خبر انتخاب شيخ شريف احمد رئيسا للصومال

الساعة 07:58 ص|31 يناير 2009

فلسطين اليوم-وكالات

فاز الزعيم الاسلامي المعتدل شيخ شريف احمد برئاسة الصومال اليوم السبت وتعهد بانهاء الصراع في بلاده واحلال السلام مع الدول المجاورة والحكم بنزاهة وعدل.

وصفق اعضاء البرلمان وابتسم احمد ورفع ذراعيه عاليا بعد الفوز في الانتخابات في نحو الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينتش) في تصويت اعادة خلال جلسة للبرلمان استمرت طوال الليل. 

وقال محللون ان احمد لديه افضل فرصة من بين كل المرشحين للرئاسة لتوحيد الصومال في ضوء جذوره الاسلامية وقبوله لدى الاطراف الاخرى. ولكن مصالحة الشعب الصومالي البالغ عدده عشرة ملايين نسمة ووقف 18 عاما من اراقة الدماء في الصومال مهمة شاقة حتى بالنسبة له. 

وقاد احمد "حركة المحاكم الشرعية" التي اشاعت الاستقرار في مقديشو ومعظم جنوب الصومال في 2006 قبل غزو القوات الاثيوبية والاطاحة بالمحاكم الشرعية من السلطة. وقال احمد للبرلمان ان"الصراع في الصومال سيحل (...) اننا نحث اشقاءنا في الصراع المسلح على الانضمام لنا في صنع السلام. واضاف: "سنحكم الشعب الصومالي بنزاهة وعدل ونرد له حقوقه".

وبعد اداء اليمين في فندق بجيبوتي صباح اليوم السبت سيتوجه الرئيس الجديد الى نفس البلد الذي طارده حتى فر من الصومال لحضور اجتماع قمة للاتحاد الافريقي. وسيعود بعد ذلك الى الصومال في محاولة لتشكيل حكومة وحدة. 

واجتمع اعضاء البرلمان الصومالي في جيبوتي المجاورة بسبب عدم الاستقرار في الصومال. ولكنهم يأملون بان يكونوا قد انتخبوا رجلا قادرا على عزل او ربما حتى ضم الفرقاء الاسلاميين الآخرين حتى اذا كانت هناك مجازفة بتفجر اعمال العنف على المدى القريب. 

وعلى الرغم من انسحاب القوات الاثيوبية في وقت سابق من الاسبوع الماضي وعملية السلام المنعقدة في جيبوتي والتي تهدف الى مصالحة الحكومة والمعارضة توعد مسلحون اسلاميون بقيادة جماعة "الشباب" بمواصلة القتال. 

وقالت جماعة "الشباب" قبيل الانتخابات انها ستبدأ حملة جديدة من هجمات الكر والفر ضد الحكومة مهما يكن من وصل الى الرئاسة. وقال احمد ان هؤلاء الذين يقاتلون لفرض التطبيق المتشدد للشريعة الاسلامية في كل انحاء الصومال قد اساءوا تفسير الدين وانه سيحاول تصحيح ذلك.

واضاف ان حكومته لن تتساهل ازاء اي انتهاك للسلطة او الفساد ومعاملة الدول المجاورة باحترام. ورحب احمد ولد عبد الله مبعوث الامم المتحدة للصومال بالتصويت الذي جرى اليوم السبت ودعا الى التحلي بروح المصالحة. 

وقال بعد الانتخابات "اتمنى وانني واثق من ان المجتمع الدولي سيتعاون مع السلطات الجديدة شريطة ان تظهر تصميمها على تشجيع قيام صومال مستقر ومتسامح."

وقتل خلال العامين الماضيين اكثر من 16 الف مدني وعدد غير معروف من المقاتلين خلال تمرد قاده اسلاميون ضد الحكومة وحلفائها العسكريين الاثيوبيين.

واضطر مليون شخص لترك ديارهم في الوقت الذي يعتمد فيه ثلث السكان على المساعدات الغذائية فيما تصفه وكالات الاغاثة بواحدة من اسوأ الازمات الانسانية في العالم.

وانسحب رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين الذي كان يعتبر المنافس الرئيسي لاحمد على الرئاسة من السباق بعد حصوله على 59 صوتا فقط في الجولة الاولى من الانتخابات.

وخاض مصلح محمد سياد نجل الدكتاتور الصومالي السابق محمد سياد بري جولة الاعادة ولكنه خسر خسارة مدوية بعد حصوله على 126 صوتا مقابل 293 صوتا لاحمد.

ويشكك صوماليون كثيرون في ان تؤدي عملية جيبوتي الى احلال السلام في نهاية الامر قائلين انه مهما يكن من سيتولى الرئاسة فانه سيواجه تهديدا كبيرا من قبل الفرقاء الآخرين وان انتخابات تجري في الخارج ستفتقر الى الشرعية.