خبر الوضع في مدينة الخليل صعب.. وحياة المواطنين مكبلة بالقيود والحواجز

الساعة 09:27 ص|02 فبراير 2009

فلسطين اليوم-الخليل

'الوضع في مدينة الخليل هو صعب للغاية، وحياة المواطنين غير آمنة ومكبلة بالقيود والحواجز، سيما في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية المعروفة بمناطق (h2) في البلدة القديمة ومحيطها'.

 

بهذه الكلمات لخص نائب رئيس قسم البحوث والدراسات والإعلام في بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل' أندرياس أندري غارد' في لقاء خاص مع 'وفا' لمناسبة مرور خمسة عشر عاما على وجودهم بالمدينة.

 

وقال أندري غارد: 'على الرغم من أننا بعثة مراقبة محايدة، ولا تتمتع بأية صلاحيات شرطية أو عسكرية، إلا أن المواطنين في مدينة الخليل، خاصة في مناطق وادي الحصين وجبل جوهر والأحياء القريبة من مستوطنة 'كريات أربع'، يشعرون بالأمان لدى رؤيتنا، وأثناء تواجدنا في تلك المناطق'.

 

ووصف علاقة أعضاء البعثة بالمواطنين بالجيدة، لافتا إلى أن احد أهداف البعثة هو منح المواطنين الأمن والآمان، والمساعدة على دعم الاستقرار والرفاهية داخل المدينة لخلق بيئة خصبة للنمو الاقتصادي، والمساعدة في توفير الدعم من الدول الأعضاء في البعثة لتمويل المشاريع وتشجيع التطوير والنمو داخل المدينة.

 

وأوضح أن البعثة عملت على توعية المواطنين في كيفية حماية أنفسهم ومعرفة حقوقهم القانونية في حالة تعرضهم إلى أي اعتداء من قبل المستوطنين أو الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

 

ونوه إلى أن القانون يكفل للمواطنين الحق برفع شكوى إلى الشرطة والمطالبة بالحصول على تعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم أو بممتلكاتهم، حتى وإن اعتقدوا أن النظام والقانون مهمشان وغير معمول بهما، مطالبا المواطنين بعدم التفريط بحقوقهم والتمسك بها، وعدم القبول بالأمر الواقع، وعدم السماح للآخرين بالتعدي على حقوقهم  في حال تعرضهم للاعتداء أو سوء المعاملة، وأشار إلى أن الـ (TIPH) نشرت كتابا لتعريف المواطنين بحقوقهم تحت الاحتلال.

 

والبعثة الدولية استدعيت عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في شباط من العام 94، وما تلا ذلك من إجراءات قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، من إغلاق شوارع وإنشاء بؤر استيطانية ومضايقات واعتداءات من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال.

 

وتضم أعضاء من ستة دول مختلفة، وهي: النرويج، وايطاليا، والسويد، والدنمرك، وسويسرا وتركيا، وقدمت إلى الخليل بناء على طلب من الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية، بقرار وموافقة مجلس الأمن الدولي، كجزء من اتفاقية أوسلو المتعلقة بعملية السلام والموقع عليها من قبل ممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.

 

وأوضح 'أندري غارد' أن بعثة التواجد الدولي المؤقت في مدينة الخليل هي بعثة مدنية محايدة غير مسلحة تتألف من 64 مراقبا في الوقت الحالي، وتعمل في المدينة، وتقوم بكتابة التقارير حول أية خروقات للاتفاقيات الدولية الموقعة حول مدينة الخليل، وأية انتهاكات لحقوق الإنسان، يتم إرسالها إلى الدول الست المشاركة في البعثة، بالإضافة للحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية.

 

وبين أن اختيار أعضاء البعثة يتميز بتنوع خلفياتهم العلمية والعملية في مجال العمل الشرطي، والبعض الآخر في مجال عسكري، كما يوجد بينهم أعضاء أكاديميون ومختصون في مجالات متعددة، وهم من كلا الجنسين، ويعملون لفترات مختلفة تتراوح ما بين ستة أشهر حتى ثمانية عشرة شهرا، كما تضم البعثة أعضاء يتحدثون اللغة العربية والعبرية، ويتمتع أعضاءها بحصانة دبلوماسية، ولا يسمح بتفتيشهم أو اعتقالهم.

