خبر « خروج » اردوغان« هو مسلم متشدد »- معاريف

الساعة 10:29 ص|01 فبراير 2009

بقلم: بن كاسبيت

(المضمون: ثلاث ملاحظات على الحادثة في دافوس، جولة ميتشل التعليمية، والمواجهة التلفزيونية بين المرشحين الثلاثة -  المصدر)

 

في دافوس صالحت بين الاسرائيليين والاتراك. هكذا، على الاقل خطط احد ما. كان يفترض ان تعقد هناك صلحة رسمية، في اعقاب اتصالات غير رسمية بين الدولتين في الاسابيع الاخيرة. وبدلا من الصلحة تلقينا "خروج" طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي المحب للفضائح، والذي اضرم النار في شعلة كبيرة واجترفت عناوين رئيسة حول العالم. فرصة ممتازة لنشر امور قالها قبل عشرة ايام ايهود اولمرت في مقابلة مع معاريف في الموضوع التركي.

الاقوال لم تنشر بعد: "منذ التصريحات القاسية التي اطلقها اردوغان كان بيننا اتصال بعدة طرق. رده كان ردا انفعاليا. فهو مسلم متشدد، ومن هذه الناحية يوجد قرب مع حماس. فضلا عن ذلك، شرحوا لي ان حقيقة اني كنت عنده قبل خمسة ايام من العملية ولم اقل له شيئا عما سيحصل يوم السبت، وكأن به شعر بانني لم اشركه. نقلت له مؤخرا رسالة. شرحت فيها انني عندما كنت عنده لم اعرف بانه في الايام التالية لذلك ستطلق حماس نارا مجنونة وكثيفة على الجنود، عشرات الصواريخ كل يوم. وعليه، فقد قررنا شن العملية. لم اعرف مسبقا بانهم سيطلقون هذه الصواريخ. في حينه قلت له اني لا اعلم ولكن قلت له ايضا اني حتى لو كنت اعلم لما كان بوسعي ان اكشف له عن ذلك. اذ ان هذا لا يعقل..."

وكشف اولمرت النقاب على انه بين انقرة والقدس جاء وذهب عدة مبعوثين في الزمن الاخير. وما يتبين الان هو قصة وقعت في اثناء حملة "رصاص مصهور": وزير التعليم التركي اطلق مبادرة بموجبها يتم الاعلان عن دقيقة صمت في كل المدارس والمؤسسات التعليمية في تركيا، لذكرى اطفال غزة الذين "قتلوا" في الحملة. واضافة الى ذلك ، طرحت فكرة عقد معرض متنقل لرسومات اطفال اتراك عن نظرائهم الذين يعانون في غزة، وارساله الى العواصم الاوروبية والعالمية.

وقد تعرف على هذه المبادرات السفير في انقرة جابي ليفي، الذي اطلع على الفور نائب مدير عام وزارة الخارجية رافي باراك. وبدأ الرجلان يعملان، ولكن الكف رجحها الرئيس شمعون بيرس حيث اجرى مكالمة هاتفية عاجلة مع نظيره التركي، عبدالله غول، في اعقابها الغيت هاتان المبادرتان التركيتان.

وبدأت الامور تعود الى مسارها، حتى دافوس. بيرس بالمناسبة، لم يتصل للاعتذار لاردوغان بعد الحدث. الامر الذي لم يمنع اردوغان او رجاله، من التبليغ لوكالة الانباء التركية عن "الاعتذار" الرئاسي الاسرائيلي. ومن جهة اخرى لا يمنع الان شيء بيرس واردوغان من الحديث، الاختلاء، والوعد الواحد للاخر "مواصلة العمل معا" حتى الجولة القادمة.

محفل لويس

رسائل الى ميتشل

هاكم قصة اخرى من يوم الخميس الماضي. حصلت في تل ابيب، في مكاتب "المجلس لبلاد اسرائيل الجميلة"، على ضفاف اليركون. سامي لويس، اتذكرون؟ السفير الامريكي الاسطوري في اسرائيل، الذي اصبح جزءا من المشهد المحلي. لويس، رغم سنه، نشيط حتى اليوم في دوائر الحزب الديمقراطي ويتمتع بالنفوذ. يوم الخميس كان يجلس مع 14 شخصية اسرائيلية في اطار ندوة نظمها "منتدى السياسة الاسرائيلية"، وهو منظمة اسرائيلية امريكية تميل الى اليسار. كانوا هناك: عامي ايلون، افي جيل، ايتي لفني، داني روتيشلد، شمعون شامير، اشر ساسر، الون يئال، شلومو غازيت، شلومو بروم، رون بوندك، كوليت افيتال، هيرش غودمان، اورني بتروشكا، جابي موتسكين. قائمة كاملة.

