بالصور: رغم قلة الأضاحي.. "مهنة السنان" في غزة تنشط مع قرب عيد الأضحى

الساعة 04:24 م|08 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

أزال يوسف دياب (65 عاماً) الغبار عن آلة "سن السكاكين" الخاصة به، قام بوضعها أمام باب محله على مرأى من جميع المارة في سوق فراس وسط مدينة غزة، جلس على كرسيه وارتشف فنجاناً من القهوة، شمر ساعديه واستل سكين متهالكة، دقائق معدودة حتى أعاد للسكين هيبتها وجعلها أحدُ من السيِف.

"مهنة السنان" مهنة قديمة جداً، تصارع الاندثار والاختفاء، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك تستعيد المهنة رونقها من جديد وتشهد اقبالاً متفاوت من الجزارين وأصحاب مزارع العجول، والمواطنين الراغبين في نحر الأضاحي هذا العام.

ورث المواطن يوسف دياب مهنة "سن السكاكين والبلطات والخناجر والسيوف" من والده، وسيورثها إلى أبنائه، فهي مهنة موسمية ضرورية في عيد الأضحى المبارك لسن السكاكين والبلطات وتجهيزها استعداداً ليوم النحر الذي يبدأ بعد صلاة عيد الأضحى حتى عصر اليوم الرابع من العيد.

تفاوتت آراء السنانين لإقبال الناس على سن سكاكينهم في عيد الأضحى 2019 ويقول دياب: "هناك اقبال كبير من قبل الناس على سن السكاكين والبلطات وتجهيزها ليوم النحر، وهذا يعطي المهنة رونقها ويعيد عزتها ومكانتها، مستذكراً حادثة لأحد زبائنه حيث قال: "اشترى أحد الزبائن سكين جديدة ثم طلب مني سنها بهدف استخدامها أكثر من مرة وليس مرة واحدة، علماً بأن السكين الجديدة حادة لكنها بحاجة إلى أكثر حدة لكثرة استخدامها خلال أيام الذبح".

وأضاف: "مهنة السنان تزداد فقط مع قرب عيد الأضحى وتعود إلى طبيعتها الضعيفة في الأيام العادية، حيث شخص يريد سن سكين أو سن بلطة أو خنجر أو مقصات"، لافتاً إلى أن يبيع إلى جانب سن السكاكين بعض معدات الحدادة لتساعده في توفير لقمة العيش".

ويستخدم دياب حجر النار فقط لسن السكاكين، فهو يعمل ترتيب الأطراف المتآكلة من السكين ويجعلها حادة جداً، أما حجر الجلخ فكثير من السكاكين قد تتلف بعد استخدامها مرة أو مرتين فقط، لذلك أنصح جميع الناس الراغبين في سن سكاكينهم إلى استخدام حجر النار أو سنها عند أصحابها وفقاً لقوله.

وأكد دياب أن مهنة السنان لا يمكن أن تختفي أبداً فهي قديمة جداً ولا زالت تحافظ على مكانتها خاصة مع قرب أيام عيد الأضحى المبارك، مبينة أن المشكلة الوحيدة التي تواجهه هي قطع الكهرباء.

ولا يختلف دياب عن غيره من أصحاب المهنة في قطاع غزة حول الأسعار حيث تتراوح الأسعار بين 3 أو 2 شيكل فقط عن كل سكين.

على بعد أمتار من آلة سن السكاكين التي يستخدمها المواطن دياب يقف الشاب أبو محمد أمام أحد البسطات يسأل عن أسعار السكاكين، حيث يقول لمراسلنا: "أبحث عن سكين جيدة لذبح أضحيتي –العجل- ومن ثم أرسلها إلى أحد السنانين لتصبح حادة جداً أثناء استخدام المتزايد في عملية الذبح والسلخ والتقطيع".

وتتراوح أسعار السكاكين بين (7 شيكل وحتى 50 شيكل) فيما يوجد سكاكين يتجاوز سعرها الـ100 شيكل، أمام البلطات الحادة بين (15 شيكل وحتى 150 شيكل).

أحد الشبان الذي يمارسون مهنة السنَّان منذ 7 أعوام يقول: "الاقبال ضعيف جداً هذا العام مقارنة بالعام الماضي لأسباب متعددة أهمها الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الناس وخاصة مع أزمة الرواتب وتأجيل مخصصات الشؤون الاجتماعية".

وأضاف: "إذا كان هناك حركة شرائية كبيرة على الاضاحي فهناك حركة كبيرة على سن السكاكين، لكن العام الحالي كما يراه الجميع ضعيف جداً لا يوجد اقبال على شراء الاضاحي، لذلك الوضع صعب جداً".

فيما ذكر سنان أخر، أن السكين تمر في ثلاثة مراحل لتصبح حادة جداً وسهلة لعملية ذبح العجول وهي، مرحلة حجر النار الذي يعمل على إزالة التآكل من السكين ثم مرحلة التنعيم، وفي المرحلة الأخيرة نستخدم فيها –المستحق-.

ولم يبقِ على موعد عيد الأضحى المبارك سوى ثلاثة أيام حيث يصادف أول أيام النحر الأحد القادم (11/8/2019).

السنان
سنان
سنان 1
سكاكين في غزة
سكاكين
 

كلمات دلالية