خبر ماذا يعرف الإسرائيليون عن الصراع مع الفلسطينيين؟ .. وديع عواودة

الساعة 02:32 م|02 فبراير 2009

كشفت دراسة نفسية اجتماعية أن أغلبية الإسرائيليين يجهلون خلفية الصراع مع العرب، ويتمسكون بذاكرة جماعية سطحية رافضين التحديق بالمرآة.

 

وتؤكد خلاصة الدراسة التي حملت عنوان "ماذا يعرف الإسرائيليون عن الصراع مع الفلسطينيين؟" أن الحرب على غزة تؤكد أن "خطاب الضحية، وعقلية الحصار، والوطنية العمياء، والبلطجة، والتزمت، وبلادة إحساس تجاه معاناة الفلسطينيين وشيطنتهم".. كل ذلك قد سيطر على وعي اليهود في إسرائيل.

 

ويشير الباحثان المشرفان على الدراسة المختص بعلم النفس السياسي دانئيل بارطال ورافي تسانجوت إلى أن أغلبية الإسرائيليين تمتلك ذاكرة جماعية سطحية حيال الصراع يقسم طرفيه بين الأخيار والأشرار.

 

ويوضح الباحثان أن هذه الذاكرة إضافة إلى طباع جماعية مميزة للصراع مثل مشاعر الخوف والكراهية والغضب، تتحول إلى بنية تحتية نفسية اجتماعية تغرق فيها الشعوب ضمن صراعات عنيفة.

 

وتستبعد الدراسة قدرة الشعبين في ظل الواقع المذكور على تجاوز العقبات النفسية بدون مساعدة من الخارج. وتقول -استنادا إلى استطلاع رأي واسع- إن أغلبية الإسرائيليين تدعم وتتبنى الرواية الرسمية بصورة غير نقدية، وسط تماثل كبير مع الهوية اليهودية وميل إلى "شيطنة" العرب ومؤازرة خطوات عنيفة ضدهم.

 

وتشير الدراسة إلى أن أصحاب "الذاكرة الصهيونية" يرون إسرائيل واليهود كضحية للصراع ولا يميلون إلى تأييد اتفاقات السلام أو التسويات. وترى أيضا أن وعي الإسرائيليين بواقعهم تشكّل في "سياق عنف فلسطيني ضدهم"، لكنه يستند بالأساس إلى تلقين متواصل للعقيدة عماده الجهل.

 

وتتابع "عدا أقلية صغيرة تنظر إلى الماضي بصورة يقظة واعية فإن الجمهور الواسع في إسرائيل يرفض التحديق بالمرآة، وغير معني بما فعلته دولته في غزة طيلة سنوات، وكيف تم فك الارتباط؟ وما هي نتائجه على الفلسطينيين؟ ولماذا وصلت حماس إلى السلطة؟ وكم فلسطيني قتل بعدها؟ بل من الذي خرق الهدنة الأخيرة في القطاع؟".

 

ويقول الباحثان إنه رغم وجود مصادر لتوفير الأجوبة لهذه الأسئلة فإن الإسرائيليين يفرضون على أنفسهم رقابة ذاتية ويتبنون الرواية الملقنة لهم من قبل المؤسسة الحاكمة.

 

وتخلص الدراسة إلى أن الإسرائيليين شعب عالق في الماضي، مسكون بالخوف، يعاني انغلاقا فكريا مزمنا. وتضيف "بعد التجربة المرّة لحرب لبنان الثانية التي صودرت فيها رواية الحرب، قرر رؤساء الدولة استعادتها لضمان عدم تكرار ذلك، فعملوا على كي وعي الإسرائيليين أيضا ففرضت رقابة صارمة حول المعلوماتية".

 

وسائل الإعلام

ويقول الباحثان إن وسائل الإعلام العبرية تجندت تطوعيا فتركزت مشاعر الضحية لدى سكان جنوب إسرائيل وتجاهلت تماما حالة أهالي غزة قبل وأثناء الحرب، وهو "ما فتح شهية ضرب غزة بكل قوة".

 

من جهة أخرى وردا على سؤال لماذا فشلت مفاوضات كامب ديفد عام 2000؟ يرى 56% من الإسرائيليين في استطلاع أعد خصيصا للدراسة أن إيهود باراك الذي كان رئيسا للوزراء حينها عرض على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اتفاق سلام سخيا جدا، لكن الأخير رفضه لعدم رغبته في السلام".

 

كما أن أكثر من نصف الإسرائيليين يحمّلون الفلسطينيين مسؤولية فشل اتفاقات أوسلو، و6% فقط يلقونها على إسرائيل، في حين ترى البقية أن المسؤولية تقع على الطرفين.

 

وتكشف الدراسة أن 40% من المستطلعين لا يعرفون أنه قبيل نكبة 1948 كان الفلسطينيون يشكلون الأغلبية الساحقة في فلسطين، كما لم يعرف نصفهم أن خطة التقسيم الأممية كانت منحازة لليهود.

 

وتوضح أن تشويه الذاكرة هذا ليس صدفة، مضيفة أن "معرفة حقيقة كيف قسمت البلاد تثير أسئلة حول الرواية السطحية السائدة وبموجبها قبل اليهود التقسيم ورفضه العرب".

 

ومع ذلك تظهر الدراسة أن 47% من الإسرائيليين يعتقدون بأنه تم طرد الفلسطينيين عام 48، مقابل 40% يفضلون الرواية الصهيونية حول مبادرتهم لمغادرة البلاد