خبر آلاف اليهود ينوون التصويت للأحزاب العربية في الانتخابات الإسرائيلية

الساعة 06:53 ص|05 فبراير 2009

فلسطين اليوم-القدس

في مقابل التأييد الجارف المتصاعد لأحزاب اليمين المتطرف على خلفية العداء المتراكم للعرب عموما وللمواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، بشكل خاص، تشير الأحزاب العربية الوطنية إلى تزايد عدد الناخبين اليهود الذين يعلنون رغبتهم في صد هذا المد الجارف والتصويت لتلك الأحزاب العربية في الانتخابات المقررة يوم الثلاثاء المقبل.

 

فقد أعلن حزب التجمع الوطني برئاسة الدكتور جمال زحالقة، أن هنالك أكثر من إشارة تدل على إمكانية زيادة عدد المصوتين اليهود له، الذين بلغوا ألف مصوت في الانتخابات السابقة، إلى ألف آخرين على الأقل. وعقد هذا الحزب اجتماعين انتخابيين للمؤيدين اليهود، آخرهما أمس. وقال الدكتور أمنون راز - كركوتسكين، المحاضر في موضوع التاريخ في جامعة بن غوريون في بئر السبع، إنه قرر التصويت لحزب التجمع من باب رفض عملية التحريض المتواصلة والظالمة على هذا الحزب.

 

وقال الدكتور راز - كركوتسكين، إن موجة التحريض على التجمع نابعة من الخوف الإسرائيلي من إمكانية تحقيق المساواة للمواطنين العرب في إسرائيل التي يرفع هذا الحزب لواءها تحت شعار «إسرائيل دولة لكل مواطنيها»، بديلا عن الشعار الصهيوني «إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية».

وأضاف: «يحرضون على مؤسس حزب التجمع، الدكتور عزمي بشارة، بدعوى أنه تجسس لصالح حزب الله اللبناني في الحرب (سنة 2006). وأنا أعتقد أنه لا يوجد إنسان عاقل وجدي يقبل بهذه التهمة، فمن يفتش عن جواسيس في إسرائيل لا يسعَ لتجنيد شخصية مثل بشارة».

وأكد راز - كركوتسكين أنه كمؤرخ، يدرس موضوع تاريخ الشعب اليهودي ويعرف كيف تعرض اليهود في أوروبا للتمييز العنصري، ولا يقبل أن يمارس الشعب اليهودي في دولته سياسة تمييز ضد العرب الذين يعيشون تحت كنفه.

وقالت يهوديت إيلاني الناشطة في التجمع، إنها تلاحظ ظاهرة تزايد عدد اليهود المؤيدين للحزب «مع أن مثل هذا التأييد في السوط اليهودي يحتاج إلى شجاعة خارقة وقدرة على اختراق الحواجز التي تبنيها التربية الإسرائيلية في عقول الناس».

وتوقع أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير المتحالفة في قائمة واحدة مع الحركة الإسلامية ومع الحزب الديمقراطي العربي، أن تحظى قائمته بمئات أصوات اليهود، مع أنه على عكس حزبي التجمع الوطني والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، لا يوجد أي مرشح يهودي فيها. وقال الطيبي إنه سمع من عدة مواطنين يهود أنهم يريدون التصويت له نتيجة لنجاحه في تمرير عدد من القوانين في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، التي تخدم مصالح اليهود والعرب في البلاد.

وأما الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التي تعتبر حزبا عربيا يهوديا، وتمثل في الكنيست بثلاثة نواب، أحدهم يهودي (محمد بركة وحنا سويد ودوف حنين)، فتتوقع أن تضاعف عدد أصواتها بين اليهود، علما بأنها حصلت على نحو 3000 صوت يهودي في الانتخابات الأخيرة. ويقول النائب دوف حنين، الذي خاض قبل ثلاثة شهور الانتخابات لرئاسة بلدية تل أبيب وحصل بشكل مفاجئ على 43 ألف صوت تشكل 38% من مجموع الأصوات، إنه مقابل التطرف اليميني المتواصل في الخريطة الحزبية الإسرائيلية، هناك تزايد كبير في تأييد حزبه. ويعزو ذلك إلى عدة أسباب، أهمها: «نحن الحزب الوحيد في إسرائيل الذي يعتبر يهوديا عربيا بشكل حقيقي، سواء أكان ذلك من ناحية تركيبة الأعضاء والمصوتين أو من ناحية التعبير عن المصالح المشتركة للشعبين، والتمسك بتسوية سلمية مبنية على إقامة دولتين، كل منهما تعبر عن حق تقرير المصير لشعبها وتحقيق المساواة الفعلية للمواطنين العرب. ونحن نقود عدة برامج لتحسين البيئة، ليس فقط من الناحية الفيزيائية والبيولوجية، بل أيضا من ناحية التفكير والأخلاق ولغة التخاطب».

ويرى حنين أن في الوسط اليهودي موجة تأييد للحزب تتجاوز منطقة تل أبيب، المعروفة بسكانها المناصرين للغة التسامح والتعاون والتعايش المشترك. ويفاجئ بتقديم شاب يهودي يدعى حنين عمره 22 عاما ويسكن في مستعمرة في الضفة الغربية، ويعلن أنه سيصوت للجبهة هذه المرة. ويقول حنين الشاب: «أنا مستوطن ومتدين، لكنني معتدل. قد أبدو فريدا وشاذا في المجتمع الاستيطاني، ولكنني لست الوحيد في المستوطنة الذي يفكر بعقلية الاعتدال. وقد توصلت إلى قناعة أن أفكار الجبهة تناسبني أكثر من غيرها. والنائبان دوف حنين ومحمد بركة، هما في نظري أفضل أعضاء الكنيست».

ومع أن اليهود الذين يصوتون للأحزاب العربية يعتبرون أقلية ضئيلة، ولا يتجاوز عددهم بضعة ألوف (مقابل أكثر من 5 ملايين ناخب)، فإنهم يلفتون النظر ويثيرون الاهتمام الإعلامي