مفترق طرق...

تجديد ولاية "الأونروا".. هل تكون الفرصة الأخيرة لإسقاط المؤامرة؟

الساعة 10:01 ص|03 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

في ظل التحديات السياسية والمالية التي تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بدأ التحضير للاستحقاق الكبير الخاص بتجديد الولاية للوكالة، في الوقت الذي يعقد فيه اجتماعًا طارئًا بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لمؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة للاجئين لمناقشة ملف تجديد تفويض عمل "الأونروا" وأزمتها المالية.

ويعقد الاجتماع الطارئ بناء على طلب دولة فلسطين لبحث دعم تجديد تفويض ولاية عمل "الأونروا" لثلاث سنوات قادمة، والذي يأتي في إطار خطة تحرك منظمة التحرير الفلسطينية لدعم تجديد تفويضها مع اقتراب عملية التصويت في ظل المسعى الأمريكي الاسرائيلي لإلغاء التفويض أو تغييره.

تجديد على مرحلتين

المتحدث باسم وكالة "الاونروا" عدنان أبو حسنة، أوضح أن تجديد ولاية عمل "الأونروا" يتم على مرحلتين، مبينًا أن المرحلة الأولى تعقد فيها اجتماعات مصغرة، قبل الوصول إلى التصويت العام في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأول من ديسمبر.

وقال أبو حسنة في حديثه لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، إن اجتماعًا عالي المستوى سيعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأيام القادمة، لمناقشة مجموعة من القصايا منها قضية تجديد ولاية "الأونروا"، لكن الاجتماعات الحقيقة والخاصة بالتجديد تبدأ في شهر نوفمبر القادم.

وأشار إلى أن التصويت يبدأ في اللجنة الرباعية لمقاومة الاستعمار، ويتم التصويت في هذه اللجنة المصغرة على تجديد ولاية "الأونروا"، لكن التصويت الكبير والعام في الجمعية العامة للأمم المتحدة يكون في الأول من ديسمبر القادم.

وبيّن أبو حسنة أن تجديد ولاية الوكالة يتعلق بالكثير من الملفات منها التنمية البشرية، الصحة، التعليم، والإغاثة، إضافة إلى خدمات أخرى تم استحداثها على خريطة عمل الوكالة مثل القروض.

وأكد أن التصويت هذا العام مهم ومختلف نظرًا للتحديات السياسية والمالية التي تواجهها الوكالة، لافتًا إلى أن تجديد الولاية مهم جدًا كونه يعني أن المجتمع يوافق على بقاء الأونروا، وأنها لا زالت مهمة وحيوية في تقديم الخدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين، وحيوية للاستقرار في المنطقة.

تشويه قديم جديد

وبالحديث عن محاولات تشويه "الأونروا" نوَّه أبو حسنة إلى أن هذه العمليات لم تتوقف للحظة منذ عشرات السنين، مشيرًا إلى وجود أصوات تدعو لتصفية عمل الوكالة وإنهاء خدماتها، وهناك لوبيات معينة، وأعضاء كنيست إسرائيليين، إضافة إلى دول تدعم هذا التوجه.

وشدد على أن وجود "الأونروا" لا يتعلق برغبات أشخاص أو دول، مؤكدًا أنها موجودة بقرار الأمم المتحدة رقم 302، "ومن أراد أن يغيِّر التصويت فليذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا يطالب الوكالة بحل نفسها".

يأتي ذلك في أعقاب تقرير لمكتب الأخلاقيات التابع للأمم المتحدة، يكشف عن سوء إدارة واستغلال السلطة من قبل مسؤولين من أعلى المستويات في "الأونروا"، إضافة لتصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، والسفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، ومندوب "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة داني دانون، الذين دعوا إلى تصفية "الأونروا"

وأشار التقرير إلى تورط مسؤولين كبار في وكالة "الأونروا" في تجاوزات أخلاقية يندرج فيها "محاباة وتمييز وغيرها من ممارسات استغلال السلطة لمنافع شخصية، وقمع المخالفين بالرأي تحقيقًا لأهداف شخصية".

