المحلات مغلقة والشوارع فارغة: عيد الأضحى في العيسوية في ظل عملية الشرطة

الساعة 11:45 ص|14 أغسطس 2019

بقلم: نير حسون

(المضمون: الاعتقالات في قرية العيسوية غير مبررة، واستخدام القوة حسب اقوال سكان حي التلة الفرنسية المجاور غير متناسب، وقد طلبوا وقف العملية - المصدر).

شوارع العيسوية كانت فارغة هذا العام في عيد الأضحى، المحلات التجارية مغلقة على بضائع العيد التي لم تفتح والكثيرين امتنعوا عن القيام بالشراء. قوة شرطية كبيرة التي دخلت أول أمس الى القرية شوشت على احداث العيد. حسب اقوال مدير مدرسة في القرية، خضر عبيد "هذه هي المرة الاولى التي جاء فيها العيد بدون أن نفتح المحلات وبدون شراء وبدون استعدادات".

"الناس يعيشون في خوف منذ شهرين وهم يلازمون بيوتهم، لا يسمحون للاولاد بالخروج"، قال عمار أبو حمص، صاحب محل للبوظة في مركز القرية. حسب اقواله، منذ بداية العملية الشرطية انخفضت مدخولاته بنحو 50 في المئة. عبيد أضاف "قبل خروجنا من البيت نفكر مرتين، لا نسمح للولد بالخروج لأنه ربما يحتجزونه ويعتقلونه".

من بين امور اخرى، رجال الشرطة دخلوا الى ساحة بيت كان السكان فيه يتناولون غداء العيد لعائلة المصري، وأطلقوا رصاصة مطاطية من مسافة صفرية على قدم أحد السكان. حسب قول كريم المصري، معلم عمره 32 سنة، الذي أصيب اصابة خفيفة بقدمه من الرصاصة، فقد دخل رجال الشرطة الى كراج العائلة أثناء تناول العائلة لوجبة العيد.

في فيلم قصير وثق الحادثة يظهر رجال الشرطة وهم يركضون داخل الكراج الذي كان فيه أبناء العائلة وهم يدفعون كريم. اطلاق النار لا يظهر في الفيلم، لكن صوته مسموع. حسب اقوال كريم، "احد رجال الشرطة دفعه والآخر مباشرة اطلق رصاصة من مسافة صفر عليه، كان ينوي اطلاق رصاصة اخرى، لو لم يتدخل اخوتي. بعد ذلك بدأوا بضرب الجميع". لم يعتقل أحد من أبناء العائلة. ولم يتم التحقيق مع أحد بعد الحادثة. والمصري قدم شكوى في مركز الشرطة.

الشرطة قالت إن "الادعاءات مطروحة بصورة مخالفة للحقيقة ومضللة للجمهور". حسب قولها، "في نشاطات لرجال الشرطة تم تشخيص شاب رشق حجارة على رجال الشرطة وهرب نحو البيت. السكان بدأوا بالتشويش على عمل رجال الشرطة، تجمعوا حولهم وحاولوا منعهم من أداء واجبهم واعتقال المشبوه بعد أن هرب من المنطقة. رجال الشرطة اضطروا الى استخدام الرصاص".

في حادثة اخرى أول أمس اعتقلت الشرطة أحد السكان الذي كان يلعب مع إبنه إبن الثالثة بمسدس بلاستيكي ظهر وكأنه مسدس حقيقي. وحسب اقوال هذا الشخص، محمود خلف، رجال الشرطة ضربوه اثناء اعتقاله. "أخذت المسدس من إبني"، قال، "وحتى أنني لم اشاهد جنود حرس الحدود الذين يقتربون، وفجأة ضغطوا على الزناد وسحبوا علي الـ ام16، قلت لهم إن هذا بلاستيك، لكنهم ضربوني طوال الطريق الى المركز. في جهاز الاتصال سمعتهم يقولون بأنهم اعتقلوا مخرب". رغم أن الشرطة أكدت للصحيفة بأن الأمر لا يتعلق بمسدس حقيقي، إلا أن خلف اعتقل لخمس ساعات، وفي النهاية تم استدعاءه لتحقيق آخر. حسب اقوال الشرطة "رجال الشرطة الذين كانوا في نشاط عملياتي شخصوا وجود مشبوه يحمل مسدس في يده ويوجهه نحوهم، لذلك اعتقلوه عندما حدث تجمع حولهم. المشبوه تم اخذه الى مركز الشرطة مع المسدس وبعد ذلك تبين أن المسدس ليس مسدسا حقيقيا".

55 شخص من سكان الحي اليهودي المجاور، التلة الفرنسية، توجهوا الى وزير الامن الداخلي جلعاد اردان والى قائد منطقة القدس دورون يديد والى رئيس البلدية موشيه ليئون بطلب لوقف العملية. "ليس واضحا ما هو هدف النشاط، ومن الواضح أنه ليس هناك مبرر لحجم استخدام القوة، التي هي غير موجهة نحو مخالفين معينين للقانون، بل ضد كل سكان القرية"، كتبوا.