 

ولا يتدخل أعضاء البعثة الدولية في المنازعات، أو أية أحداث أو نشاطات يقوم بها الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي، غير أنهم يقومون بتذكير الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالتزاماتهم ضمن الاتفاقيات، وتعمل على حل المشاكل القائمة من خلال الحوار بين الفريقين.

 

وفي إشارة إلى اعتداءات المستوطنين على أعضاء البعثة قال أندري غارد:' نحن لدينا خبرة سابقة، وسبق أن تم الاعتداء على أحد المراقبين الدوليين في منطقة '2H 'عندما أصيب في رأسه'.

 وأضاف: 'لدى المستوطنين اليهود شعورا واعتقادات خاطئة تتمثل في وقوفنا لجانب الفلسطينيين سكان المدينة، علما أننا نقوم بمهام عملنا بحيادية، ووفق ما تتطلب خطة العمل، لأننا بعثة مدنية محايدة، تشاهد ما يجرى على الأرض.'

 

وحول الإنجازات التي حققها التواجد الدولي خلال الأعوام الماضية، على الصعيد الإنساني، أشار أندري غارد، إلى أن بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل، ورغم أنها ليست بعثة مساعدات إنسانية، إلا أنها تعمل على تعزيز التطور والنمو الاقتصادي في المدينة، من خلال دعمها للعديد للمشاريع التنموية والإنسانية.

 

ولفت إلى أن البعثة قامت خلال السنوات الماضية بدعم المجتمع المحلي في مدينة الخليل من خلال تمويل العديد من المشاريع الإنسانية، حيث قدرت قيمتها بمئات ألاف الدولارات.

 

وساهمت البعثة الدولية خلال الستة أشهر الأخيرة بمبلغ 98 ألف دولار، التي كان من شأنها تطوير المشاريع الصغيرة، مثل مشروع توزيع الطحين على سكان البلدة القديمة خلال شهر رمضان، إضافة إلى المشاريع الصغيرة مع معظم المؤسسات العاملة في البلدة القديمة، كما تقوم بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل بتنفيذ العديد من المشاريع المتوسطة والصغيرة مع المؤسسات المحلية تماشيا مع مهام وصلاحيات البعثة، كان آخرها، توقيع اتفاقية تعاون مع بلدية الخليل بقيمة 350 ألف دولار، في مساهمة لبناء المرحلة الأولى لمشروع مركز رياضي وثقافي متعدد الأغراض في المدينة.

 

من ناحيته قال رئيس بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل روي غروتيهم: ' منذ أن تأسست بعثة التواجد الدولي المؤقت في مدينة الخليل عام 1997 قامت، وكجزء من صلاحيتها في المدينة، بدعم بعض المشاريع الصغيرة ماليا'.

 

وأضاف أن البعثة سعيدة بتعاونها مع بلدية الخليل من أجل عمل مشاريع تخدم المدينة، مؤكدا أن هذا المشروع الرياضي هو الأول، ويهدف إلى خدمة المجتمع الفلسطيني، خاصة الأجيال الجديدة من أبناء مدينة الخليل.

 

وتمتاز المشاريع التي تمولها البعثة، بتنوعها واستهدافها للمناطق التي تعاني من مشاكل البطالة والفقر، إضافة إلى المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة، التي تعاني بسبب ممارسات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

 

وتهدف البعثة من خلال دعمها لهذه المشاريع إلى إعادة الحياة الطبيعية لمدينة الخليل، وقد قامت البعثة برعاية وتمويل العديد من المشاريع المختلفة في مجال التعليم والصحة، كما قامت بتركيب شبكات الحماية لمنازل المواطنين المقيمين في المناطق الواقعة بالقرب من البؤر الاستيطانية في قلب المدينة.