قائمة الموقع

دموع وذكريات مؤلمة في أول أيام الدراسة

2019-08-25T18:54:00+03:00
الطفل الشهيد ناصر مصبح
فلسطين اليوم

ألمٌ شديدٌ وصداعٌ كبيرٌ وظرفٌ صعبٌ تمر على المواطن عزمي مصبح مع انطلاق العام الدراسي الجديد (2019-2020) حينما يستذكر طفله ناصر (11 عاماً) الذي حرمه الاحتلال الإسرائيلي من ارتداء الملابس الدراسية وشراء كل ما يلزم للدراسة من كراسات وأقلام وحقيبة كانت ملازمة له في أعوامه الماضية.

ويختلف هذا العام كثيراً على عائلة الطفل ناصر مصبح حيث حرمت العائلة الفرحة والبسمة والضحكة والاستعداد الجيد كما السنوات الماضية للعام الدراسي الجديد، فلا تزال صورة الشهيد ناصر في مخيلة عائلته في كل زاوية من البيت، حيث رائحته الجميلة وذكراه العطرة تفوح كثيراً مع بداية العام الدراسي كونه من أنشط وأذكى الأطفال في العائلة.

استشهد الطفل ناصر "11 عاماً" بتاريخ (28/9/2018) برصاصة قناص إسرائيلي أثناء محاولته انقاذ الجرحى بتقديم الإسعافات الأولية قبل الوصول إلى المستشفيات الميدانية للعلاج اللازم شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

الشهيد الطفل ناصر كان يحلم بأن يصبح مسعفاً وطبيباً يداوي أبناء شعبه من جرحى ومصابين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى أنه يحلم بأن يصبح داعياً إسلامياً يرشد الناس إلى فعل الخيرات للوصول إلى رضى الله عز وجل.

الحزن والألم كانا واضحان على والد الطفل ناصر الذي أكد لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" أن استعداده للعام الدراسي كان ضعيفاً جداً هذا العام لفقدان ناصر الذي كان دائماً يدفعنا للاستعداد والتجهيز للعام الدراسي قبل أسبوعين من بدايته ما يوحي بحبه الكبير للعلم والدراسة لتحقيق أهدافه.

"عندما يرتدي أحمد -وهو شقيق الشهيد الطفل ناصر- كانت صورة ناصر في مخيلتي وكأنه حيٌ يرزق لكن بعد مرور لحظات تعود ذاكرتي وأمسك نفسي كي لا تتساقط دموعي أمام أطفالي، فقلبي اليوم يحترق مع بداية العام الدراسي الجديد" يقول والد الطفل ناصر.

ويستذكر والد الشهيد موقفاً يدلل على حب طفله ناصر للعلم والدراسة، قائلاً: "بعد تقديم الامتحانات كان يندفع ناصر للبحث عني ليخبرني بنتائجه وتفوقه على زملائه الطلبة في المدرسة"، مؤكداً أنه يحصد المراتب الأولى خلال مراحل الدراسة التي تلقاها.

ويتميز ناصر عن شقيقه أحمد بحبه للعالم واندفاعه نحو الدراسة والتعليم والمشاركة في مسيرات العودة، ففي كل جمعة كان يشارك ناصر مع أشقائه الأكبر منه في المسيرات شرق مخيم البريج ليقدم الإسعافات الأولية للجرحى، فكان يلقب بأصغر مسعف في مسيرات العودة.

ويروي والد الطفل ناصر لحظات أليمة لحظة سمعه خبر استشهاد طفله ناصر قائلاً: "كنت في الدكان –محل تجاري صغير- أرى وجوه الناس تنظر إلي باستغراب وتساءل نفسها كيف ابنه استشهد وهو فاتح الدكان؟ لم أكن أتواقع أبداً حتى 1% أن ناصر سيستشهد فهو طفل لم يبلغ من العمر سوى 11 عاماً فكيف يروق لجيش مدجج بأحداث أنوع السلاح أن يقتل طفلاً صغيراً لا يحمل سوى معدات اسعاف أولي لعلاج الجرحى".

وأضاف: "عندما وصلت زوجتي وأخبرتني أن ناصر أصيب أدركت أنه استشهد وأغلقت المحل وذهب مسرعاً إلى المستشفى لأجده في ثلاجات الموتى"، حينها لم يتمالك والد الطفل دموعه فبكى وبكى الجميع على رحيل نجمه الساطع بعد أن خطفته رصاصات الاحتلال وحرمته من اكمال دراسته وتحقيق حلمه البسيط لأن يصبح طبيباً يداوي الجرحى والمرضى.

لم تختلف عائلة الطفل عزام هلال عويضة كثيراً عن حالة عائلة الطفل ناصر عزمي مصبح فالمشاعر المؤلمة والذكريات الحزينة كانت حاضرة في أول أيام العام الدراسي (2019-2020) حيث تتساوى الآلام الشديدة بين العائلتين وكافة العائلة التي فقدت أطفالها واستذكرتهم خلال العام الدراسي الجديد.

والد الطفل عزام عويضة يقول لمراسلنا: "كل عام كنت اشتري لعزام ملابس جديدة للمدرسة وكل ما يستلزمه للعام الدراسي الجديد من كراسات وأقلام وحقيبة، لكن هذا العام شعرت بفقدان حقيقي لطفلي الشقي وأتمنى أن يعود وألعب معه إلا أن رصاص الاحتلال الإسرائيلي منعني من فلذة كبدي وفرحة عمري".

ورغم الآلام الشديدة التي تعيشه أهالي العائلات التي استشهد أطفالها إلا أنهم أكدوا تمسكهم في تعليم أطفالهم كون التعليم سلاح فتاك في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وكان حوالي 1310000 طالب وطالبة توجهوا إلى مدارسهم صباح اليوم الأحد في كافة أرجاء الوطن، منهم قرابة 854.390 في المدارس الحكومية، وقرابة 150 ألفا في المدارس الخاصة، والبقية في مدارس وكالة الغوث.

وقد استشهد وفق إحصائية نشرتها مؤسسة اليونسيف بتاريخ (28/3/2019) نحو40 طفلاً وأكثر من 3 آلاف آخرين أصيبوا ونقلوا إلى المستشفيات، بفعل إصاباتهم بجروح أدت إلى جسدية تلازمهم مدى الحياة برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتهم السلمية في مسيرات العودة وكسر الحصار.وتنطلق مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة منذ (30/3/2018) تأكيداً على تمسك أبناء شعبنا بالعودة إلى أراضيهم المحتلة إضافة إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 13 عاماً.

اخبار ذات صلة