خبر كتاب عرب يتخوفون من نتائج اجتماعات وزراء خارجية دول الاعتدال العربي في الإمارات

الساعة 07:30 م|03 فبراير 2009

فلسطين اليوم - غزة

أبدى كتاب وسياسيون عرب استغرابهم إزاء الإعلان المفاجئ عن الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية عشر دول عربية اليوم في الإمارات العربية المتحدة، وأعربوا عن خشيتهم من أن يكرس الاجتماع الانفسام الفلسطيني والعربي في الساحة العربية. وأشادوا بالتحرك التركي الساعي إلى الإسهام في تجنيب المنطقة ويلات الانقسام والتشرذم من خلال تمديد مفعول الخطاب الذي ألقاه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت الاقتصادية العربية.

 

ففي العاصمة القطرية استغرب أستاذ العلوم السياسية في الجامعة القطرية الدكتور محمد المسفر في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" الدعوة لعقد مجلس وزراء الخارجية العرب من دون علم أمين عام جامعة الدول العربية، وقال: "اجتماع وزراء الخارجية العرب في أبو ظبي يعقد بطريقة غير مألوفة وغير معروفة أيضا، مرة يقال إنها دعوة شخصية من وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، ومرة يقال إنها من دول الاعتدال، وبكل الأحوال هو اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب، وهو غير قانوني لأنه لمتوجه دعوة رسمية لوزراء الخارجية العرب، كما أن أمين عامجامعة الدول العربية لم يبلغ بهذا الاجتماع ولم يدع له".

 

ووصف المسفر الاجتماع بأنه مناسبة لإضاعة الفرص العربية لصالح إسرائيل، وقال: "اجتماع وزراء خارجية الدول العربية العشر في أبو ظبي هو تضييع للفرص العربية لصالح إسرائيل في المنطقة، وهي دول تمثل التوجه الأمريكي في حل المشكلة الفلسطينية، وبالتالي هذا الحل في غياب القوى الفاعلة في الساحة الفلسطينية يعتبر تعديا على حقوق الشعب الفلسطيني، وبالتالي جميع نتائجه تعتبر مخلة بالأمن القومي العربي ومخلة بالسياسة الاستراتيجية العربية في مواجهة الضغوط الأمريكية ـ الإسرائيلية"، على حد تعبيره.

 

وفي بيروت رجح الوزير السابق والكاتب اللبناني عصام نعمان في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن يكون الاجتماع الوزاري العربي في أبو ظبي فرصة لدعم حكومة الرئيس محمود عباس وتوجهاتها في رام الله، وقال: "الحقيقة أن اجتماع وزراء خارجية ما يعرف بدول الاعتدال كان مفاجئا، خصوصا في أبوظبي، وعلى كل حال ما رشح حتى الآن هو أ، دول الاعتدال تحاول تمتين مواقفها إزاء المحور الآخر الذي هو محور مساندة المقاومة، ومن ناحية أخرى هناك موضوع الاعمار والاعتمادات التي يمكن أن تتوفر، فهذه الدول ومعظمها من الدول التي ستقوم بمساعدات يهمها أن تكون متوافقة وأن تذهب المساعدات إلى جهة مقبولة لديها أي حكومة محمود عباس وسلام فياض في رام الله"، كما قال.

 

وكانت مصادر دبلوماسية عربية قد تحدثت عن أن حوالي عشر دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات والمغرب وتونس واليمن والكويت والأردن والبحرين إضافة إلى وزير الخارجية الفلسطيني، تشارك في الاجتماع الوزاري الذي تستضيفه ابو ظبي اليوم ويعقد في ظل تكتم إعلامي.

 

على صعيد آخر أعرب الدكتور المسفر عن أمله في أن ينجم التحرك التركي الذي يقوده الرئيس التركي عبد الله غول اليوم في الرياض عن تشكيل محور سعودي ـ تركي يكون بديلا عن المحور السعودي ـ المصري، وقال: "أعتقد أن السياسة الخارجية السعودية في الوقت الراهن ليست السياسة المطلوبة من المملكة في هذه الظروف، والآن رئيس جمهورية تركيا يزور الرياض، وهنا نقول إن تركيا هي المحور الحقيقي واللاعب الأساسي من خارج المحور العربي من خلال علاقتها الوطيدة بإسرائيل، حيث للدولتين مصالح استراتيجية وهو ما يخول لتركيا امكانية التأثير عليها، كما أن تركيا هي عضو في حلف الناتو، وهي دولة مستقلة تمكنت من رفض دخول قوات حلف الناتو عبر شمال العراق عام 2003 عندما تم احتلال العراق. ومن هنا نقول بأن المحور السعودي ـ التركي اليوم يجب أن يكون بديلا عن المحور السعودي ـ المصري الذي فقد مصداقيته ودوره على الساحة العربية والدولية".

 

وأعرب المسفر عن أمله في أن تستغل السعودية هذه النافذة الجديدة لصالح القضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية، ومحاولة احتواء إيران إن كانوا صادقين في ذلك، كما قال.

 

من جهته أكد نعمان أن تركيا لا تزال تمتلك كل مقومات الوساطة النزيهة بين العرب وإسرائيل، وقال: "يبدو أن تركيا حريصة على دور الوسيط، وقد أصر الرئيس عبد الله غول بعد الذي حدث في دافوس على القول بأن تركيا لم تفقد دورها كوسيط، ومازال بمقدورها أن تقوم بذلك، ولعل تحركه الأخير يؤكد هذا الدور الذي تؤيده أولا الصفة الإسلامية لتركيا المعترفة بإسرائيل والمؤيدة للمقاومة ولـ "حماس"، كما أنه تحرك يرمي لمحاولة التوفيق بين السعودية والدول المؤيدة للمقاومة، بمعنى آخر تفعيل وتمديد مفعول الخطاب الذي ألقاه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت والذي أثمنر مصالحة بينه وبين الرئيس بشار الأسد"، على حد تعبيره.