تدريس اليهودية بدلا من العلوم- هآرتس

الساعة 12:55 م|05 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

تواجه المدارس في اسرائيل مشكلة عصيبة تتمثل بالنقص في المعلمين، ولا سيما في الرياضيات، العلوم والانجليزية. وتستوجب الازمة من مؤسسات التعليم محاولة تجنيد عاملي تعليم ذوي تأهيل جزئي، في افضل الاحوال. ولكن امام هذا النقص يبرز موضوع تعليمي، يتمتع بازدهار غير مسبوق من المعلمين الجدد: دراسات اليهودية. تعكس هذه المعضلة سلم اولويات مغلوط من جانب وزراء التعليم الاخيرين، ويجب أن تشكل نداء صحوة للوزير الذي سيعين بعد الانتخابات: ان تنمية دراسات اليهودية، وبالتأكيد في التعليم الرسمي، لا يفترض أن تأتي على حساب المواضيع العلمية. خلافا للامل الذي اعرب عنه وزير التعليم، رافي بيرتس، فان الرؤيا التي تقول ان "مدارس النبوة" ستحل محل مؤسسات التعليم هي رؤيا هدامة لدولة اسرائيل.

 

وحسب معطيات وزارة التعليم، فمن بين المعلمين الذين انضموا هذه السنة الى جهاز التعليم ما فوق الابتدائي، كان العدد الاكبر منهم، 477، قد تأهلوا لتعليم اليهودية. وبالمقابل، 7 فقط انهوا التأهيل لتعليم الفيزياء، 8 لتعليم الكيمياء و 20 للبيولوجيا. وحسب المعطيات التي جمعتها منظمة المعلمين، فلم يتبق في جهاز التعليم سوى نحو 1.000 معلم للكيمياء، 1.250 للفيزياء ونحو 2.000 معلم للبيولوجيا وعلوم الحاسوب. والمعنى هو الهزال المتواصل في تعليم

 

العلوم في اسرائيل. في الانجليزي والرياضيات تأهل نحو 470 و 360 معلم جديد، على التوالي، ولكن هذا لا يلبي الطلب.

 

فحص جزئي أجرته وزارة التعليم في الاسابيع الاخيرة يظهر أنه في السنة الدراسية التي بدأت هذا الاسبوع ينقص نحو 1.700 معلم. النقص في منطقة تل ابيب، غوش دان والوسط هو نحو 1.200 موظف تعليم، مما يعني نقص جواب لـ 10 الاف ساعة تعليم في السنة. في محاولة لايجاد حل اعلنت الوزارة عن تجنيد طلاب للتعليم ومتدربين للتعليم في سنتهم الاخيرة، الكثيرون منهم لم يجتازوا التأهيل المناسب لمواضيع التعليم التي ادرجوا فيها. في اعقاب ذلك يضطر مدراء المدارس الثانوية الى المساومة على جودة المعلمين الذين يسعون الى تجنيدهم.

 

رغم أن النقص في المعلمين في مواضيع العلوم معروف في المدارس منذ عدة سنوات، فانهم في وزارة التعليم ينفون وجود المشكلة. ولكن برعاية هذا التشويش المقصود للواقع يتبين ان تعليم اليهودية يزدهر بالذات. يبدو أن الهدف في تجاهل الازمة في التعليم ليس فقط منع النقد، بل وايضا التعبير عن الاجندة غير المخفية لوزراء التعليم من اليمين، وبموجبه فان الجهاز الذي ائتمنوا عليه بحاجة لتعزيز دائم في البعد اليهودي. ان معطيات المعلمين الجدد تشهد على سلم الاولويات الحقيقي لوزارة التعليم: تنمية تعليم اليهودية وليس العلوم.