خبر أم فادي الزعانين..قصة ثأرٌ مع الاحتلال بعد أن أفقدها كل شئ...

الساعة 10:22 ص|02 فبراير 2009

فلسطين اليوم – غزة(تقرير خاص)

اشتياقها وحرقة قلبها أكبر من قدرتها على تحمل فرقة أبنائها الثلاثة، فأولهم الشهيد فادي الذي قضى نحبه في اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لبلدة بيت حانون شمال قطاع غزة قبل ثلاثة أعوام، أما رامي ولؤي فيقبعون خلف قضبان زنازين السجن، أما بيتهم فأتت عليه الآليات العسكرية ليصبح ركاماً تحت الأرض.

 

أم فادي الزعانين (40 عاماً) .. إحدى بطلات قصص معاناة شعبنا التي لا تنتهي واعتادوا عليها ويحاكونها عبر الأزمان، ليشهدوا العالم على وحشية وتعسف الاحتلال الإسرائيلي بحقهم ويسطرونها بدمهم لتبقى محفورة في الذاكرة والقلب.

 

الزعانين كانت على موعد مع الحزن والألم أثناء اجتياح قوات الاحتلال لبلدة بيت حانون عام 2006، حيث استشهد نجلها فادي (22 عاماً)، واُعتقل ابناها رامي (28 عاماً)، ولؤي (27 عاماً) حيث يقبعان في سجن السبع بقسم ايشل، كما اُعتقل زوج أختهم تامر الزعانين في نفس اليوم.

 

تقول أم فادي لـ"فلسطين اليوم":" لم يتبق لي من بعد أبنائي شئ حتى بيتنا الذي كان يأوينا تدًمر وأصبح حطام، ولا أجد ما أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل فنحن شعب كتب علينا الحزن والبكاء على فلذات أكبادنا.

 

وتشير أم فادي إلى أن الأسيرين رامي ولؤي متزوجان حيث أن رامي لديه طفلان أحدهما محمد (4 سنوات)، والآخر سُمي تيمناً بعمه الشهيد فادي ويبلغ من العمر (3 سنوات).

 

ولاتزال أم فادي تواظب على مشاركتها في اعتصام أهالي وذوي الأسرى بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث ترى في هذا الاعتصام أمانةً في عنقها تحاول من خلالها فعل أي شئ من أجل ابنيها الذين ينتظران كباقي الأسرى لمسة تضامن من ذويهم تمدهم بالعزيمة والقوة والصبر على ظلام سجنهم.

 

وتعلق الزعانين أملها على صفقة شاليط للإفراج عن ابنيها، قائلةً:" أدعو الله دوماً في كل صلاة أن يفك أسر جميع الأسرى فهم كلهم أبنائي ولكني أشتاق لأبنائي ولا أستطيع تحمل بُعدهما عني في نفس الوقت، ألا يكفي من دفن تحت الأرض، أين الرحمة في قلوبهم؟".    

 

وتستجدي أم فادي جميع الفصائل والقوى الوطنية والمسؤولين بالتدخل العاجل والضغط على إسرائيل للإفراج عن كافة الأسرى وإنقاذ حياتهم، وإنهاء حالة الانقسام والفرقة فيما بينهم للالتفات للقضايا الوطنية الهامة التي يعاني منها شعبنا خاصةً قضية الأسرى.

 

وتواصل إسرائيل حسب التقارير اعتقال ما يقارب من عشرة آلاف أسير وأسيرة فلسطينية، موزعين على أكثر من 20 سجن ومعتقل ومركز توقيف وتحقيق، من بينهم 300 طفل، و60 أسيرة.

 

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة العشرات من المواطنين وضعوا في مخيمات للجيش أقاموه بشكل ميداني وبعد أيام نقلوا إلى التحقيق في السجون الأخرى كبئر السبع، وضع بعضهم في معتقل النقب مكان الأسرى السودانيين وأقسام أخرى، دون التمكن من معرفة أسمائهم أو حتى عددهم النهائي بعد.