خبر روح جديدة في الجيش..هآرتس

الساعة 01:48 م|29 يناير 2009

بقلم: يسرائيل هارئيل

كلما ازدادت التقارير حول نتائج معركة غزة خصوصا دافعية المقاتلين واهلهم والجمهور العريض العالية، كلما ازداد القلق في اوساطهم هذا القلق الذي اثر على روح الجيش الاسرائيلي في الجيل الاخير واثر على دافعيته نتيجة لذلك ("الارهاب غير قابل للهزيمة") وكل نظريات الجيش واساليبه القتالية الدفاعية الطابع التي بلورها لنفسه.

 

صحيح ان روحا جديدة قد انبعثت في الجيش. لم تعد معاركه الوحيدة التي ينتصر فيها خلال الخمسة وثلاثين عاما الاخيرة تلك المعارك التي يفوز فيها على ابناء شعبه (في عمونه وغوش قطيف). في هذه المرة لم تؤثر اجندة "اربع امهات" والمنظمات الشبيهة لها على روح القتال لدى الجنود – هذه المنظمات التي تسعى الى تسييس الضباط الكبار وحرفهم عن التركيز على الهدف.

 

لمن يكن صدفة تعالي اصوات وصراخ هذه الدوائر ضد نشاط الحاخام العسكري الفعال العميد ابيحاي رونتسيك. قائدة سلاح التوجيه الرئيسية التي تشد بخيوط هذه الهجمة وتدعي وعن حق ان ضباطها التابعين لها وليس الحاخاميين العسكريين هم المسؤولون عن توجيه الدافعية لدى الجنود وزيادتها. ان كان الامر كذلك فلماذا لم نراهم كما رأينا الحاخامات العسكريين يقومون بهذه المهمة في ارض المعركة؟ الجواب على ذلك بسيط:- سلاح التوجيه لا يركز على تعميق الجذور القومية والصهيونية – المربع الذي تدخل اليه الحاخامية العسكرية – بسبب وجود موقف عاجز ومتناقض من هذه المسألة لدى عدد غير قليل من افراده. ومن لا يؤمن بعدالة الطريق بصورة تامة لا يمكنه ان يربي الاخرين على هذا الطريق.

 

جل التأهيل الروحي لضباط التوجيه والارشاد يتم خارج الجيش الاسرائيلي ولذلك يطلعون على كل التيارات الروحية القائمة في الجيش اليوم. سلاح التوجيه والارشاد اختار اعدادهم في مركز مندل حيث لا توجد هناك ورشة واحدة تدور حول تعزيز الدافعية، اصحاب هذا المركز واغلبيتهم من جامعات امريكية ذوي اراء بعيدة عن الاجماع الاسرائيلي خصوصا العسكري منه. المدارس التي يزورها الضباط هي "مدارس للديمقراطية". اما المدارس التي يتعلم فيها اغلبية الجنود والضباط في الوحدات القتالية فهي المعاهد الثانوية التأهلية للجيش وهذه ليست موجودة في جدول جولات ضباط التوجيه والارشاد التطبيقية والتعريفية.

 

"المعضلة كوسيلة تربوية" هي احدى البرامج الاهم في الاستكمال. المربون الذين يقومون بتأهيل واعداد اغلبية القوة المقاتلة في الجيش الاسرائيلي لا يدعون لتأهيل ضباط التوجيه والارشاد وحتى في قضية "السلوك الاخلاقي في التقاليد والمواريث اليهودية" ليس هناك محاضر او حاخام لا تتطابق فلسفته مع روح المعهد الليبرالية، وهكذا هو الحال في كل البرامج.

 

من الواضح اذا ان الصراع ليس بين ضابط التوجيه الرئيسي وبين الحاخام العسكري الرئيسي وانما بين نهجين وتيارين روحيين. الاول يمثله المنقضون على الحاخامية العسكرية الرئيسية والذي قاد الجيش الى ضعف الايمان بعدالة الطريق. نتيجة لذلك تضررت القدرات الميدانية. التيار الاخر هو ذاك الذي ظهرت براعمه في عملية "الرصاص الصمهور" هذا التيار الذي يرتكز على التماثل التام مع الجذور الصهيوينة والقومية (وليس الدينية بالتحديد) لدولة اسرائيل.

 

يحدونا الامل بان تكون اليقظة التي ظهرت في المعركة الاخيرة مبشرا ببداية خروج الجيش من الطريق المسدود في العمل الميداني الناتج عن التشويش الروحي الذي كان غارقا فيه. ان كان الجيش الاسرائيلي يرغب في العودة الى قدرة الانتصار الاكيد (هذا الانتصار لم يتحقق في العملية الاخيرة كما برهنت عملية العبوة الناسفة عند الجدار بالامس الاول) – من المحظور ان يقوم رئيس هيئة الاركان بالسماح لتيار ونهج ضابط التوجيه الرئيسي على نهج الحاخام العسكري الرئيسي.