خبر غموض خطير في المواقف.. هآرتس

الساعة 10:16 ص|03 فبراير 2009

بقلم: اسرة التحرير

كلما اقترب موعد الانتخابات ازدادت الفجوة بين اهمية المسائل السياسية، الامنية، الاقتصادية والاجتماعية، على جدول الاعمال، وبين مواقف المرشحين الثلاثة لرئاسة الوزراء من هذه المسائل.

للوهلة الاولى، تضع تسيبي لفني، ايهود باراك، وبنيامين نتنياهو، قادة كاديما، العمل واليكود، امام الناخب ثلاثة بدائل: وسط ، يسار ويمين. عمليا، ثلاثتهم يعرضون برنامجا يشوش كل تعهد او قول ذي اهمية.

نتنياهو يطلب ان تنتخبو الليكود لانه "يتوجب ادارة دولة". لفني تتحدث عن انها ولدت مقاتلة وان الدولة مهمة لها، وباراك يدعي بان لديه سجل وهو الذي سيدير الدولة. وكأنهم يتوجهون الى عطاء لادارة شركة. نتنياهو يقول ان كاديما سيقسم القدس، اما لفني وباراك فيعدان مثله، بان تبقى القدس موحدة.

لفني وباراك يتباهيان بانجازات الحرب في غزة ويتعهدان بالرد بحزم وبقوة على كل استفزاز من حماس، في ما يدعو نتنياهو الحكومة الى الرد بقوة وبحزم. حتى بنود البرنامج الاقتصادي لا تكشف عن فوارق عميقة مثلما هو دارج في دول اخرى بين اليسار واليمين. صحيح ان العمل يدعي بانه "حزب اشتراكي – ديمقراطي"، ولكنه يتبنى السوق الحرة مع "عدالة اجتماعية"؛ كاديما "سيعمل على استقرار اقتصادي اسرائيلي كاقتصاد حديث وتنافسي يقوم على اقتصاد متين في مجتمع سليم ومتطور (ذات الشيء تقريبا)"، اما الليكود فيكتفي بالاعلان بان نتنياهو "قوي في الاقتصاد". ولكنهم جميعهم يعدون بتخفيف العبء الضريبي.

من الصعب على المرء ان يتحرر من الانطباع بان هذا التشويش مقصود. المرشحون الثلاثة، والاحزاب التي يقفون على رأسها، لا تعرض بديلا سياسيا للطريق القائمة. بالعكس: فهم ينظمون لانفسهم حجة غيبة لليوم التالي للانتخابات، والذي سيصبحون فيه هم وكتلهم جزءا من الفسيفساء الثلاثي الذي سيشكل الحكومة الى جانب شاس والاحزاب الاصولية، وعلى ما يبدو، رغم معارضة العمل الهزيلة، مع افيغدور ليبرمان ايضا.

اختيار المرشحين الثلاثة لغموض المواقف في ضوء التطرف في الهوامش، التفتت الى كتل صغيرة والتحديات التي ستقف امام الحكومة القادمة – خطير. في الزمن القصير المتبقي حتى الانتخابات على الناخبين ان يطالبوهم باجوبة دقيقة وتعهدات قاطعة في مواضيع الامن، الدولة، المجتمع والاقتصاد.