الأول من نوعه

تقرير مخيم القُدرة.. "عكاز فرح" للأطفال مبتوري الأقدام بغزة

الساعة 04:31 م|31 يوليو 2019

فلسطين اليوم

فرحة غير معتادة، وسعادة كبيرة غمرت الأطفال مبتوري الأطراف رغم ألم الإعاقة، يصنعون الأمل والحياة ممزوجة بضحكات القلب التي تعانق عنان السماء، لتعلن أن أطفال غزة نموذجًا فريدًا في تحدي الواقع المرير في القطاع.

فـ"مخيم القُدرة" كان الاسم دليل على العطاء والتميز، بعد أن خلع الأطفال مبتوري الأطراف ثياب الخوف والهرب من صعوبات المعيشة، حيث ضم المخيم الصيفي 55 طفلاً ممن فقدوا أطرافهم نتيجة التشوهات الخلقية والاعتداءات المستمرة على أطفال قطاع غزة من قبل الاحتلال "الإسرائيلي".

المنسق العام محمود أبو خضير، يقول إن هذا المخيم الصيفي هو الأول من نوعه ويشمل فئة الأطفال مبتوري الأطراف بين سن (7 – 20 عامًا) من مختلف أنحاء قطاع غزة، مشيرًا إلى أن فكرة المخيم الأساسية تهدف إلى تنمية قدرات الأطفال للتكيف مع محيطهم وطبيعة البتر الذي يعانون منه.

ويسعى المخيم الصيفي عن طريق المنشطين والمشرفين المبتورة أطرافهم أيضا، إلى تفعيل دور الأطفال عبر خطة معينة وشاملة، ليصبح الطفل عنصرًا فعًالا بالمجتمع بحيث لا تؤثر حالة البتر في حياته العملية وينسجم بشكل سلس مع الأطفال الطبيعيين دون أي عوائق.

الفقرات الترفيهية والأنشطة الرياضية والفنية التي يتلقاها الأطفال المبتورين، كانت كفيلة أن تطور مهاراتهم وقدراتهم رغم الصعوبات التي تواجههم بسبب البتر، ناهيك عن تكثيف جلسات الدعم النفسي للأطفال الذين عاصروا الحروب الأخيرة على قطاع غزة ومسيرات العودة.

ويلفت أبو خضير في حديثه لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن هناك وفدًا أمريكيًا يشارك في المخيم بينه الناشط الدولي راجي شاورز، والذي نقل تجربته الناجحة بعد تحديه الإعاقة التي تعرض لها في أطرافه السفلية، حيث فاز في أكثر من سباق دولي لمبتوري الأطراف وفي سباق للدراجات النارية.

ويشير إلى أن الأطفال تفاعلوا بشكل كبير وملاحظ مع الناشط شاورز، من خلال أسئلتهم له حول إعاقته وكيف وصل إلى العالمية، كما عبر الأطفال عن حجم سعادتهم بقضاء الوقت في المخيم والتي أظهرت فارقًا كبيرًا في حياتهم العملية والاجتماعية، مطالبين بتكرار مثل هذه المخيمات في السنوات المقبلة.

وتابع خضير، أنه وردتهم ردود فعل إيجابية من قبل أهالي الأطفال مبتوري الأطراف، من خلال المكالمة الهاتفية والتعليقات الإلكترونية عبر الرسائل الخاصة بصفحة الفيس بوك.

وعن رسالة المخيم، قال إنها تهدف للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال المبتورين والمحتاجين للخدمة الطبية والدعم النفسي، لأننا في واقع ملي بالحروب والصراعات دون التفريق بين الجنس أو اللون أو الدين، مبينًا أن هناك توجه لتوفير أطراف صناعية لأطفال المخيم في المستقبل القريب.

يشار إلى أن جمعية إغاثة أطفال فلسطين أعلنت الاثنين الماضي، عن المخيم الصيفي الأول في الشرق الأوسط للأطفال مبتوري الأطراف وأطلقت عليه اسم (مخيم القُدرة)، على أرض مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

ومن المقرر وصول أخصائية الأطراف الاصطناعية الأميركية ريمونا برفقة أخصائية العلاج الطبيعي ليسا اللتين ستعملان على تحسين الأطراف التي حصل عليها بعض الأطفال ودراسة احتياجات البقية لتلبيتها من خلال الجمعية.

وعلى الصعيد ذاته، قالت دنيا سعيد من نيوجيرسي، إن اختيار اسم المخيم (مخيم القٌدرة) جاء بعد دراسة جميع النشاطات العلاجية والترفيهية والاجتماعية المقدمة للأطفال، التي تهدف بشكل أساسي لمنح الأطفال مبتوري الأطراف الثقة بأنهم قادرون على إنجاز كل ما يفعله أي طفل آخر ودمجهم بالمجتمع المحلي.

الجدير بالذكر أن الجمعية تعمل منذ 26 عاماً على توفير الرعاية الطبية والإنسانية للأطفال المرضى والجرحى في فلسطين واللاجئين في منطقة الشرق الأوسط.