تقرير مراد أبو معيلق: أسير ينتظر "الحياة" في مقبرة "الرملة"

الساعة 12:24 م|18 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

لا يملك الوالد أبو عماد أبو معيلق وزوجته، سوى الصلاة والدعاء لابنهما المعتقل في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" (مراد) الذي يخوض إضراباً عن الطعام رغم معاناته المرض الشديد الذي اضطرت إدارة السجون بسببه لنقله بشكل عاجل للمستشفى بعد تدهور حالته الصحية.

فالأسير مراد من مواليد 16 أبريل 1978، وسكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ومعتقل منذ 17 يونيو 2001، ومحكوم بالسجن (22 عامًا)، ويقبع في سجن "ايشل".

وقد أوضح والد الأسير في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن نجله يخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في سجون الاحتلال منذ ثمانية أيام، وهي الأيام التي يعلمون بها ولكن يجهلون متى بدأ إضرابه تحديداً.

وأضاف، أنهم أبلغوا بنقل نجله للمستشفى بعد تدهور صحته مساء أمس السبت، حيث أنه يعاني من أمراض عدة في أمعائه، وسبق أن أجريت له ثماني عمليات جراحية، إحداها جرى خلالها استئصال 60 سم من أمعائه، وأخرى جرى خلالها استئصال 100 سم، وذلك بسبب إصابته بالتهابات شديدة في الأمعاء الدقيقة والغليظة.

وأوضح والد الأسير، أن عائلته لم تعد قادرة على احتمال ألم نجلها، فيما تعاني والدته من الأمراض التي تزيدها حالة نجلها ووضعه الصحي وخشيتها على حياته المهددة بالخطر بسبب الإهمال الطبي.

وبين أبو معيلق أن إدارة السجون نقلت نجله لمستشفى الرملة، وهي ليست بمستشفى حقيقي يمكن علاج الأسرى المرضى فيه، لافتاً إلى أن نجله أنهكته الأمراض خاصة في أمعائه فلم يعد قادراً على الصوم أو النوم بسبب الألآم التي يعاني منها .

مناشدة عاجلة

وناشد الأب أبو معيلق الجميع وكل الأحرار وكل من لديه ضمير، ويتمنى لقاء ربه، بوقفة جادة مع كافة الأسرى وليس مراد فقط، خاصةً المرضى منهم، للتحرك العاجل والفوري من أجل إنقاذ حياة الأسرى المرضى، بدلاً من حالة التراخي والتجاهل.

كما دعا، لضرورة التمسك من أجل حياة المرضى والوقوف صفاً واحداً من أجلهم.

ولا تتوقف معاناة الأسير المريض مراد على مرضه المزمن والخطير، بل يحرم من زيارة ذويه وجميع أفراد أسرته منذ عام 2014م.

ويشير والده، إلى أن ابنه الأسير لم يكن يعاني من أي أمراض تذكر قبل عملية اعتقاله, حيث بدأ يشكو من آلام في الأمعاء والمعدة ولكن آلامه كانت تعالج بالأكمول حسب وصفات السجان الطبي حتى انتهى به الحال بإصابته بمرض خطير، حيث بدأت معاناته مع المرض منذ عام2004 حتى اليوم.

وقد تعرض الأسير مراد للعزل الانفرادي عدة مرات وعوقب منها لأسباب غير مبررة لمجرد أنه كان يخطب بالأسرى يوم الجمعة في السجن.

700 أسير مريض

ويقبع الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية في أوضاع صحية استثنائية؛ فهم يتعرضون إلى أساليب تعذيب جسدي ونفسي وحشية ممنهجة، تؤذي وتضعف أجساد الكثيرين منهم، ومن هذه الأساليب: الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية، والمماطلة المتعمدة في تقديم العلاج للأسرى المرضى والمصابين، والقهر والإذلال والتعذيب التي تتبعها طواقم الاعتقال والتحقيق.

فوفقاً لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن أكثر من 700 معتقل مريض منهم حالات صعبة ومعقدة كمرضى السرطان والقلب والكلى والعظام والمقعدين وغيرهم، يرسفون في سجون قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، التي تتعمد الاستهتار بالأوضاع الصحية للأسرى المرضى في مختلف سجونها والدفع بهم لحافة الموت.

استهتار طبي واضح

ويؤكد مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة، أنّ إدارة السجون الصهيونية تتبع سياسة الاستهتار الطبي بحق الأسرى ذوي الأمراض المزمنة، ولمن يحتاجون لعمليات جراحية.

ووصف ذلك بأنّه: "مخالف للمبادئ الأساسية لمعاملة الأسرى التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1979 و1990م تواليًا، واللتين أكدتا على حماية صحة الأسرى والرعاية الطبية للأشخاص المحتجزين".

وبيّن أنّ عددا كبيرا من الأسرى المرضى ينتظرون دور العمليات أحياناً لأشهر أو سنوات، وعند إجرائها يعانون من الاستهتار الطبي، الأمر الذي راح ضحيته عدد كبير من الأسرى.

ونبه أنّ هناك خطورة على الأسرى المرضى بسبب عدم توفير الرعاية والعناية الصحية، والتسويف في إجراء العمليات الجراحية، وعدم وجود طواقم طبية متخصصة، وبسبب نقص الأدوية اللازمة، والفحوصات الطبية الدورية للأسرى، وعدم السماح بإدخال الطواقم الطبية من وزارة الصحة الفلسطينية.

وطالب الباحث في شؤون الأسرى، المؤسسات الدولية العاملة في مجال الصحة بإنقاذ حياة الفلسطينيين المرضى في السجون "الإسرائيلية"، ومنهم العشرات يعانون من أمراض مزمنة.

 

 

 

 

كلمات دلالية