خبر وعود عابثة .. معاريف

الساعة 11:07 ص|02 فبراير 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

مراسل الصحيفة للشؤون الحزبية

هناك شيء ما لدى اوفير بينس يحدث لك احيانا وجعا في القلب. فها هو عندنا نائب في العمل، وزير كبير سابق، قرر ترك الحكومة في تشرين الاول 2006 بعد أن عين فيها افيغدور ليبرمان وزيرا. والان يتعهد بصراحة بانه "لا يوجد أي فيلم يرانا الناس فيه نجلس في حكومة ليكود – ليبرمان". والحجج هي: "نحن نخاطر بالصداقة مع الولايات المتحدة، وحتى باراك استوعب ذلك. تعلمنا الدرس. جلسنا مع حكومات يمينية هاذية ودفعنا الثمن".

الان يمكن لنا أن نسأل: على اساس ماذا يتعهد بينس بان ينفذ ما ليس مؤكدا أن يحصل؟ بعد محادثات عميقة مع باراك؟ استنادا الى وعود قطعها باراك له في الماضي؟ فقد سبق لباراك ان تعهد لبينس بان ينسحب من الحكومة بعد تقرير فينوغراد الاول، ولهذا السبب ايده بينس في كفاحه في سبيل رئاسة العمل في ايار 2007، بل ولعله منحه النصر على عامي ايالون. فهل باراك اوفى في حينه بتعهداته؟ اليوم نحن نعرف انه لم يفعل ذلك.

هيا نتصور الان الوضعية التالية: بنيامين نتنياهو يفوز في الانتخابات ويقرر بانه لا يوجد وضع يترك فيه ليبرمان في الخارج وانه شريك طبيعي والعلاقات بين الرجلين طيبة بالاجمال. نتنياهو سيرغب في الحفاظ ايضا على الكتلة اليمينية والا يفككها.

تصوروا انه دعا العمل للانضمام الى الحكومة، والا، فان كديما يقف في الطابور. وهو يعرض على باراك ان يكون وزير دفاع في حكومة يكون فيها ليبرمان ايضا شريكا. ما المشكلة، سيسأل باراك، فقد سبق ان كنت وزير دفاع في حكومة كان ليبرمان فيها وزيرا للشؤون الاستراتيجية، بل وانك تقدر ليبرمان بشكل شخصي.

هل باراك رغم كل وعود وتعهدات بينس باسمه، سيبقى في الخارج؟ هل سيذهب في سن 67 ليقود المعارضة، على رأس حزب تتنبأ له الاستطلاعات بـ 14 – 15 مقعدا؟ هل هو مستعد لان يفهم مثل اوفير بينس، بان المعارضة الناجعة هي وصفة مؤكدة لاعادة احتلال السلطة في المستقبل؟

باراك من شأنه أن يقف مرة اخرى امام ذات الاغراء الذي هزمه في الماضي: ان يكون وزير دفاع في الحكومة. وهذا يفعله ايضا على النحو الافضل.

كما أن السبب (او الذريعة) جاهز منذ الان واستخدمه في عهد فينوغراد: صالح الدولة، قال في حينه، هو البقاء في الحكومة وفي الائتلاف وعدم جر الدولة الى انتخابات. صالح الدولة لم يتغير هذه المرة ايضا، سيقول، وهو لا يزال يستدعي مني الحفاظ على الامن.

فضلا عن ذلك، ينبغي الاعتراف بان معظم الشركاء والمقربين من باراك لا يحبون المعارضة. فؤاد بن اليعيزر، شالوم سمحون وحتى اسحق هيرتسوغ الذي يمكنه أن يقوم بعمل ممتاز في الحكومة وفي خارجها على حد سواء – كلهم سيقولون انه يجب الحفاظ على الدولة من حكومة اليمين.

الفيلم السياسي جاهز هو الاخر. مركز حزب العمل يجتمع بعد الانتخابات وقبل المفاوضات الائتلافية القطاع الكيبوتسي وحركة القرى الزراعية ليرجحوا الكفة في صالح الحكومة، وضد الاصوات التي سيطلقها بينس، شيلي يحيموفيتش ودانييل بن يسيمون.

في السطر الاخير، بينس يوشك على ما يبدو على ارتكاب الخطأ مرة اخرى. وهكذا ايضا السذج الاخرون في العمل الذين يقسمون نيابة عن باراك. في لحظة الحقيقة سينظر باراك الى المعارضة في العينين ويقول لهم: "آسف، هذا ليس لي".