خبر احبولة مع لحية-يديعوت

الساعة 10:25 ص|01 فبراير 2009

بقلم: عمانويل روزين

 

كلما قل الاهتمام العام بالسياسة وبالانتخابات، وكلما تعاظم الاحباط وبرز عدم الاكتراث من المرشحين الرائدين لرئاسة الوزراء، هكذا يزداد العطش لشيء آخر، جديد، منعش، ساحر. شيء يبرر الخروج من البيت، السير نحو الصندوق، الوقوف المضني في الطابور وانزال البطاقة في الصندوق.

في الانتخابات السابقة كان هذا الشيء هو المتقاعدين. على كل متقاعد صوت لانه اعتقد حقا بان رافي ايتان سينقذ له التقاعد كان ما لا يقل عن اثنين آخرين، شابين بشكل عام، انجرفا وراء الموضة، بعد هذا الشيء الذي لعله لم يكن واضحا ولكن بدا لهما أصح وأكثر عدلا واثارة من اولمرت، بيرتس ونتنياهو. تماما مثل التصويت الى ورقة خضراء – كانت هذه احبولة، ولكن على الاقل احبولة مع هدف عادل. 

احبولة انتخابات 2009 هي افيغدور ليبرمان. صحيح، يوجد لايفات ايضا مؤيدون تقليديون، حقيقيون، من أصل رابطة الشعوب، يكرهون العرب، رجال ارض اسرائيل الكاملة الذين يريدون يمينا حقيقيا وليس يمينا مع غمزة مثل بيبي. ولكن اذا كانت صحيحة الاستطلاعات واسرائيل بيتنا توشك على أن تصبح الحزب الثالث في حجمه في الكنيست، فهذا فقط لانه على كل مصوت حقيقي لليبرمان يوجد واحد آخر يفعل ذلك من أجل المتعة. تسيبي تضجره، وهو لا يصدق بيبي. اما باراك فهو لا يفهمه. ليبرمان يحل له المشكلة: هو واضح، مصداق وحقا غير مضجر.

وسائل الاعلام تحاول هنا وهناك فرض الرعب علينا. ان تقول ان ليبرمان خطير. ولكن الجمهور يفهم باحاسيسه السليمة المعافاة بان ليبرمان قد يكون كلبا ينبح، ولكنه حقا لا يعض. خذوا أحمد طيبي الى حديث حقيقي دون ميكروفونات وقضاة المحكمة العليا، وهو سيقول لكم ان لفني تخيفه اكثر بكثير من التهديدات الصبيانية لليبرمان.

مصوتو ليبرمان في الانتخابات القريبة القادمة ينقسمون الى قسمين بهذا القدر أو ذاك: الابرياء الذين يؤمنون بانه مع الوزير السابق للتهديدات الاستراتيجية لن تكون هنا مزيد من التهديدات والمهددين، واولئك الذين يعرفون بانه لن يسعه او لا يعتزم حقا افتراس العرب او اوراق الديمقراطية وانه حتى لو كان كذلك – فلن يسمح له أي رئيس وزراء بذلك.

هذا الاسبوع التقيت بصوتين طائشين. واحد يتردد بين ورقة خضراء وليبرمان، والثاني بين ليبرمان وميرتس. كلاهما لا يعتزمان التصويت للثلاثية الرائدة. كلاهما يبحثان عن شيء منعش، اكثر عصفا.

"ايفات الرهيب" يصبح الاحبولة المحببة للعام 2009. وحتى عند اولئك البعيدين عن ارائه تماما مثلما نجح رافي ايتان قبل ثلاث سنوات في ان يكون احبولة الشباب، الذين صوتوا له دون أن يعرفوا حتى من هو هذا الرجل الحبيب والمبتسم الذي يقف على راس الحزب.

لقد دخل ليبرمان الى فراغ اليأس والضجر من "السياسيين العاديين"، ولكن مثلما في كل احبولة انتخابية في الماضي من "داش" وحتى "شينوي"، من حزب الوسط وحتى المتقاعدين، هذه المرة ايضا بعد الحماسة سرعان ما ستأتي خيبة الامل. من ينتظر افتراس العرب في حكومة اسرائيل سيحصل لاسفه على ليبرمان كسياسي مسؤول ومحسوب، تماما مثل الجميع. ومن يتوقع ان يحصل على احد ما يدخل بعض الاكشن والدراما والفلفل الى السياسة التعبة عندنا، سرعان ما سيكتشف بان ليبرمان يفهم جيدا الفارق بين العرض القصير للفيلم وبين الفيلم نفسه.

اذا دخل الحكومة القادمة، واذا نجح في أن يجتاز بسلام التحقيقات الشرطية، فان ليبرمان بات طفلا كبيرا، يريد أن يسير في الطرق الآمن وان يؤثر حقا، وليس فقط في الدعاية الانتخابية مثيرة الرعب.

الامل الذي يبعثه لدى كثيرين سيؤثر على ما يبدو في 10 شباط. ليبرمان هو الاحبولة المظفرة لانتخابات 2009. احبولة مع لحية.