وكانت رئاسة المؤتمر العام لاتحادات العاملين في "الأونروا"، التي تمثل أكثر من (98%) من موظفي الوكالة وغالبيتهم من اللاجئين الفلسطينيين، قد أصدرت بيانًا أعربت فيه عن غضبها الشديد للهجوم الذي تتعرض له "الأونروا" في هذا الوقت الحساس لتحويل الأنظار عن المهمة الأساسية للوكالة وهي تقديم الخدمات، التعليمية والصحية والإغاثة الاجتماعية”، لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، منهم زهاء مليونيّ لاجئ في الأردن.

عام دراسي رغم التحديات

وعن افتتاح وكالة الغوث للعام الدراسي الجديد قال أبو حسنة: "افتتحنا العام الدراسي في أماكن عمل الأونروا رغم التحديات الكبيرة والعجز المالي الضخم الذي بلغ 151 مليون دولار أمريكي".

وأشار إلى أن العملية التعليمية تسير على ما يرام في 715 مدرسة، تقدم الخدمات التعليمية لـ 535 ألف طالب، مؤكدًا أن قرار افتتاح المدارس في عودتها قرار استراتيجي اتخذه المفوض العام.

الجدير بالذكر أن الاجتماع الطارئ الذي سيعقد في مقر الأمانة العامة في جامعة الدول العربية، كل من: الدول العربية المضيفة للاجئين، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والمنظمة العربية للعلوم والثقافة "ألكسو"، والمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة "أسيسكو"، لمناقشة ملف تجديد تفويض عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" وأزمتها المالية، وما يستجد من أمور.

وقال أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين إن اجتماعًا طارئًا سيعقد الثلاثاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، لمناقشة ملف تجديد تفويض عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" وأزمتها المالية، وما يستجد من أمور.

وأضاف: سيقف المؤتمر أمام قرار تجميد بعض الدول المانحة دعمها المالي عن "الأونروا" على ضوء تسريبات لوثائق سرية حول تحقيق مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة باتهام بعض العاملين فيها بتورطهم في قضايا فساد، لافتا الى ان المؤتمر سيبحث آلية لمعالجة هذا الملف.

وقال أبو هولي: "الأونروا" تتعرض لمؤامرة خطيرة تستهدف تصفية وجودها في ظل التحرك الأميركي– الاسرائيلي المعادي ضدها، للتأثير على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لحثها على عدم التصويت لصالح قرار تجديد تفويضها، وتأليب الدول المانحة عليها لتعليق او وقف مساعداتها، بما يخدم مخططها في تفكيك "الأونروا" وانهاء دورها وإلغاء تفويضها من خلال التحريض عليها والتشكيك بدورها وشرعيتها والمساس بصورتها.

وأكد أن الاجتماع الطارئ سيصدر عنه توصيات ومذكرة مهمة لدعم “الاونروا” ودعم تجديد تفويضها الممنوح لها بالقرار"302"، والتأكيد على خدماتها وتعرية الموقفين الاميركي والإسرائيلي المعاديين "للأونروا" سترفع إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والطلب منه تعميمها على وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الذي سيعقد في مقر الأمانة العامة بجامعة الدول العربية في العاشر من سبتمبر/ ايلول الجاري وعلى بعثات الجامعة العربية في الخارج ومجالس السفراء العرب للتعاطي معها والتحرك بشكل عاجل في دعم "الأونروا" وفي تجديد تفويضها.

وشدد على ضرورة التنسيق على مستوى الدول العربية المضيفة لقطع الطريق على الادارة الأميركية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي من تمرير مخطط تصفية "الأونروا". مؤكدا أهمية دعم استمرارها للقيام بعملها وفقا لقرار إنشائها رقم 302 لعام 1949، ورفض أي مساس أو تلاعب بتعريف صفة اللاجئ الفلسطيني

وتقدِّم الوكالة خدماتها لأكثر من (5.4) مليون لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية بما في ذلك شرقي القدس، وغزة وسوريا والأردن ولبنان.

وفي (2018)، أوقفت واشنطن أيضًا دعمها المالي للأونروا المقدر سنوياً بـ (360) مليون دولار، بعد تقديمها مبلغ (60) مليوناً مطلع العام ذاته.

كلمات دلالية