خبر أنا لا أصدقه .. يديعوت

الساعة 11:02 ص|02 فبراير 2009

بقلم: ناحوم برنياع

الى جانب احد الطرق في البلاد، الاسم والعنوان محفوظين لدى هيئة التحرير، يوجد فندق على الطريق. فندق ثنائي الاستخدام: هناك أناس يأمونه للمبيت ليلا، وهناك آخرون، يحتاجونه الى فترة زمنية اقصر. في لغة الفندقة تسمى هذه الميزة استخدام نهاري - day use . يصل زوجان فيطلبان بسرية مفتاحا لغرفة. يقضيان ساعة، يقضيان ساعتين، ينسحبان ويختفيان. يقال ان الطلب على مثل هذا الاستجمام كبير جدا بحيث اصبح مرسى النجاة لفرع السياحة هذا العام، ولكن ليس هذا هو الموضوع.

الموضوع هو ليبرمان. في واجهة الفندق الثنائي نصبت في الاسابيع الاخيرة يافطة ضخمة، بالازرق والابيض: "ليبرمان. أنا اصدقه". وتستهدف اليافطة مسافري السيارات على الطريق، ولكن في كل مرة امر عليها لا يسعني الا ان افكر بما تفعله هذه اليافطة للازواج المساكين في الغرف. "من تصدقين"، يقول هو في ذروة جدال، "انا أم زوجتي؟". "انا اصدق ليبرمان"، تقول هي. "ما لك وليبرمان؟" يشتبه هو. "ليبرمان ربما يلقي بالعرب"، تقول هي، "اما أنت فانك لن تلقي بزوجتك ابدا".

الزوجان يلبسان بغضب. الزوجان يطرقان الباب. الزوجان يدخلان الى سيارتين منفصلتين ويسارعان بانفلات نحو الافق.

أنا لا اصدق ليبرمان. لو كنت اصدقه لوجدت صعوبة في أن ارجو سلامته في تلك المرات التي التقينا الواحد بالاخر في اروقة الكنيست (هو لم يفعل هناك الكثير، باستثناء تلقي راتب كبير، سيارة وحراسة. وعلى الرغم من ذلك اصر على السير دوما في خطوة سريعة وذات غاية، وكأن به يسارع الى لقاء يغير  مصير الامة).

كنت أجد صعوبة في الحديث معه، لان ما يقوله في الحملة الانتخابية الحالية خطيرة بقدر لا يقدر، وربما اكثر، من الاقوال التي درج على اطلاقها الحاخام كهانا. ليبرمان يعد في أن يقر في الكنيست قانونا يشترط المواطنة الاسرائيلية بالتوقيع على قسم ولاء للدولة. توجد دول، الولايات المتحدة مثلا، يقسم فيها الناس الولاء للدستور . على يد يرون ازراحي، بروفيسور في العلوم السياسية تعلمت بانه لا توجد دولة ديمقراطية في العالم تلزم مواطنيها على قسم الولاء للدولة. الدولة، يقول البروفيسور ازراحي، يجب أن تقسم الولاء لمواطنيها، وليس العكس.

قانون كهذا لن يقر. وهو لن يقر لان معظم اليهود لن يكونوا مستعدين للتوقيع عليه، بدءا بالاصوليين، الذين يرون في دولة اسرائيل محاولة مرفوضة لتجاوز المسيح، ومرورا بكل من يعيش هنا، يصوت لليمين، الوسط او اليسار، ويرفض أن يعيش في دولة فاشية.

على الرغم من ذلك فان ليبرمان هو القوة الصاعدة في الاستطلاعات. القائمة الساخنة، المطلوبة، مثابة قائمة المتقاعدين في انتخابات 2009. وهي تصعد لان العديد من الناخبين يعيشون احساسا بان ليس في الدولة رب بيت. حزب الله يرفع الرأس. حماس ترفع الرأس. ومع الفارق، العرب في اسرائيل يرفعون الرأس. الشرطة والنيابة العامة عديمتا الوسيلة وتغطيان على ضعفهما بالمطاردة على خلفية سياسية. اسرائيل تحتاج الى رجل قوي يفرض فيها النظام.

من يفكر هكذا لم يتعلم شيئا من التاريخ. لا تاريخنا ولا تاريخ الشعوب الاخرى.

لليبرمان سمعة رجل يعرف ما يريد ويحقق مبتغاه. ومثل الكثير من الاساطير في السياسة الاسرائيلية (بيبي رجل قوي؛ تسيبي امرأة شجاعة؛ باراك في لحظة الحقيقة) فان هذه الاسطورة عديمة الاساس من حيث الحقائق. الحياة السياسية لليبرمان تميزت حتى اليوم بالكسل، بنزعة الاستمتاع وانعدام الجدية. كوزير للشؤون الاستراتيجية كان نكتة. مساهمته في وقف النووي الايراني تلخص بالصفر. في ديوان رئيس الوزراء استطابوا جميعا الضحك منه: ليبرمان يعرف كيف يقدر نكتة جيدة، مشروب جيد، امرأة جميلة، مناورة سياسية ناجحة. وعندما يكون هناك هذا القدر من الامور التي يمكن تقديرها، لا يتبقى الوقت لتقديرات استراتيجية.

السحابة السياسية التي تحوم فوقه ثقيلة. في شيء واحد من المفضل الحذر: من الشبهات وحتى الادلة المسافة طويلة. ومع ذلك، ليس زائدا السؤال هل الولاء الذي يطالب به ليبرمان من غيره يغطي ايضا القانون الجنائي ام انه في هذه الحالة يطلب لنفسه الاعفاء.

كنت أتوقع من نتنياهو، لفني وباراك ان يستبعدوا ليبرمان نهائيا، مثلما استبعدت احزابهم كهانا. هذا لن يحصل. فهو اكبر مما ينبغي. هو كفيل بان يكون قابل للاستخدام. وفضلا عن ذلك فانهم هم ايضا لا يصدقونه. وضع ليبرمان مثالي: فقط من لا يعرفه يصدقه.