خبر موقف الـ « بي بي سي » يعبر عن الانحياز للعدوان الصهيوني ..مصطفى الصواف

الساعة 10:59 ص|30 يناير 2009

 

يثار جدل كبير حول موقف الـ "بي بي سي " هيئة الإذاعة البريطانية بعد موقفها الرافض لنشر نداء إغاثة للفلسطينيين في قطاع غزة عبر شاشاتها وأدواتها الإعلامية بدعوى الحيادية.

 

ولكن نود أن نؤكد هنا أن لا حيادية في الإعلام، ولكن يجب أن يكون هناك موضوعية ومهنية وشفافية ونقل للحقيقة، فهذا شيء يجب أن يكون، ونريد أن نذكر القائمين على هيئة الإذاعة البريطانية أن رفضكم نشر النداء هو انحياز كامل لـ(إسرائيل) وهذا يخرجكم من الحيادية التي تدعونها ويضعكم في مصاف المؤيدين للعدوان الصهيوني على قطاع غزة والمناصرين له، وحديثي هذا يتعلق في سياسات ال "بي بي سي" ، وليس في العاملين فيها وخاصة القسم العربي من العرب المسلمين والذين تتقطع قلوبهم على ما يجري في قطاع غزة من جرائم حرب ومجازر وإرهاب على أيدي قوات الاحتلال.

 

ولكن المشكلة في أن الانحياز في السياسة الخارجية البريطانية إلى جانب (إسرائيل) انعكس على الـ  "بي بي سي" لأنها واحدة من المؤسسات التي ترسم سياستها وفقا للسياسة الخارجية البريطانية التي تتولى رسم السياسة العامة لها كونها واحدة من الأدوات التي تتبع لها في الإعلام الموجه والذي يخدم السياسة البريطانية، والسياسة البريطانية لازالت معادية لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بل هي المسئول المباشر عما وقع ويقع للشعب الفلسطيني، ولكن يجب أن نفرق بين سياسة الـ "بي بي سي"وعمل المراسلين مع هذه المؤسسة من الصحفيين الفلسطينيين تحديداً، فهم شيء مختلف عن إدارة المؤسسة البريطانية ، أتمنى أن يعملوا جاهدين على خدمة القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني وأن يجدوا الطريقة المناسبة من أجل استغلال هذه الدقائق والثواني الممنوحة لهم خلال نقلهم للوقائع والأحداث وتغطيتهم الصحفية في خدمة القضية وضد الموقف الصهيوني ولو فعلوا ذلك لن يخرجوا عن الموضوعية والمهنية لأنه مهما وصفوا وحشية العدوان وحملوا الاحتلال المشكلة لن يخرجهم ذلك من موضوعية العرض والتقديم.

 

 وهنا أنا أقدر كثيراً هؤلاء المراسلين لأنهم كانوا موضوعيين وقدموا حقيقة ما يجري على الأرض وكانوا بالفعل جنوداً في معركة الدفاع عن الحقيقة.

 

لذلك يجب أن ينصب جام غضبنا على سياسة الـ  "بي بي سي" وضرورة الضغط عليها من أجل إعادة النظر في موقفها المنحاز وغير الحيادي الداعم للإرهاب الإسرائيلي، أو بالفعل نعيد نحن الفلسطينيين والعرب والمسلمين تقييم موقفنا من هذه المؤسسة البريطانية ونوقف التعاون معها إن واصلت إدارتها في العناد وأبت إلا أن تكون منحازة للإرهاب الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وإدانة العدوان عبر نشر هذا النداء ذي البعد الإنساني والذي لا علاقة له بالسياسة في الانحياز وعدم الانحياز.

 

إن الموقف المعلن لإدارة مؤسسة الـ  "بي بي سي" موقف غير سليم ويجب أن تعيد هذه المؤسسة، التي تحوز على قدر من الاحترام في العالم العربي، حساباتها وما لم يتغير موقفها أعتقد أنها ستخسر كثيراً من الاحترام بل لربما يكون هناك موقف معاكس تماماً لاحترام وتقدير المستمع والمشاهد العربي والإسلامي بما لا يخدم مصلحة المؤسسة.

 

النداء إنساني والموقف منه هو موقف يخرج الـ "بي بي سي" عن حياديتها لو أردنا الحديث عن الحيادية في الـ "بي بي سي" والتي بحاجة إلى دراسة علمية منهجية وليس كلاماً عاطفياً.

 

من مصلحة الـ "بي بي سي" أن تنشر هذا النداء، دون ذلك سينظر لهذه المؤسسة على أنها جزء من الإعلام الصهيوني المعادي  وأنها ضد مصالح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وهذا في غير صالحها، على البريطانيين أن يشكلوا وسيلة ضغط على إدارة الـ "بي بي سي" لاتخاذ موقف لصالح نشر النداء، وكذلك يجب أن يكون هناك ضغط من العرب والمسلمين وكل الأحرار في العالم وإلا سيكون هناك موقف مختلف وتعامل مختلف.