمليات جراحية متخصصة وتحديداً المخ والأعصاب والعظام وعلاج من أمراض مثل السرطان والكلى والقلب من السفر للخارج لغرض العلاج، تبقى معاناة المواطنين مستمرة تنتظر الرحمة والفرج من الله.