العمليات الفردية غير منظمة وغير موجهة

القيادي عزام: المصالحة متعثرة ولا يوجد أفق قريباً لتحقيقها

الساعة 01:27 م|22 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، أن التهديدات الإسرائيلية المتصارعة ضد قطاع غزة من قبل قادة الأحزاب الإسرائيلية، ليست بالجديدة، وتعود عليها الشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن تخيف الفلسطينيين.

وقال عزام في حديث خاص لـ "فلسطين اليوم" اليوم الخميس، أن كل الاحتمالات واردة في ظل حمة المنافسة في "إسرائيل" قبل أيام قليلة من الانتخابات البرلمانية، وواضح تماماً أن التنافس يضغط على الأحزاب الإسرائيلية جميعاً، ومن المؤكد ان هذه المواقف بعيدة عن الواقع ومحاولة لتسويق البرامج الانتخابية لكل حزب إسرائيلي، ومن المؤكد أن الملف الفلسطيني هو المادة الأساسية في برنامج أي حزب تقريباً.

وأضاف، أن هناك محاذير ومخاطر من شن حرب على غزة، وكل الاحتمالات تبقى واردة.

وشدد عزام، أنه رغم الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون، والوضع الإقليمي والعربي، فلا يمكن أن يستسلم الفلسطينيون في الصراع، حتى مع تواضع إمكاناتهم، هم قادرون على ردع إسرائيل، ورد أي عدوان.

وقال:" إن مسألة الدفاع عن الكرامة والأرض والمقدسات، لا جدال حولها، ولا شك فيها، لكن أيضاً حتى نحقق للشعب ظروفا أفضل للصمود والمواجهة، يجب أن تكون الإجراءات الداخلية داعمة للصمود لا أن تزيد أعباء عليه، فلا يجوز فرض ضرائب جديدة في غزة أو الضفة، ولا يجوز فرض إجراءات تزيد الأعباء المعيشة على شعبنا،

لافتاً إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تحدثت مع حركة حماس بحكم إدارتها لقطاع غزة وتفهمت مطلب الحركة بضرورة التخفيف عن المواطنين. كما وجهت الحركة خطاباً للسلطة الفلسطينية في رام الله، بضرورة اتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز صمود المواطنين.

وبشأن العمليات الأخيرة التي وقعت قرب السياج الفاصل مع الاحتلال الإسرائيلي، أوضح القيادي عزام، أنه على الأرجح أن هذه العمليات غير موجهة وغير منظمة لكنها تؤشر لشيء خطير وهو ضيق الفلسطينيين وعدم قدرتهم على الاحتمال أكثر، والأجواء الخانقة التي يتسبب فيها الاحتلال الإسرائيلي من حصار وظروف صعبة تفرز مثل هذه العمليات، مؤكداً أن هذه الأسباب مجتمعة تنمي الغضب في صفوف الفلسطينيين وتدفع إلى مثل هذه الاشكال من العمليات.

وحول التفاهمات مع الاحتلال وعدم التزامه بها، أوضح عزام أن هناك تفاهمات جرى الاتفاق عليها بين الفصائل والاحتلال بوساطة مصرية، والفلسطينيون التزموا بما تعهدوا بها بينما إسرائيل تماطل وتتلكأ في تنفيذها، مؤكداً أن هناك تقييم لكل ما يجري، ويجب أن يكون ضغط من الأطراف التي رعت الاتفاق على إسرائيل للالتزام بالتفاهمات. ولفت إلى أن الأوضاع في المنطقة تلقي بضلالها على المشهد الفلسطيني، معرباً عن أسفه أن تقاعس الدول العربية، وبعضها بدأ يتناغم مع الاحتلال عبر التطبيع والاتصالات، يلقي بضلاله السلبية على المشهد الفلسطيني، رغم ذلك الشعب لن ولم يستسلم، صحيح الظروف قاسية والاحوال كذلك، لكن الروح موجودة، ولا يمكن أن يخضع الفلسطينيون والاستسلام للأمر الواقع.

