خبر ربما يستحقون صفعة ما أخرى .. إسرائيل اليوم

الساعة 09:44 ص|04 فبراير 2009

بقلم: ادرور ايدار

ماذا يمكن ان نقول بعد بإزاء استمرار اطلاق الصواريخ على جنوب البلاد؟ سقط امس صاروخ غراد في قلب عسقلان، وربما كانت ساعة الصباح المبكرة وعدم وجود السابلة قد منع والحمد لله كارثة كبيرة. منذ ثماني سنين ينام كثير من اولاد الجنوب في فراش واحد مع ابائهم خوف الصواريخ.

لا يصدق، لكن هذه هي الكلمات التي استعملناها قبل عملية "الرصاص المصهور"، وما زال هذا الرصاص يصب الان فوق رؤوسنا البائسة. هذا عار حقا. لا سبيل اخرى لوصف ما يشعر به كثير من مواطني الدولة. والغضب ايضا بطبيعة الامر.

ما المشترك بين الحرب الاعلامية على الحاخامية العسكرية ومشاركتها في الحرب في غزة، والدعوة الى حساب النفس التي توجهها منظمات حقوق الانسان الى اسرائيل فقط، والدعاوى القضائية الكثيرة على ضباط الجيش الاسرائيلي التي تنتظر في اوروبا بتشجيع جهات قانونية واسرائيلية هنا في اسرائيل، ودعوات اناس هيئة تدريس في جامعة تل ابيب الى مقاطعة ومنع تعيين رئيسة قسم القانون الدولي في النيابة العامة العسكرية، بنينا شاربيت – باروخ، محاضرة في قسم الحقوق؟ ان لازمة خفية واحدة تقفل نشيد هذه الجوقة المنافقة وهي انه لا يحل لاسرائيل الانتصار.

لا يحل لاسرائيل ان تنتصر لان ذلك سيكون كارثة على باعة الاوهام بيننا، اولئك الذين يعظون بذلك او يعظون باننا اذا حادثنا كل جزار اولاد وطباخ اطفال، واذا اريناهم وجها هشا واستجبنا مطالبهم المتواضعة فسيحل السلام علينا. الى هذا الحد لوثت الكلمة السامية هذه، السلام، واصبحت اداة سياسية للعيب على دولة اليهود والقضاء عليها، الى حد ان القلب مليء من الحماقة والغباء اللذين يجولان في شوارعنا في هيئة محللين ومفكرين وحركات حقوق الانسان (الفلسطيني لا الاسرائيلي لا سمح الله)، والساسة الذين سيقفزون في كل عربة مريبة تجعلهم يحظون بشيء من التقدير عند الموجهين في الاعلام وبالشرعية الدولية التي ستجعلهم يحظون بجوائز ودعوات للمحاضرات التنديدية في الخارج.

لا يحتاج الى صواريخ القسام وصواريخ غراد، بل ولا الى مخربين منتحرين. يمكن الانفجار من النظر فقط في السلوك السياسي لهذا الشعب الذكي، الذي نسي بنصيحة مستشاريه كيف يدفع عن نفسه.

والان بعد استمرار اطلاق الصواريخ علينا، هل يوجد شخص ما سليم العقل يريد حقا استمرار سلطة هذه الحكومة؟ منذ بدء العملية حددت اهدافها على نحو رخو – لا "انتصار" لا سمح الله، بل "تغيير الوضع الامني في الجنوب". بعد ذلك تلبث اسبوع حتى دخول القوات البرية، ثم اسبوعان من السير في المكان والحرب في مبان فارغة. والخروج الفخم، الفخم جدا الى حد ان اصداءه تسمع اليوم في المدن الجنوبية.

ان سياسة "التسعير" المشهورة تتناول الدول والمنظمات التي اساس سلوكها معايير عقلانية، والتي تفضل ساعة الضيق مصلحة ناسها على تحقيق عقيدتها. كل من يقرأ ميثاق حماس يدرك ان قادتها ومتابعيهم يعيشون في مجال زمن اخر، وان تطرفهم الديني يتمسك بروايات قبلية عميقة قديمة فحواها ان الف قتيل والف بيت مدمر لن تكون رادعا. جماعة ترى الانتحار الذاتي والجماعي فريضة سامية تجعل من يقيمونها يفوزون بالخلود، لا تتاثر بـ "تسعير" كهذا، كما قررناه.

من هنا ايضا جواب كل جوقة المنافقين في شأن "عدم التكافؤ" للهجوم الاسرائيلي على غزة: اجل، انتم على حق، لم يكن ذلك تكافئيا لانهم ظلوا طول الوقت يطلقون الصواريخ على مدننا، وبعد ان انسحبنا ايضا وخرج قادتهم من ملاجئهم، ظلوا يطلقون النار علينا – اي ان ما فعلناه الى الان في غزة كان اقل من القدر المطلوب لاخضاع العدو في وعيه وفعله.

لكن كما اسلفنا القول، لاسرائيل مكانة خاصة في العالم: فلا يحل لها البتة ان تنتصر. يجب على اليهود ان يتركوا التاريخ وان يعودوا الى مكانهم الطبيعي مصلوبين ابديين. خرجنا في السنوات الثلاث الاخيرة مرتين للحرب، وتلاشت مرتين انجازاتنا العسكرية الضئيلة جراء معركة سياسية فاشلة قادتها وزيرة الخارجية تسيبي لفني. يمكن ان نفهم لماذا اصبحت الامل الابيض لجوقة المنافقين في اسرائيل وفي العالم، لان بقاءها في منصب تنفيذي ما يضمن استمرار ضعف اسرائيل – وهذه بشرى خير لاعدائنا وبشرى سوء لوجودنا.