خبر في غياب أفق إعادة الإعمار: « نازحو » غزة يدخلون فصلاً جديداً من المعاناة عنوانه « التشريد »

الساعة 06:20 م|31 يناير 2009

فلسطين اليوم – الانتقاد

لم يكن التعنت الصهيوني بشأن السماح بإدخال مواد البناء اللازمة لإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب في القطاع ليصدم آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، وهم الأخبر بهذا العدو وإجرامه وإن تزامن ذلك مع عودة مئات الآلاف من الطلبة إلى مدارسهم التي كانت تؤويهم وأسرهم، ليبدأوا بذلك فصلاً جديداً من المعاناة عنوانه "التشريد والضياع".

يقول هاني الحسومي (40 عاماً)، الذي دُمر منزله في حي السلاطين ببلدة بيت لاهيا شمال القطاع: "الحالة سيئة كثير ومش عارفين وين نروح في أطفالنا.. مثل ما أنت شايف المعابر مسكرة وما في ولا كيس أسمنت واحد".

يضيف الحسومي أنه كغيره ممن خرجوا من مراكز الإيواء التي تشرف عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وبات في حيرة من أمره حيث لا توجد آفاق لديهم بقرب انفراج أزمتهم في ضوء التعنت الذي تبديه حكومة الاحتلال، ورفضها مجدداً التعاطي مع النداءات الدولية المتكررة بشأن ضرورة فتح المعابر على نحو كامل بما يساعد في إدخال المساعدات ومواد الإغاثة، بالإضافة إلى المواد الأساسية اللازمة للبناء.

أما الحاج أبو محمد المملوك من سكان حي الشجاعية شرق غزة  فقال: "إن أفراد أسرته المكونة من 20 فرداً مشتتون، بعضهم عند أقاربهم، والبعض الآخر يبحث عن منزل يؤويه وأطفاله".

يشرح المملوك الذي دمر منزله المكون من 4 طوابق في شارع النزاز في قصف جوي صهيوني أن المشكلة الرئيسية بالنسبة له تتمثل في أنه لا يدري كيف يجمع شمل أسرته، بالإضافة إلى عدم حصوله على أي معلومات تتعلق بآلية وتوقيت إعادة الإعمار.

 الحال لم تختلف كثيراً لدى إبراهيم النجار، حيث أصبحت مهمته الرئيسية البحث يومياً عن شقة للإيجار تؤويه وأفراد أسرته الـ15 بعد أن دمرت قوات الاحتلال منزلهم في منقطة حي النجار شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.

النجار الذي قضى أيامه الماضية في منزل قريب له التقيناه بينما كان عائداً من زيارة نجله المصاب في مستشفى ناصر، حيث ناشد كل الضمائر الحية في العالم بشكل عام والأمتين العربية والإسلامية بشكل خاص، التدخل الفوري للتخفيف عن كاهل المشردين الفلسطينيين الذين دفعوا أرواحهم وبيوتهم ثمناً لعزة الأمة.

حل المشكلة

ما الدور الذي تلعبه الهيئات والمنظمات الدولية لمساعدة النازحين؟ وما المشكلة الأساسية التي تعترض عملها على هذا الصعيد؟ توجهنا بهذين السؤالين إلى عدنان أبو حسنة الناطق الإعلامي باسم «الأونروا» الذي قال: "برغم الاستهداف الإسرائيلي الواضح لنا، عملنا ومنذ بدء العملية العسكرية كل ما باستطاعتنا لإيواء اللاجئين وتقديم المساعدة لهم".

وأوضح أبو حسنة أن عدد النازحين تراجع إلى 7 آلاف فلسطيني من أصل 50 ألفا كانوا قد لجأوا إلى مراكز الإيواء، وذلك لعدة اعتبارات أبرزها: أن هناك عددا من هؤلاء ذهبوا إلى أقاربهم في إطار ما يعرف بالعائلات الممتدة، في حين أن مئات الحالات الأخرى توجهت إلى استئجار شقق سكنية.

وشدد الناطق باسم الأونروا على أن الحل الجذري لهذه الأزمة الإنسانية هو إعادة الإعمار، وما دون ذلك من حلول وخطوات ستكون إجراءات مؤقتة، مضيفاً "ما يقلقنا هو بقاء المعابر مغلقة الأمر الذي يعني تكرار السيناريو السابق الذي واجهناه خلال العامين الماضيين، حيث أن لدينا مشاريع إعمار مماثلة تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار معطلة بسبب استمرار السلطات الإسرائيلية في منع إدخال مواد البناء بالرغم من عشرات النداءات التي أطلقناها كمنظمة دولية".

يشار إلى أن العراقيل الصهيونية التي تعترض إعادة الإعمار لم تقتصر فقط على منع مواد البناء من الوصول للقطاع، حيث أن حكومة الكيان أعلنت غير مرة أن أي مساعدة ستقدم لغزة ينبغي أن تتم بموافقتها.