رجل تحرك في زمن الوهن..

رفيق وشقيق الشهيد السايح يرويان تفاصيل لأول مرة عن حياته

الساعة 12:05 م|09 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

حالة من الألم والغضب سيطرت على ذوي الأسير الشهيد بسام السايح وأصدقائه في داخل وخارج سجون الاحتلال عقب الإعلان عن استشهاده بعد انهيار حالته الصحية منذ شهرين، لا سيما أنه تعرض لسياسة القتل الطبي المتعمد والممنهج من قبل إدارة سجون الاحتلال "الإسرائيلية".

وأعلنت ما تسمى مصلحة سجون الاحتلال، أمس الأحد، استشهاد الأسير بسام السايح بعد نقله إلى المستشفى، زاعمة أنه يعاني من مرض مزمن.

خلدون شقيق الشهيد الأسير بسام السايح، قال: " خبر استشهاد بسام كسر ظهرنا وتلقينا الخبر من وسائل الاعلام ونزل علينا كالصاعقة، لكننا مؤمنون بالله وصابرون، كما أنه ليس أول شهيد من الاسرى الفلسطينيين".

"شخصية هادئة وحنونة"

 وأضاف خلدون وفق لما تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عبر "إذاعة القدس"، أن بسام شخصية هادئة وحنونة، وعانى منذ 2013 من سرطان الدم وقبلها سرطان العظام، وأصيب بالقصور في عضلة القلب حيث وصلت إلى 15% نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال.

وأوضح أن عائلة السايح حاولت عبر المؤسسات الحقوقية والإنسانية الافراج المبكر عنه، إلا أن الاحتلال رفض، مطالبًا الجهات المعنية بالضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن جثمان الشهيد بسام لإلقاء نظرة الوداع عيه وموارته الثرى، والتركيز على متابعة ملف الأسرى المرضى في سجون الاحتلال.

ووجه خلدون رسالة إلى جميع الضمائر الحية في العالم، بالإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال خاصة المرضى منهم، ومحاسبة الاحتلال في المحاكم الدولية لتعمده وامعانه في سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".

رفيق الشهيد بسام السايح، ومدير مركز أحرار لدراسات الأسرى، فؤاد الخفش، عبّر عن غضبه إزاء التخاذل في التعامل مع جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الأسرى المرضى المعتقلين في سجون الاحتلال، خاصة مع استشهاد الأسير بسام السايح.

"حس دعابة"

وفي حديث تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عبر "إذاعة القدس"، قال الخفش: " بسام درس معي في الجامعة منذ عام 1995 حتى عام 2003م، واعتلقنا في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" في (2003 – 2005)، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه بتاتًا، ويمتلك حس دعابة ويحوّل الحزن إلى قصة مفرحة".

وأضاف الخفش، أن بسام مريض بالسرطان منذ 20 عامًا، رغم ذلك كانت له مواقف كثيرة لا تنسى في انتخابات الجامعة ومواقف أخرى خلال مساعدته للمطاردين في بداية الانتفاضة الثانية، حيث كان يساعد ويقدم الدعم والمساعدة للجميع.

وأشار إلى أن العملية التي يقف على رأسها السايح في عملية ايتمار، كانت المحرك الذي ساعد في إشعال انتفاضة القدس قبيل عملية مهند الحلبي مفجر انتفاضة القدس، وصاحب مدرسة فكر مقاوم، حيث لم يكن يسعى لقتل إسرائيليين في العملية، بل كان يخطط لخطفهم ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين، وهذا ما كشفت عنه التحقيقات".

"يزرع الأمل"

وأردف الخفش، "معاناة الأسرى كانت حاضرة في ذهن الشهيد السايح وهو رجل خدوم، وطوال فترة سجنه كان يزرع الأمل في نفوس الأسرى رغم مرضه، لذلك ننعى رجل تحرك في وقت نام فيه الكثيرون وحينها كانت الضفة تعيش فيها حالة وهن".

"غليان وتوتر"

وتعيش سجون الاحتلال حالة من الغليان والتوتر، إثر استشهاد الاسير بسام السايح منذ الساعات الأولى للاعلان عن نبأ استشهاده، حيث أعاد الأسرى، اليوم الاثنين، وجبات الطعام المقدمة، في إطار الضغط على إدارة سجون الاحتلال لتسليم جثمان الشهيد السايح لذويه ومواراته الثرى.

ومن المقرر أن تقوم هيئة شؤون الأسرى، برفع دعوى لمحكمة الاحتلال العليا اليوم الاثنين؛ للمطالبة بتسليم جثمان الشهيد السايح.

يشار إلى أن الشهيد السايح يعاني من أمراض سرطان العظام، وسرطان نخاع الدم الحاد بمراحله المتقدمة، وقصور بعضلة القلب يصل لـ80%، والتهاب حاد ومزمن بالرئتين، ومشاكل صحية أخرى.

وخلال الأعوام الماضية، تفاقم وضع السايح بشكل ملحوظ نتيجة لظروف الاعتقال والتحقيق القاسية التي تعرض لها منذ عام 2015، وخلال هذه المدة أبقت إدارة معتقلات الاحتلال على احتجازه في ما تسمى معتقل "عيادة الرملة" التي يطلق عليها الأسرى تسمية "المسلخ".

وفي 29 تموز/ يوليو الماضي، نُقل السايح إلى مشفى الرملة، وفي 12 آب/ أغسطس الماضي تم نقله إلى مستشفى آساف هاروفيه، حيث توفي متأثرًا بمرضه.

واعتقل جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، السايح، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، خلال ذهابه لحضور إحدى جلسات محاكمة زوجته، التي كانت معتقلة في حينها.

ووجهت نيابة الاحتلال للسايح تهمة "الضلوع في عملية قتل ضابط إسرائيلي وزوجته"، قرب قرية بيت فوريك شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، قبل أيام من اعتقاله.

ووقف هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن نحو 700 أسير يعانون أوضاعُا صحية صعبة، منهم ما يقارب 160 أسيرا بحاجة إلى متابعة طبية حثيثة، لاسيما أن عددًا من الأسرى المرضى من ذوي الأحكام العالية، قد أُغلقت ملفاتهم الطبية بذريعة عدم وجود علاج لهم، ويحرمهم الاحتلال من المراجعات الصحية.

الجدير بالإشارة إلى أن عدد الأسرى وصل إلى 5700 أسير، بينهم 230 طفلا و48 أسيرة و500 معتقل إداري "معتقلون بلا تهمة" و1800 مريض بينهم 700 بحاجة لتدخل طبي عاجل، حسب الإحصائيات الفلسطينية الرسمية.

كلمات دلالية