خبر جيش الاحتلال يغلق المنفذ الشمالي لمدينة القدس

الساعة 11:05 ص|03 فبراير 2009

القدس المحتلة: فلسطين اليوم

سلّمت قيادة جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء قراراً لمجلس الرام المحلي، شمال مدينة القدس المحتلة، يقضي باعتزامها إغلاق المنفذ الوحيد المتبقي للمواطنين من وإلى مركز مدينة القدس، وإجبارهم استخدام المعابر العسكرية لهذا الغرض.

و تضمن الأمر العسكري الاحتلالي وضع يد الاحتلال على مساحاتٍ واسعة من أراضي المواطنين في محيط المنطقة المذكورة، و وقع على قرار الإغلاق والمصادرة المدعو "جادي شمني ألوف"، قائد قوات الاحتلال في منطقة الضفة الغربية، التي يطلقون عليها تسمية "يهودا و السامرة".

و أعلن بموجبه، المنطقة المعروفة باسم: "جبل الصمود" بضاحية البريد والمحاذية للحاجز العسكري الحالي، منطقة مُغلقة، ويُمنع دخول أي مواطن منها وإليها، وسيتم معاقبة من يحاول اجتياز أو تجاوز هذا الأمر، ويكون الدخول والخروج للمنطقة ولبلدة الرام وضاحية البريد من المعابر الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس، وخاصة من معبر قلنديا، المُقام على أراضي بلدة الرام.

و شوهد في المنطقة دوريات عسكرية تحمل قيادات احتلالية تجوب محيط المنطقة المستهدفة تمهيداً لإغلاقها بالكامل، فيما انتهت الأعمال الجارية في البنى التحتية للجدار في المنطقة.

من جهته، وصف سرحان السلايمة رئيس مجلس الرام المحلي، في شمال مدينة القدس المحتلة، قرار الاحتلال العسكري بأنه جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني وأراضيه، وأكد أن المُستهدف بهذا القرار هي مدينة القدس، من خلال عزلها بالكامل عن ضواحيها وبلداتها ومحيطها وامتدادها الجغرافي و الديموغرافي الفلسطيني، والتفرد فيها لأسراتها وتهويدها.

 و حذّر السلايمة من التداعيات الخطيرة التي ستترتب على إغلاق سلطات الاحتلال للمدخل الوحيد المتبقي لسكان المنطقة.

و قال "إن هذا القرار سيخلق مشكلة جديدة لسكان بلدة الرام وضاحية البريد، حيث يعني ذلك إغلاق ما تبقى من المنطقة باتجاه القدس، وفصل شريحة واسعة من السكان وعزلهم بشكل كامل"، وشدّد على أن الهدف الأساس لهذه الخطوة هو إتمام عزل مدينة القدس عن ضواحيها وبلداتها ومحيطها الجغرافي و الديموغرافي.

و لفت إلى أن ذلك سيؤثر بشكل أساسي على قطاع الطلاب، الذين يصل عددهم لأكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة، يدرسون في مدارس القدس المختلفة، وسيعيق هذا الإغلاق تحركهم من وإلى مكان سكنهم.

كما أنه سيؤثر على الحركة التجارية وعلى حركة الموظفين والمواطنين التي تتمركز أعمالهم داخل مدينة القدس، و أكد السلايمة أن هذا الإغلاق سيُرسّخ عملية عزل القدس بالكامل، لافتاً إلى مشكلة كبيرة ستواجه سكان منطقة جبل الصمود بضاحية البريد في البلدة، وعددهم يزيد عن الخمسة آلاف مواطن، تتمثل بعدم إمكانية توصيل الخدمات إليهم، وقال "إنه لا مجلس الرام ولا بلدية الاحتلال في القدس بإمكانها تقديم أي خدمات تذكر للمنطقة بسبب إغلاقها".

و قال: "إن الإغلاق سيعيق حركت السكان، من حملة الهوية "الإسرائيلية"، بينما السكان من حملة هوية السلطة الوطنية سيوضعون في "غيتو" و ستصبح حركتهم فقط بين جدار الفصل والحاجز العسكري ووفق بطاقاتٍ خاصة من جيش الاحتلال".

وأشار رئيس مجلس الرام إلى أنه في اللحظة التي تم فيها بناء الجدار وعزل البلدة عن القدس، أُصيبت الحياة بالبلدة بالشلل شبه التّام، وقال: "إن الرام كانت سلة الغذاء والسوق المركزي للقدس، وبعد إغلاق البلدة بالجدار تم إغلاق ما يزيد عن سبعمائة منشأة اقتصادية، بالإضافة إلى إغلاق بعض المدارس بعدما تأثرت حركة الطلبة من القدس إلى الرام وبالعكس."

و أضاف أن مجموع المشاريع الاستثمارية في البلدة قد ضُربت واستُهدفت، لافتاً إلى وجود مئات الشقق السكنية القائمة بدون تشطيبات، فضلاً عن الصعوبات الكبيرة جداً في حركة المواطنين، من حملة الهوية "الإسرائيلية"، عبر المنافذ، وخاصة العُمّال بين البلدة و القدس.

و أكد أن المطلوب الآن من قادة الشعب الفلسطيني بعامة أن ينهوا خلافاتهم وانقساماتهم ويعملوا بيدٍ واحدة في جبهة القدس، مؤكداً أن معركة القدس لن تكون خاسرة إذا ما واجهناها بجسمٍ فلسطينيٍ موحد.