وبشأن إعلان إسرائيل بشكل واضح استعدادها لتسهيل هجرة سكان قطاع غزة إلى الخارج عبر فتح مطاراتها لهم، أوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن موقف "إسرائيل" ليس جديداً، فهي تتمنى أن يغادر الفلسطينيون جميعاً أرضهم وأن لا يعودوا إليها، مشيراً إلى أنها حاولت على مدار القرن بأكمله لكنها لم تنجح. ولفت إلى أن الضغوط التي تمارس على الفلسطينيين غير مسبوقة من قبل إسرائيل والإدارة الأمريكية الحالية المنحازة بشكل مطلق لإسرائيل تهدف لتهجير الفلسطينيين. واستدرك أنه إلى جانب هذه الضغوط الإسرائيلية الأمريكية، هناك أيضاً أسباب تتعلق بالفلسطينيين أنفسهم، حيث الخلاف والمناكفات الداخلية بلا شك تفاقم من معاناة شعبنا.

وقال:" أن الشعب يتفهم المعاناة من قبل الاحتلال، وإدارة ترامب، ومع هذه يزداد إصرار الفلسطينيين بالتمسك بوطنهم وأرضهم؛ لكن الشعب لا يستوعب أبدا المعاناة بسبب الخلاف الداخلي، وبإجراءات غير مفهومة وغير منطقية ولا يمكن أن تعود بفائدة على شعبنا.

وأضاف، نحن نحتاج لتضامن داخلي لمنع ظاهرة الهجرة، وهناك آلاف هاجروا فعلاً خلال الفترة الأخيرة، وأنه في ذروة الاحتلال لم يفكر الشباب بالهجرة على الاطلاق بل كانت العائلات تدفع الأموال لكي تأتي بأبنائها من الخارج إلى فلسطين فيما يعرف بلم الشمل، أما الآن وبكل أسف يدفع الفلسطينيون أموال للهجرة.

وحمل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي المسؤولية عن هذا الواقع إلى "إسرائيل" وأمريكا والدول العربية التي تتحمل مسؤولية، حيث بمقدور هذه الدول فتح سوق العمل أمام الفلسطينيين بما يسمح بعودتهم لوطنهم. بدل من التضييق عليهم.

وقال:" نحن في حركة الجهاد الإسلامي على تواصل مع حركة حماس التي تدير قطاع غزة لاتخاذ إجراءات تخفف من معاناة هذا الشعب بالنسبة للضرائب وإجراءات أخرى، ونخاطب السلطة الفلسطينية لإنهاء الإجراءات التي اتخذت ضد قطاع غزة منذ أكثر من عامين وتسببت في مزيد من المعاناة لهذا الشعب الصابر الذي كلنا نتغنى بصموده.

وتمنى القيادي عزام، أن لا يهاجر فلسطيني، لأن المسألة تتعلق بجوهر الصراع، والوطن يستحق التضحية. ورسالتنا للشباب أن لا يفكروا بالهجرة الهجرة كحل للمشاكل الموجودة، لأن الهجرة لا تمثل حلاً خاصة في ظل الواقع المعقد في المنطقة العربية وأوروبا. وحث الشباب على المزيد من الصبر والقوة والاحتمال، وضرورة أن يترافق هذا الخطاب بخطوات عملية من قادة الشعب السلطة في الضفة الغربية والإدارة في غزة (حماس)، للحد من الهجرة.

وحول ملف المصالحة، وما يثار من وجود لقاءات سرية بعيداً عن الإعلام، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، قائلاً: "الحقيقة يجب أن نصارح شعبنا، للأسف المصالحة متعثرة، وبالنسبة لنا (جهاد إسلامي) طرف فاعل في هذه الجهود، ولا يوجد أفق قريباً بالنسبة للمصالحة، والجهود متعثرة، ولا نريد أن نوهم شعبنا بأن هناك مفاوضات سرية وأن هناك مقترحات سرية.

وأضاف أن هناك اتصالات وأفكار تطرح، لكن حتى اللحظة لا نستطيع الحديث عن اختراق في هذا الملف الحساس لا نستطيع الحديث عن أمل غد أو بعد غد.

وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن تأخر المصالحة يضر بنا وبقضيتنا ويزيد من معاناة شعبنا، ويعطي "إسرائيل" جرأة أكثر علينا، وأنه إذا واجهنا إسرائيل جبهة واحدة أفضل وسيربكها.