خبر آن آوان انتزاع العنصرية من إسرائيل- إسرائيل اليوم

الساعة 10:33 ص|01 فبراير 2009

بقلم: يهوشع سوبل

 (المضمون: يتوجب على اسرائيل ان تقضي على العنصرية المتفشية فيها والا كانت هذه بداية لنهايتها - المصدر).

غداة الانتخابات القريبة لن تتلقى اسرائيل برقية تهنئة من يورغ هايدر لسبب بسيط وهو ان ذلك الصديق النمساوي الشهير قد استدعي منذ مدة غير بعيدة لجلسة في اعالي السماء. ولكن روحه التي تخيم على هذه الانتخابات، ستكون معنا وستنشر غبطة كبيرة بسبب انضمام اسرائيل الى نادي الدول التي تحتل فيها الاحزاب ذات الايديولوجية العنصرية مكانة مرموقة في البرلمان.

عندما نجح الحاخام العنصري مئير كاهانا بالفوز في انتخابات الكنيست في الثمانينيات نشأ للحظة تحالف حزبي من اليسار حتى اليمين الليبرالي، وسن الكنيست اخيرا قانونا ضد العنصرية مخرجا حزب كاخ خارج القانون. ومنذ ذلك الحين اهترئت وتآكلت قيم كثيرة في هذه البلاد ويتضح ان القانون الذي شرع في ذلك الحين كان خطوة قليلة جدا وبالتاكيد متاخرة جدا.

متأخرة جدا لانه كان من الممكن ان نتوقع من الدولة التي اسست على يدي شعب كان ضحية للعنصرية الدموية على امتداد التاريخ كله ان تكون نموذجا لكل دول المعمورة. لذلك كان من الاجدر ان يكون اول قانون يسنه مجلسها التشريعي قانونا مناهضا للعنصرية ويعتبرها الجريمة الاشد في التاريخ البشري، جريمة تفضي من انتزاع حقوق بني البشر بسبب وصولهم الى ابادة شعب. كان من الممكن ان نتوقع صياغة قانون اساسي في اسرائيل بعد هذا التعريف المتشدد ينص على فرض اشد العقوبات على كل مخالفة عنصرية، وكان من الممكن ان نتوقع ان يتصرف مثل هذا القانون الاساسي من دون رحمة مع اية حالة من حالات التحريض العنصري.

هذا قليل جدا لان هذا القانون الضعيف الذي استنفد نفسه مع اخراج حزب كاخ خارج القانون، قد لفظ انفاسه بعد مدة قصيرة من تشريعه. لا نذكر حالة واحدة قدمت فيها دعوة ضد احد ما في اسرائيل على اساس ذلك القانون وارسل للسجن لانه رفض مثلا تاجير شقة لطالبة عربية، او لانه رفض طلب عائلة عربية بشراء قطعة ارض وبناء بيت في منطقة ريفية اسرائيلية. هذا ليس لان مثل هذه الحوادث لم تحدث، فهي تواصل الحدوث سابقا وحاضرا طوال الوقت.

في الأسبوع الذي سبق عملية غزة تم ابعاد الطفلة الاسرائيلية دانا الزعبي من روضة اطفال في القرية التعاونية مرحافيا. السبب: لانها عربية، ستة ازواج يهود لهم ابناء في تلك الروضة هددوا بسحب اطفالهم من هناك ان لم يتم طرد دانا الصغيرة منها. المعلمة خضعت للابتزاز العنصري من قبل الاهالي اليهود معللة ان الروضة لا تستطيع تحمل الخسائر المالية التي ستلحق بها لو نفذ الاهالي اليهود تهديدهم. ام دانا الصغيرة وقفت امام عدسات القناة العاشرة وقالت انها تشعر بالاختناق. لذلك عبرت بدقة عما يشعر به كل انسان تبقت لديه ذرة من الانسانية ازاء ما حدث: الشعور بالقرف والاشمئزاز والاختناق.

في هذا الاسبوع حدث امر مشابه في قرية مجاديم التعاونية. رجل وامراة ابعدا من القرية بعد ان اتضحا للقاطنين هناك ان الرجل مسيحي. الشخص ينظر الى مثل هذه الظاهرة المفزعة الواسعة ويقول: لا يعقل ان يكون هؤلاء الزعران العنصريون اسرائيليون، ولا يعقل ان يكونوا يهودا. ليس من المعقول ان يتجول مثل هؤلاء الاشخاص احرارا في دولة يهودية ديمقراطية من دون ان يقدموا للمحاكمة فورا بسبب عنصريتهم. ليس من المعقول؟ لا بل معقول ومعقول جدا. كانت في القرن العشرين الفائت دولا كانت هذه بداية نهايتها.