عقب صاروخ اسدود...

لماذا تراجع نتنياهو عن توجيه ضربة لغزة في اللحظة الاخيرة؟

الساعة 08:59 ص|16 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

كشف الاعلام العبري، اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو تراجع عن توجيه ضربة استثنائية لغزة ردًا على صاروخ أسدود بعد أن طلب المستشار القانوني مندليبليب" عقد جلسة للكابينت.

ووفق ما أوردته صحيفة هآرتس العبرية في تقرير لها، فقد تراجع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اللحظة الأخيرة عن تنفيذ خطة لتحرك عسكري غير عادي قد يكون له عواقب بعيدة المدى، مبينًا أن نتنياهو أوقف هذه الخطوة بعد رأي المستشار أفيخاي ماندلبليت، الذي اعتقد أن القرار يجب أن يتم بموافقة مجلس الكابينيت.

وقالت الصحيفة، إنها كانت تجربة مذلة لرئيس الوزراء نتنياهو، حينما كان في فعالية تخص الانتخابات لليكود في أسدود، عندما تم إطلاق "هاون" من قطاع غزة، ودوت صافرات الانذار، وامتثل نتنياهو لمطالب حراس الأمن وقطع كلمته وأخلى المسرح في طريقه إلى المنطقة المحمية، مع بقاء المئات من الحاضرين في المؤتمر.

وتضيف هآرتس، اعترضت بطارية القبة الحديدية الصاروخ آنذاك، وعاد نتنياهو إلى الخطاب، وتلقى نتنياهو انتقادات سياسية قاسية من خصومه، واتهمه زعماء أزرق أبيض بالتخلي عن أنصاره، بينما ادعى الوزير السابق نفتالي بينيت (يمين) أن إطلاق النار كان "إهانة وطنية".

وتابعت: عقد نتنياهو مشاورات عاجلة عند عودته من أسدود مع رؤساء المؤسسة الأمنية في تل أبيب، وفي نهاية الاجتماع، نشر مكتب رئيس الوزراء صورة للمناقشة يشمل نتنياهو، رئيس الأركان، رئيس الشاباك نداف أرغامان ، رئيس الموساد يوسي كوهين ، رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، رئيس أمان اللواء تامير هيمان والسكرتير العسكري لنتنياهو ، آفي بلوت، فيما لم يكشف مكتب نتنياهو عن تفاصيل المشاورات، ولكن بعد ساعات قليلة هاجم سلاح الجو أهداف في قطاع غز ة.

وحسب هآرتس، كان الهجوم أوسع قليلاً من الاستهدافات الأخرى في الآونة الأخيرة، لكن لم تقع إصابات، ومن المشكوك فيه ما إذا كان قد أحدث تغييراً حقيقياً في الوضع في قطاع غز ة، أو تعزيز الردع "الإسرائيلي" في غزة.

وجاء في التقرير: "في الماضي اتضح أن الرد "الإسرائيلي" البسيط مرتبط بتحفظات بعض كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، مع ذلك ينبع عنصر مهم من القرار من موقف ماندلبليت الذي لم يكن حاضرا في الجلسة، ولكن كان جزءا من المشاورات الهاتفية التي استمرت يوم الأربعاء، حيث يدور الجدل الرئيسي حول طبيعة الرد المطلوب بعد إطلاق الصواريخ على أسدود المنسوبة إلى الجهاد الإسلامي، ويوجد في حركة الجهاد الآلاف من الناشطين العسكريين في قطاع غزة، والمجهزين بآلاف الصواريخ.

وتشير هآرتس، إلى أن موقف المستشار استند إلى القانون الأساسي، ففي أبريل 2018 وافقت الحكومة على تعديل لهذا القانون، في المادة 40 التي تنص على أن موافقة الحكومة مطلوبة لاتخاذ قرار بشأن عملية عسكرية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى حرب كاحتمال أكيد، والحكومة مخولة بتفويض هذه السلطة إلى مجلس الوزراء للأمن القومي (مجلس الكابينيت)، وتم اعتماد التعديل على القانون بناءً على توصيات لجنة برئاسة اللواء يعقوب عميدرور ، الذي عينه نتنياهو لمناقشة صلاحيات مجلس الوزراء وإجراءات العمل، بناءً على الدروس المستفادة من "الجرف الصامد" في قطاع غزة في صيف عام 2014.

وسعى الليكود في مهمة لنتنياهو منذ عام ونصف إلى إقرار فقرة في القانون تسمح أيضًا لرئيس الوزراء ووزير الحرب باتخاذ مثل هذا القرار في القضايا الخاصة وحدها، وعارض أعضاء الكنيست من المعارضة، في محاولة بقيادة عضو الكنيست عوفر شيلح - من يوجد مستقبل - هذه الخطوة، كما اعترض الوزيران بينيت وأيليت شاكيد أيضًا، وتمت في النهاية إزالة الفقرة الثانية من مشروع القانون.

وتلفت الصحيفة إلى أن القانون الحالي ينص على أن هذا القرار يجب أن يجاز بموافقة مجلس الكابينيت، وهذه هي الحجة التي قدمها ماندلبليت إلى نتنياهو، قائلًا: "إنه من الضروري إشراك مجلس الكابينيت والوزراء وسماع رأي رئيس الأركان قبل اتخاذ قرار، وفي النهاية، وفقًا لعدة مصادر تحدثت مع هآرتس، أرجأ نتنياهو نيته إصدار أمر بفعل واسع".

وهدد نتنياهو في مقابلاته "المكثفة" في وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة قبيل الانتخابات، عدة مرات بشن حرب ضد غزة بعد الانتخابات، ما لم يكن هناك خيار آخر، وقال رئيس الوزراء إنه يدير السياسة بمسؤولية وأنه سيختار الحرب فقط كخيار أخير. وفق هآرتس.

وفي سياق متصل، يشير التقرير، إلى أن التوترات الشديدة في الساحة الشمالية لا زالت قائمة، وقال نتنياهو في زيارة لروسيا تخللها لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي يوم الخميس: "كانت هناك زيادة حادة للغاية في محاولات إيران لضرب إسرائيل من سوريا ووضع صواريخ دقيقة فيها، هذا تهديد لا يطاق لنا ونحن نعمل (ضده)."

وأكدت الصحيفة أن مكتب نتنياهو رفض التعقيب على ما ورد في تقرير هآرتس.

وحول إعلان نتنياهو نيته ضم غور الأردن وأجزاء من الضفة الغربية، قالت هآرتس، إن الكاتب "الإسرائيلي" بن كسبيت، كشف في تقرير نشر يوم الجمعة في موقع معاريف أن جدال شديد بين نتنياهو وماندلبليت ورؤساء مؤسسة الحرب اندلع بعد ظهر يوم الثلاثاء، حتى قبل رحلته إلى أسدود، بشأن عقد رئيس الوزراء مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تطبيق السيادة "الإسرائيلية" على غور الأردن، ووفقًا لرواية أخرى "جميع المستوطنات في الضفة الغربية".

كلمات دلالية