خبر حكومة وليس معجون أسنان / هآرتس

الساعة 09:45 ص|30 يناير 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

كاتب دائم في الصحيفة

        (المضمون: مع ليبرمان وشاس المؤيدان لبيبي، فان خطر صعود حكم اليمين هو ملموس وفوري. وكعادته، بيبي لن يكشف الحقيقة ولكن واضح أن انتصار كتلة اليمين هو وصفة مؤكدة للمواجهة مع ادارة اوباما - المصدر).

        "أنباء سيئة هي أنباء طيبة" – هذا هو شعار تد تيرنر، مؤسس سي.ان.ان، في محاضرة القاها في اثناء زيارته الى اسرائيل قبل بضع سنوات. وضرب تيرنر مثالا وقال، اذا كان طفلا يمرر امرأة عجوز على الطريق، فهذا ليس نبأ. ولكن اذا كان يغتصبها بعد ان يكون مررها، فهذا عنوان رئيس. نزعة الفضول لامور غير طيبة لا يسمح باطلاق قصص القبعة الحمراء.

        في بث الدعاية الانتخابية، وفيه رئيسا وزراء سابقان، يشوشان على سلوكهما واخفاقاتهما بالتظاهر بانهما "تغيرا"، يتنافسان ضد مرشحة شابة ويعزفان على عدم تجربتها – يعمل استراتيجيوها الان لخلق الشيطان. في عهود مباي كان الشيطان مناحيم بيغن، الذي قدم كفاشي، وصورته وهو يرفع يدا نازية غطت ذات مرة حيطان منازل تل أبيب.

        الخصم الاساس للفني هو بيبي، وليس باراك. ورغم أن لباراك سجل من خسارة العدد الاكبر للاصوات في أي سباق على رئاسة الوزراء، فمن الاكثر معقولية الافتراض بانه سيرتبط بلفني اذا افلحت بما فيه الكفاية في جمع الاصوات الكافية كي تشكل حكومة. ولكن باراك غارق في ذاته، هكذا على الاقل بدا في اول يوم للبث. هذا حصل في يوم غير ناجح، تباهى فيه بان "هدوءا طويلا امامنا في الجنوب"، بفضل حملة "رصاص مصهور" والردع الذي وفرته، وحماس عقدت كمينا قتل فيه جندي من الجيش الاسرائيلي واستؤنف تبادل النيران.

        ولكن هذا لم يمنع باراك من  تركيز بثه الاول على نفسه، على سجله وقدرته على "النظر الى الامة في العينين والامساك بالدفة بيد ثابتة". ومقابل هذه القصيدة كان للفني الشجاعة لاطلاق شعار شارون "السير كديما (الى الامام) يعني بلاد اسرائيل، ولكن ليس كل بلاد اسرائيل". منذ زمن بعيد لم تطلق حقيقة كهذه في جملة قصيرة بهذا القدر.

        صحيح ان ليس للفني تجربة كرئيسة وزراء، ولكن مع بيبي توجد لنا تجربة ما كنا نرغب في أن نكررها. دعائيو كديما يستعدون لهجوم شامل وموثق على اكاذيب بيبي، على أنه عرض عليه ان يكون وزير مالية في حكومة ايطاليا؛ على قوله انه يذكر "الكولونات" - الجنود البريطانيين سيئي الصيت والسمعة – في الوقت الذي ولد فيه بعد سنة من مغادرة البريطانيين البلاد؛ عن قصة افتراءاته في حرب يوم الغفران.

        بيبي وباراك يكثران من طرح اسحق رابين كمثال، والذي بعد ولاية فاشلة اصبح في ولايته الثانية احد عظام قادة اسرائيل. ولكن الرجلين ينسيان ان يذكرا، انه مرت 15 سنة بين سقوط رابين وعودته الى الحكم. ولكن حتى كرئيس وزراء فاشل، يذكرني محرر "دافار" السابق داني بلوخ، خفضت الحكومة التضخم المالي، اعادت بنا الجيش بعد حرب يوم الغفران ووقعت على الاتفاق المرحلي مع مصر. لا بأس، حيال صفر انجازات في عهد بيبي وباراك.

        مما رأيناه في هذه الاثناء يمكن اخذ الانطباع ان بيبي كعادته لا يقول شيئا ملزما يورطه. غير مرة تحدث عن الحاجة الى تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين كوصفة للتسوية. فليسأل أبيه، البروفيسور بن – تسيون نتنياهو، اذا كان سيتخلى عن دولة يهودية، لو أن البريطانيين حسنوا وضعنا الاقتصادي.

        وبينما يركز باراك على شخصيته العبقرية وبيبي يرى نفسه رئيس الوزراء التالي، فان من قال الحقيقة كان ايلي يشاي وافيغدور ليبرمان. وذلك لانهما يقولان كل ما يريد بيبي أن يطلقه، حين يتظاهر ان الليكود هو حزب وسط. من يتذكر شاس في بداية طريقها، مع الصلوات والمزامير، رأى هذا الاسبوع حزبا يمينيا اوضح زعمه بانه مصمم على الانضمام الى ائتلاف مع الليكود. الشكاك في هذا الحين يمكنه حتى ان يشك في أن بينهما اتفاقا بالاحرف الاولى.

        ومقابل بيبي، يبدو ليبرمان الرجل الاكثر مصداقية في البث الدعائي. فهو لم يكن يحتاج الى كاتب نص، فقد قال ما يفكر فيه: "دون ولاء لا مواطنة". مشوق ان نعرف كيف كان سيعقب اذا قال سناتور أمريكي جملة كهذه عن المواطنين اليهود لامريكا العاطفين على اسرائيل والمساعدين لها.

        مع ليبرمان وشاس المؤيدان لبيبي، فان خطر صعود حكم اليمين هو ملموس وفوري. وكعادته، بيبي لن يكشف الحقيقة ولكن واضح أن انتصار كتلة اليمين هو وصفة مؤكدة للمواجهة مع ادارة اوباما.

        في هذه النقطة الحرجة من الحيوي أن تجرى مواجهة تلفزيونية عميقة بين المرشحين الثلاثة الاوائل. نحن نريد أن نسمع منهم الحقيقة. الى أين يريدون ان يقودوا الدولة، وليس أي معجون الاسنان هو الافضل.