لويس روى لهم بانه من اللقاء معهم سيسافر الى القدس للقاء المبعوث الرئاسي جورج ميتشل.

وطلب من كل واحد من الحاضرين ان يصيغ رسالة خاصة الى ميتشل، تستغرق حوالي دقيقتين. والجميع اطاعوا. بعد ذلك سأل سؤالا: لو كان ميتشل سألكم الان لاي مسار يوجد فرصة اكبر، مسار السلام الاسرائيلي الفلسطيني ام المسار الاسرائيلي السوري فماذا سيكون جوابكم؟ جرى تصويت. وكانت النتيجة 9:5 في صالح المسار السوري.

بعد ذلك سأل اذا كان براي الحاضرين من المجدي خلق حوار بهذا الشكل او ذاك (engagement) مع حماس. هنا ايضا اجري تصويت. تعادل. لويس سافر مع هذه المادة الى ميتشل. الذي سافر مع هذه المادة الى اوباما. "جولة تعليمية" تسمى جولة ميتشل في المنطقة الاسبوع الماضي. من المشوق ان نعرف ما الذي تعلمه.

ال" مواجهة" التلفزيونية

المرشحون يرفعون علامة النصر

منتهى السبت: المواجهة" التلفزيونية بين المرشحين الثلاثة بنيامين نتنياهو، ايهود باراك، وتسيبي لفني، لم تكن لا مواجهة ولا ما يحزنون. كل واحد بدوره، وصل للرد على الاسئلة التي طرحها المتصفحون في الشبكة – باستثناء الطريقة التي تقشعر لها الابدان والتي سال فيها جلعاد شليت في صورة كاريكاتيرية باراك "ماذا عني، ماذا عني ، ماذا عني".

بيبي الذي جاء كي يكبو، لم يكبو. باراك جاء كي يكون لطيفا، وكان لطيفا. لفني جاءت كي تكون لفني، وكانت كذلك. كلهم يمكنهم ان يرفعوا علامة النصر.

اسبوع ويومان للانتخابات، واللغز لم يحل بعد. فالاستطلاعات ليس فقط متضاربة ومشوشة، بل الان يتبين ان للاحزاب في داخلها، توجد استطلاعات متضاربة ومشوشة. في الليكود توجد استطلاعات من 9 مقاعد واستطلاعات ثلاث مقاعد وكذا في كاديما. العمل معلق في الهواء، مع كل شيء بين 13 و 18، وليبرمان يحتفل مع 15 بالحد الادنى.

المعاذير جاهزة منذ الان، كل واحد من اتجاهه. اولئك الذين يتحدثون عن فجوة صغيرة سيكونون، اذا ما كانت هناك فجوة كبيرة، انها ازدادت في الايام الاخيرة، واولئك الذين يتحدثون عن فجوة كبيرة سيقولون اذا ما كانت فجوة صغيرة انها تقلصت في الايام الاخيرة. ونحن فقط علينا ان نقول ان هذا الموضوع مع الاستطلاعات ببساطة مثير للاعصاب.

 

احبولة مع لحية-يديعوت

بقلم: عمانويل روزين

كلما قل الاهتمام العام بالسياسة وبالانتخابات، وكلما تعاظم الاحباط وبرز عدم الاكتراث من المرشحين الرائدين لرئاسة الوزراء، هكذا يزداد العطش لشيء آخر، جديد، منعش، ساحر. شيء يبرر الخروج من البيت، السير نحو الصندوق، الوقوف المضني في الطابور وانزال البطاقة في الصندوق.

