القبلة الفرنسية -يديعوت

الساعة 12:56 م|05 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: الخط التصالحي لماكرون لا يهدد فقط اسرائيل. فقد تسبب منذ الان بزيادة عشرات الاف القتلى في المواجهات التي تعلق فيها ايران، في سوريا وفي اليمن. ان هذه القبلة الفرنسية، التي هي قبلة الموت، يجب منعها - المصدر).

حتى في العلاقات بين الدول، فان 15 مليار دولار هو مبلغ جدي. هذا هو المبلغ الذي تقترحه فرنسا على ايران، كائتمان، لاغراء نظام آيات الله على مواصلة الالتزام بالاتفاق النووي. فالعقوبات الامريكية تسببت بضرر شديد للاقتصاد الايراني. في اعقاب الاتفاق النووي، الذي وقع في 2015، نما الاقتصاد الايراني بـ 12.3 في المئة في 2016. اما هذه السنة فمن المتوقع نمو سلبي بنحو 6 في المئة. من انتاج نحو 2.3 مليون برميل نفط في اليوم، حتى التوقيع على الاتفاق نما الانتاج الى نحو 3.8 مليون برميل.

اما مع استئناف العقوبات فقد عاد الانتاج الى المستوى السابق. وتلقت بعض الدول الاذن من الولايات المتحدة لمواصلة استيراد النفط من ايران. وقد انتهى الاذن، والخسارة للاقتصاد الايراني تقدر بنحو 10 مليار دولار.

الرئيس الفرنسي، عمانويل ماكرون، يعرض على طهران حبل نجاة. لقاء بين الرئيسين الامريكي والايراني، وكذا 15 مليار دولار كائتمان. ان مساعي ماكرون مشوقة. فما الذي بالضبط يحركها؟ حتى الفرنسيين ليس واضحا لهم هذا. اما الايرانيون أنفسهم فلا يستجيبون بحماسة. هم بحاجة ماسة لكل دولار، ولكنهم نجحوا في الايام الاخيرة في اصدار بيانات متضاربة.

يعاني اقتراح ماكرون بالضبط من ذات النواقص التي في الاتفاق النووي. فقد كانوا مستعدين لان يدفعوا كل ثمن تقريبا من اجل الوصول الى اتفاق، وتلقت ايران بالضبط ما تريد. المشكلة في الاتفاق لم تكن تكمن فقط في القيود على التقدم نحو السلام النووي. المشكلة التي ليست اقل اهمية كانت ولا تزال في مجال النفوذ الاقليمي لايران. لان ايران تلقت، عمليا، ضوء اخضر لمواصلة العربدة في محورين – من خلال الحوثيين في اليمن من الجنوب، ومن خلال سوريا وحزب الله، عبر العراق، من الشمال.

على هذه الخلفية، فان الاغراء الفرنسي لايران هو اساسا مناهض لاسرائيلي. لان المعنى الفوري هو اعطاء ضوء أخضر آخر لطهران لمواصلة تثبيت التواجد في المحور الشمالي. وهذا يعني مزيدا من القواعد في سوريا وفي العراق، مزيدا من المساعدة لحزب الله، ميزانيات اخرى لقاسم سليماني، مبعوث التخريب العالمي لنظام آيات الله. في السنوات الثلاثة الاخيرة تبين أن رفاه سكان

ايران يعني حكام طهران بقدر ما تعنيهم قشرة الثوم. والمردودات التي تدفقت في اعقاب رفع العقوبات وجهت لتطوير الصواريخ الباليستية، لقوى الشر بقيادة سليماني ونصرالله.

 

ان الاقتراح الفرنسي متعلق بالموافقة الامريكية. اما في البيت الابيض فلم يردوا بعد بالسلب، وهذا بالتأكيد يبعث على القلق. فلا تحتاج اسرائيل ان تشجع أي مواجهة. والخيار، في 2015، لم يكن بين المواجهة والاتفاق. الخيار كان ولا يزال بين الاتفاق وبين استمرار العقوبات. والطلب من ايران يجب أن يكون في المجال الاقليمي ايضا. بلا شرط واضح، فان المعنى هو تعاظم التهديد الايراني.

ان الخط التصالحي لماكرون لا يهدد فقط اسرائيل. فقد تسبب منذ الان بزيادة عشرات الاف القتلى في المواجهات التي تعلق فيها ايران، في سوريا وفي اليمن. ان هذه القبلة الفرنسية، التي هي قبلة الموت، يجب منعها.