خبر معلق صهيوني: إسرائيل لا تخدم المصالح الامريكية.. ترجمة صالح النعامي

الساعة 11:50 ص|02 فبراير 2009

 

تؤكد استطلاعات الرأي بتواتر أن أن تحالف اليمين واليمين المتطرف بشقيه الديني والعلماني سيفوز في الانتخابات الإسرائيلية القادمة. لكن أكثر ما يلفت في نتائج هذه الإستطلاعات هو حقيقة عكسها تعاظم حزب " إسرائيل بيتنا " بزعامة الفاشي افيغدور ليبرمان. الدبلوماسي السابق والكاتب الإسرائيلي جدعون سامت توقع أن يتم صبغ الحياة السياسية في إسرائيل بالصبغة الفاشية، محذراً من تداعيات تعاظم قوة حزب ليبرمان. وفي مقال نشره في صحيفة " معاريف " أكد سامت أن المجتمع الإسرائيلي يبدي تسامحاً ازاء الأفكار الفاشية، وهذه ترجمة المقال:

 

جدعون سامت

 

ترجمة  صالح النعامي

 

أنه لأمر سيئ عندما تتضح تركيبة الحكومة الإسرائيلية القادمة التي ستشكل بعد الانتخابات، وهي الحكومة الأولى التي ستشكل في العهد العالمي الجديد الذي دشنه انتخاب أوباما. أنه لدواعي الصدمة والذهول أن يكون في حكم المؤكد أن تضطلع حركة فاشية بكل المقاييس بدور مركزي وهام في الحكومة الإسرائيلية القادمة. فهذه الحركة تقدس الدولة على حساب حقوق مواطنيها، يقف على رأسها شخص يحرض على خمس المواطنين فيها ( فلسطينيي 48 )، ويدعو بشكل صريح لتصفية قيادات الجمهور العربي في إسرائيل وأن يتم التعامل معهم بنفس الأسلوب الذي تم التعامل به مع حركة حماس مؤخراً. أن أحداً ليس بوسعه أن يلاحظ من خلال المواد الدعائية الانتخابية لحزب " اسرائيل بيتنا " بقيادة افيغدور ليبرمان العمق الذي وصلت اليه الفاشية في المجتمع الإسرائيلي، وتساهل هذا المجتمع ازائها. لقد حاولت تعزية أحد اصدقائي بأنه بعد أن تظهر حجم التعقيدات التي تواجه اسرائيل بسبب وجود شخص مثل ليبرمان في زعامتها، فأن الجمهور الإسرائيلي سيتجه مرة اخرى نحو التغيير، لكن صديقي الذي يعتبر خبيراً في التاريخ الألماني، قال لي أن الصورة باتت واضحة، فعقيدة ليبرمان متغلغلة في المجتمع، وستقود الى نتائج أكثر خطورة لإسرائيل.

 

النخب السياسية تتكيف مع وجود ليبرمان في الحكم، ففي الوقت الذي حرص زعيم الليكود بنيامين نتنياهو على إبعاد الفاشي موشيه فايغلين الى ذيل قائمة مرشحي الحزب، فأنه لا يجرؤ على الحديث علنا عن رغبته بعدم تشكيل حكومة بشراكة مع ليبرمان، فهو يتحدث عن حكومة مع حزب العمل وكاديما، مع العلم أن كلاً من حزب العمل وكاديما جلسا في نفس الحكومة مع ليبرمان عندما كان نائباً لرئيس الوزراء والوزير المكلف بمواجهة التحديات الإستراتيجية للدولة، فقط وزير واحد من حزب العمل ترك الحكومة احتجاجاً على وجود ليبرمان هو اوفير بينيس.

 

 

وفي حال لم يتم تشكيل حكومة بوجود ليبرمان، فأن هذا سيكون فقط بسبب خوف نتنياهو ( الذي تتوقع استطلاعات الرأي أن يكون صاحب  الفرصة الأكبر في تشكيل الحكومة ) من أن يؤدي وجود ليبرمان الى تهديد العلاقات مع الرئيس باراك أوباما. لكن من الصعب جداً أن يكون بإمكان حكومة يشكلها الليكود بالشراكة مع كاديما وحزب العمل مواصلة العمل، وذلك لأن زعماء الليكود وحركة شاس الدينية لن يقبلوا بمحاولات واشنطن دفع صيغة الأرض مقابل السلام.

 

وجود ليبرمان وظله سيشوشان طبيعة الحركة السياسية  العاقلة في اسرائيل، فليبرمان هو من أكثر الزعماء جنوناً، وفي نفس الوقت فأنه من أكثرهم حذراً. أنه حتى الآن لم يتفوه بكلمة واحدة بشأن انضمامه لحكومة برئاسة نتنياهو في المستقبل، وهو ينتظر حتى تجرى الانتخابات وتتم معرفة كم عدد المقاعد التي حصل عليها، وهو سيحول حياة رئيسه السابق الى جحيح ( ليبرمان شغل في الماضي منصب مدير عام مكتب نتنياهو عندما كان رئيساً للوزراء في العام 1996).

 

لكن حتى في حال لم ينضم ليبرمان للحكومة القادمة، فأنه لا بشك أن الليبرمانية هو العقيدة السياسية الأكثر خطورة في إسرائيل منذ بروز  الكاهانية ( نسبة الى الحاخام مئير كهانا الذي دعا الى طرد الفلسطينيين بالقوة ). المفارقة أن ليبرمان يواصل تعزيز قواه، فحزبه يتمتع بأحد عشر مقعداً في البرلمان الحالي، في حين أن استطلاعات الرأي العام تتوقع أن يحصل على 16 مقعد أو أكثر، ومن المحتمل أن ينجح في جذب عدد من متطرفي الليكود الى جانبه.

 

أن الأسباب التي يتم رصدها وراء سطوع نجم الليبرمانية لا تفسر بشكل مقنع هذا الإرتفاع الكبير في حجم التأييد لليبرمان، والذي عبر عنه تأييد طلاب المدارس الثانوية لحزبه. من المفارقة أن ليبرمان يحصل على هذا الدعم على الرغم من أن أولمرت زعيم كاديما قام بتطبيق نظريته في الحرب الأخيرة على غزة، حيث قام بتدمير كل بيت وكل حي فلسطيني يتم اطلاق النار منه. لقد ازدهرت ظاهرة ليبرمان، أن كل حكومات إسرائيل السابقة تجاهلت كل الفرص لحل الصراع مع العرب. ليبرمان هو النسخة الصغيرة للفاشية الإسرائيلية، وهناك احتمال أن تواصل هذه النسخة التعاظم، إلا إذ تبين أن المضار التي يسببها ليبرمان كبيرة جداً للحلبة السياسية الإسرائيلية.