خبر مستقبل غزة: اعمارها معناه مساعدة حماس .. إسرائيل اليوم

الساعة 11:08 ص|02 فبراير 2009

بقلم: افرايم عنبار

مدير مركز بيغن – السادات في جامعة بار ايلان

حملة اعمار غزة هي سخافة استراتيجية. طفيفة احتمالاته في أن يكون ناجعا وفي الملابسات القائمة هو امر غير اخلاقي. منذ سيطرة حماس على غزة في حزيران 2007 ادعت معظم الاسرة الدولية بان السبيل الافضل لتعزيز الجانب المعتدل – زعيم السلطة محمود عباس – هو ضمان دعم اقتصادي للمنطقة التي تخضع لحكمه، أي للضفة الغربية. هكذا، اعتقد الجميع، سيتم الايضاح بان رجال حماس هم "الاشرار" غير القادرين على أن يحققوا الازدهار لابناء شعبهم، والفلسطينيون سيقتنعون بانه ليس من الحكمة تأييد هذه المنظمة الاسلامية المتطرفة. بفضل هذه الحجة واصلت السلطة نيل الدعم الاقتصادي واسع النطاق من دول العالم.

الهجوم الذي شنته اسرائيل ضد حماس الحق ضررا بغزة. وفضلا عن معاقبة حماس كان هذا الضرب يستهدف الايضاح بالشارع الفلسطيني بان نار حماس على اسرائيل ستلحق بهم المعاناة فقط. عمليا، يبدو أن نتائج حملة "رصاص مصهور" تستكمل الجهد الدولي لتحويل حياة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت حكم محمود عباس الى افضل من حياة الغزيين.

ولكن يبدو أن هذا المنطق يتبخر في ضوء الانتهازية الانفعالية. فبدلا من أن يستخدموا الصور القاسية التي تصل من غزة كي يقولوا للغزيين "قلنا لكم ان قيادة حماس ستجعل الوضع اسوأ فقط"، يخيل أن الزعماء العرب قرروا بسخافتم وجوب اعمار غزة بسرعة. هذه العملية تنقل الرسالة غير الصحيحة. فهي تقول للفلسطينيين اتنه حتى لو اخطأ زعماؤكم فان زعماء العرب الرحماء سيسارعون الى نجدتكم.

لا سبيل الى اعمار غزة دون تعزيز حماس، فقد فقدت السلطة مكانتها هناك. محظور ان يعاد اعمار حماستان وترميمها من جديد من قبل العالم. لا يوجد منطق في اعمار حماستان في غزة واعمار قاعدة ايرانية تهدد اسرائيل والعديد من الانظمة العربية المعتدلية.

امريكا ساعدت في اعمار اوروبا الغربية واليابان بعد الحرب العالمية الثانية كي تضمن ان تبقى هذه الدول تحت حكم انظمة ديمقراطية صديقة. حماس هي مجموعة طاغية ومعادية للغرب. المساعدة في مواصلة حكمها هي سخافة.

ومثل دول عديدة في العالم الثالث، واضح أن الفلسطينيين ايضا لا توجد لديهم البنى التحتية القضائية، القانونية والمؤسساتية اللازمة للاستخدام الناجع للمساعدات الاقتصادية. مما نعرفه عن المال الطائل الذي نقل الى الغزيين في شكل مساعدة انسانية في السنة الاخيرة فقط، واضح ان جزءا هاما من اموال المساعدات الخارجية سيصل الى قيادة حماس وبعدها الى النشطاء. وفقط ما يتبقى يعطى للمحتاجين. المسلحون دوما هم الاوائل في الطابور.

وأخيرا، يوجد شك بالنسبة لاخلاقية دفع الاموال الرامية الى تحسين حياة الغزيين طالما تواصلت النار على اسرائيل وواصلت حماس تهريب السلاح. كل الاستطلاعات تدل على التأييد الجارف في اوساط الغزيين لاعمال العنف ضد اسرائيل. فاين المبرر الاخلاقي لمساعدة اناس يؤيدون منظمة هدفها ابادة الدولة اليهودية؟

الاسرة الدولية ملزمة بالتفكير في غزة بشكل متزن وعدم الانجرار الى اعادة البناء الذي يقوض الاهداف الاستراتيجية الهامة.