في الانتخابات السابقة كان هذا الشيء هو المتقاعدين. على كل متقاعد صوت لانه اعتقد حقا بان رافي ايتان سينقذ له التقاعد كان ما لا يقل عن اثنين آخرين، شابين بشكل عام، انجرفا وراء الموضة، بعد هذا الشيء الذي لعله لم يكن واضحا ولكن بدا لهما أصح وأكثر عدلا واثارة من اولمرت، بيرتس ونتنياهو. تماما مثل التصويت الى ورقة خضراء – كانت هذه احبولة، ولكن على الاقل احبولة مع هدف عادل. 

احبولة انتخابات 2009 هي افيغدور ليبرمان. صحيح، يوجد لايفات ايضا مؤيدون تقليديون، حقيقيون، من أصل رابطة الشعوب، يكرهون العرب، رجال ارض اسرائيل الكاملة الذين يريدون يمينا حقيقيا وليس يمينا مع غمزة مثل بيبي. ولكن اذا كانت صحيحة الاستطلاعات واسرائيل بيتنا توشك على أن تصبح الحزب الثالث في حجمه في الكنيست، فهذا فقط لانه على كل مصوت حقيقي لليبرمان يوجد واحد آخر يفعل ذلك من أجل المتعة. تسيبي تضجره، وهو لا يصدق بيبي. اما باراك فهو لا يفهمه. ليبرمان يحل له المشكلة: هو واضح، مصداق وحقا غير مضجر.

وسائل الاعلام تحاول هنا وهناك فرض الرعب علينا. ان تقول ان ليبرمان خطير. ولكن الجمهور يفهم باحاسيسه السليمة المعافاة بان ليبرمان قد يكون كلبا ينبح، ولكنه حقا لا يعض. خذوا أحمد طيبي الى حديث حقيقي دون ميكروفونات وقضاة المحكمة العليا، وهو سيقول لكم ان لفني تخيفه اكثر بكثير من التهديدات الصبيانية لليبرمان.

مصوتو ليبرمان في الانتخابات القريبة القادمة ينقسمون الى قسمين بهذا القدر أو ذاك: الابرياء الذين يؤمنون بانه مع الوزير السابق للتهديدات الاستراتيجية لن تكون هنا مزيد من التهديدات والمهددين، واولئك الذين يعرفون بانه لن يسعه او لا يعتزم حقا افتراس العرب او اوراق الديمقراطية وانه حتى لو كان كذلك – فلن يسمح له أي رئيس وزراء بذلك.

هذا الاسبوع التقيت بصوتين طائشين. واحد يتردد بين ورقة خضراء وليبرمان، والثاني بين ليبرمان وميرتس. كلاهما لا يعتزمان التصويت للثلاثية الرائدة. كلاهما يبحثان عن شيء منعش، اكثر عصفا.

"ايفات الرهيب" يصبح الاحبولة المحببة للعام 2009. وحتى عند اولئك البعيدين عن ارائه تماما مثلما نجح رافي ايتان قبل ثلاث سنوات في ان يكون احبولة الشباب، الذين صوتوا له دون أن يعرفوا حتى من هو هذا الرجل الحبيب والمبتسم الذي يقف على راس الحزب.

لقد دخل ليبرمان الى فراغ اليأس والضجر من "السياسيين العاديين"، ولكن مثلما في كل احبولة انتخابية في الماضي من "داش" وحتى "شينوي"، من حزب الوسط وحتى المتقاعدين، هذه المرة ايضا بعد الحماسة سرعان ما ستأتي خيبة الامل. من ينتظر افتراس العرب في حكومة اسرائيل سيحصل لاسفه على ليبرمان كسياسي مسؤول ومحسوب، تماما مثل الجميع. ومن يتوقع ان يحصل على احد ما يدخل بعض الاكشن والدراما والفلفل الى السياسة التعبة عندنا، سرعان ما سيكتشف بان ليبرمان يفهم جيدا الفارق بين العرض القصير للفيلم وبين الفيلم نفسه.

اذا دخل الحكومة القادمة، واذا نجح في أن يجتاز بسلام التحقيقات الشرطية، فان ليبرمان بات طفلا كبيرا، يريد أن يسير في الطرق الآمن وان يؤثر حقا، وليس فقط في الدعاية الانتخابية مثيرة الرعب.

الامل الذي يبعثه لدى كثيرين سيؤثر على ما يبدو في 10 شباط. ليبرمان هو الاحبولة المظفرة لانتخابات 2009. احبولة مع لحية.