خبر عمليات إعدام جماعية يرويها ناجون من الحرب على غزة

الساعة 08:18 ص|30 يناير 2009

فلسطين اليوم - غزة

شهادات الناجين من الحرب الإسرائيلية تثبت أن جيش الاحتلال أعدم عائلات بأكملها من بينهم أطفال ونساء وشيوخ في الحرب التي استمرت 23 يوماً على قطاع غزة، مخلفة أكثر من 1300 شهيد وخمسة آلاف جريح، لا سيما عائلة السموني التي شهدت عمليات إعدام جماعية.

 

فلم تتوقف مأساة آل السموني بعد دفن جثث الشهداء والدمار الذي حل بمنطقتهم، فأفراد هذه العائلة أضحوا كالتائهين في الأرض، يفتقدون عدداً ممن كانوا في عزبتهم ولم يعودوا إليها بعد انتهاء الحرب، وفى نفس الوقت لم يُسَجلوا ضمن الشهداء أو الجرحى الذين تم العثور عليهم.

 

ويبلغ عذاب من تبقى من هذه العائلة ذروته باختفاء أبناء الشهيد حمدي السموني والذي لم تجده الفرق الإغاثية التي ذهبت إلى المنطقة لعدم وجود اسمه لديهم رغم أن شهود عيان أكدوا استشهاده، ولم يعرف مصير أبنائه وزوجته حتى اللحظة.

 

المواطن نائل السموني أحد الناجين من المجزرة الذي شهد قتل (حمدي) أكد في "أنه رأى بأم عينه جنود الاحتلال وهم يلاحقونه"، متحدثاً عن مشاهد مرعبة للتمثيل بجثته ومعه عدة شهداء.

 

مُغيب وأسرته مجهولة

 

وقال الشاهد: "رأيت الجنود حين أطلقوا الرصاص عليه واستشهد ونقلوا جثته بالجرافات من مكان إلى مكان، وأخذوا يدفنون الجثث ثم ينبشونها بين السواتر ثم يدفنونها مجدداً ".

 

وما يثير استغراب وتساؤل أهالي العزبة أن طفلًي حمدي وزوجته مجهولا المصير حتى اللحظة، ويضيف: "لا ندري إن كانوا شهدوا المجزرة أم لا، فعدد المواطنين الذين تم تجميعهم كبير، لكنهم أيضاً ليسوا بين الشهداء ولم يعودوا إلى العزبة حتى الآن".

 

ويقول: "جاءت هنا مؤسسات الإغاثة ووزعوا مساعدات وطعام على الأهالي ونادوا على أهالي الشهداء والجرحى، لكن لم يذكر اسم حمدي رغم أنه شهيد، وأنا راجعت أحد المسئولين فقال لي أن اسمه غير موجود لديهم".

 

إعدام وتمثيل بالجثث

 

صور إعدام أخرى أدلى بها المواطن السموني الذي وصفها بالمقززة، وقال :"بعض الجرحى الذين أصيبوا خارج المنزل الذي تم فيه إعدام المواطنين أخذوا يزحفون حينما أطلق الجنود عليهم النار، ولاحقهم الجيش وقام بتعذيبهم".

 

وأضاف: "قتلوا عائلة الشهيد وليد السموني، أمه ووالده وإخوته الأربعة، وحينما أراد أن ينجو لاحقوه وقاموا بإطلاق النار ولم يكتفوا بهذا، بل نزل بعض الجنود من الآليات العسكرية وربطوه وهجموا عليه بآلات تقزز البدن".

 

وبعد وقف إطلاق النار عثر على وليد ابن السادسة عشر من عمره مدفوناً في الأرض، ويقول المواطن نائل:" وجدناه كما هو لأن جسده في الرمل، لكن لما أخرجناه كان مربوطاً بإحكام وكل جسده ممزق وعليه علامات تعذيب مخيفة".

 

ويفيد شهود عيان أن جيش الاحتلال مثل بجثة المواطن إياد عزات السموني الذي زحف لمسافة طويلة وهو مصاب، وحينما رأوه يناشد أحد معارفه أن يأتي له بإسعاف عبر الجوال قاموا بإطلاق النار عليه بشكل كبير، وقد عثر الصليب الأحمر عليه مكبل الأيدي إلى الخلف وقدماه مقطوعتان وقد ضاعت أجزاء من أعضائه.