خبر مهمة غير مفهومة-هآرتس

الساعة 10:40 ص|01 فبراير 2009

بقلم: يوسي فيرتر

 (المضمون: المواجهة التلفزيونية لم تكن باي حال بمستوى التحدي اللازم للمرشحين الثلاثة الرائدين -  المصدر)

البشرى الطيبة هي انه بعد عشرة ايام هذا سينتهي. اما البشرى السيئة انها فهي بعد عشرة ايام هذا فقط سيبدأ: في 11 شباط ستنتهي الحملة الانتخابية المضجرة، الضحلة وغير المفهومة اكثر من اي حملة اخرى منذ سنين. بعد شهر من ذلك سيبدأ طريق حكومة جديدة، مليئة بالتضاربات والكثير من التعارضات والتي لن تطول ايامها، وحياتها ستكون معذبة بسبب طريقة غير ممكنة تدخل نحو 12 ، 13 حزبا الى الكنيست.

ظهور رؤساء الاحزاب الثلاثة الرائدة، نتنياهو، باراك ولفني في القناة 2 امس لم يساعد هذه الحملة الانتخابية في ان ترتفع فوق المياه الضحلة التي طاشت عليها. كانت هذه  مدعاة مواجهة، وكأنها امريكا اما عمليا فلم يكن هكذا هو الحال. في امريكا ادرجت اسئلة المتصفحين في مواجهات حقيقية، لاذعة، صحافية، حسب افضل التقاليد، اما هنا فقد تبدل الزعماء على طريقة شريط الفيلم المتحرك. دراما حقيقية بالبث الحي والمباشر.

الأسئلة كانت متوقعة، والاجوبة متوقعة حتى اكثر منها؛ نتنياهو المرشح الرائد، كان الوحيد الذي قدم عنوانا رئيسا للصحف: "ايران لن تتسلح بسلاح نووي؟" هدد، وبوجه يبث الرعب. ولكن هو ايضا لم يسأل: وماذا اذا لم تصادق ادارة اوباما لاسرائيل على الهجوم؟ فنحن وحدنا لا يمكننا ان ننفذ المهمة رغم اننا بمعنى هو، بيبي، "قوي في الامن". نتنياهو يعرف كيف يبث رسالة يمينية، في موضوع عدم اخلاء البؤر الاستيطانية او عرب اسرائيل، وفي ذات النفس ان يعد الجمهور الدمية التي يريدها الجميع: حكومة وحدة.

وبدلا من اسئلة حقيقية غير متوقعة تلقينا نوعا من المسرحية الهوميرية، الخفيفة، الساحرة، مثابة الزبد على وجه المياه. مياه ضحلة. لسبب ما تركت مسالة جلعاد شليت بالذات على بوابة باراك. الذي انضم الى الحكومة بعد سنة من الاختطاف. من تسيبي لفني التي جلست في المحافل المقررة منذ اليوم الاول هذه اللحظة غير اللطيفة اعفيت منها. هي، مثل سابقيها، اجتازت المسرحية دون صعوبة ودون سقوط استثنائي (باستثناء القول الدائم لها: "ينبغي لي ان اكون رئيسة وزراء"). بعد كل هذا القدر من المقابلات الصحفية، كل هذا القدر من المواجهات الحقيقية بينها وبين مذيعي الراديو والتلفزيون والصحافة، كل يوم تقريبا – فما هذا بالنسبة لها بضعة متصفحين عاديين. صغير عليها. صغير عليهم جميعا في واقع الامر. ينبغي الافتراض بان الاستعدادات والتمرينات المسبقة على تناوب الادوار والتي اجتازها المتنافسون كانت اكثر وحشية بكثير.

في ختام البث، هنأت مديرة المبنى دانا فايس ثلاثة المرشحين على "الشجاعة" التي اظهروها بقدومهم الى الاستديو. شجاعة؟! فهم تمتعوا بكل لحظة في كل مقابلة معيارية كانوا سيضطرون الى التلوي اكثر بكثير مما حصل لهم امس في الاستديو امام شبيبة دعو الى هناك للحظة. المشاهد المتوسط لم يتمكن، لم يفهم ولم يتعلم شيئا لم يعرفه من قبل عن زعمائه باسثناء ان نتنياهو كان يريد ان يكتب كتبا مثل والده (ولكن ليس بعد) ولفني كانت ترغب في ان تعمل مع الشبيبة، كم هو حلو (ولكن ليس بعد)، وباراك كان يرغب في ان يصل الى سن 85 وهو لا يزال يخدم الجمهور (ولكن ليس بعد).

بالذات في التناوب بين نتنياهو وباراك، حيث ان الاول يذهب والثاني ياتي، كانت هناك لحظة لطيفة عندما وصف باراك نتنياهو قائلا له "سيدي رئيس المعارضة". حسب كل الاستطلاعات والتقديرات في الساحة السياسية لن يكون لباراك فرص كثيرة لان يستقبل نتنياهو بهذا اللقب.