خبر عربي واحد جيد .. معاريف

الساعة 11:11 ص|02 فبراير 2009

بقلم: كوبي نيف

ذات مرة، كما تقول الجملة العنصرية المعروفة، من اجل ان يكون المرء عربيا جيدا، فكل ما ينبغي له ان يفعله هو ان يكون ميتا. اما الان فان حتى هذا لا يكفي. فها نحن نعطيهم فرصة اخرى وفرصة تالية في ان يكونوا جيدين، ولكنهم اضاعوها جميعها. هكذا لم يتبق الان حتى ولا عربي واحد جيد، حي او ميت، ليشفى. هكذا هو الحال. لا يوجد ما يمكن عمله. لم يعد هناك عرب جيدين. كلهم سيئون، بما في ذلك الموتى، بما في ذلك الاطفال. ولكن لما كنا نحن اليهود في نهاية المطاف رحيمين ابناء رحيمين، فقد قررت لجنة الاستثناءات الاسرائيلية الاخلاقية العليا انها ستسمح رغم ذلك لبعض منهم ان يكونوا عربا جيدين اذا ما استوفوا الحد الادنى من جملة الشروط التالية:

1 ان يكون طبيبا او ان يحتفظ بلقب الدكتوراة في مجال اكاديمي معروف. ولكن هذا الشرط لا يمكن ان يكون كافيا لوحده، وذلك لان من المعروف ايضا ان الطاغية الرنتيسي كان يحظى بلقب دكتور.

2 ان يتحكم باللغة العبرية بكل تفاصيلها، سواء بالحديث ام بالكتابة، بما في ذلك بالقصائد الوطنية لحاييم ناحمان بيالك واوري تسفي جرينبرغ والحان شاؤل تشرنيخوبيسكي، شلومو ارتسي وموشيك عافيا. كما ان عليه ان يثبت بان معرفة العبرية ليس فيها مجاملة لليهود، اعوذ بالله، وليس بسبب افعال تجسسية من منظمة ارهابية معروفة ما، تفو تفو تفو.

3 ان يكون بوسعه ان يثبت انه عمل في مؤسسة اسرائيلية محترمة على مدى اكثر من سبع سنوات دون ان يكون من عمل معهم و / او الزبائن قد اصيب باشمئزاز بسبب حقيقة انه عربي.

4 انه في كل الاحوال حتى لو عذبوه حتى الموت، فانه سيواصل الايمان بالسلام، ويكون مستعدا لان يعلن عن ذلك في كل وقت، بناء على طلب السلطات او الاعلام الاسرائيلي.

5 ان يكون فقد بعضا من ابنائه او بناته في اثناء الحرب بين الجيش الاسرائيلي (جيشنا العادل الى الابد) وبين منظمات الارهاب الفلسطينية، فليمحو الرب اسمهم وذكرهم، التي استخدمت او اوشكت على استخدام بيته، سواء كمأوى او كقاعدة لتنفيذ النار او العمليات ضد قواتنا. ولكن ليس في هذا البند مثابة اعتراف ما لا سمح الله، باي مسوؤلية اسرائيلية، ولو كانت هامشية، عن موت ابنائه وذلك لان المذكور اعلاه كما اسلفنا "فقد ابنائه / بناته"، اغلب الظن بكلتا يديه، عندما سقطوا من جيوبه الممزقة حين كان يسير، وليس ببراءة، في الشارع.

في هذه الحالة الاستثنائية، وفقط اذا ما استوفيت كل الشروط الخمسة بكل تفاصيل تفاصيلها، سيعترف به الاعلام الاسرائيلي كعربي جيد، ويعقد معه عددا محدودا من المقابلات، وكبار رجالات الادب في اسرائيل، وعلى راسهم عاموس عوز وزئيف شتيرنهال، سيتوجهون عندها لوزير الدفاع بطلب لان يتفضل حضرته بفحص كيف بالفعل فقد الرجل نسله.

اذ ليس من المناسب وليس من الملائم ان تصم تهمة مزعومة، في ان نكون نحن الذين قتلناهم على سبيل الخطأ، اطراف ملابسنا الناصعة البياض والطاهرة لا سمح الله.