خبر حل سياسي: على متن التايتنك..إسرائيل اليوم

الساعة 01:41 م|29 يناير 2009

بقلم: غونين غينات

يوم الجمعة الماضي نشر في "هآرتس" بحث فحص لماذا كان بين الذين قضوا نحبهم في مصيبة التايتنك تركيز عال من البريطانيين. السبب في ذلك، كما تبين، كان جنتلمانيتهم. في المكان الذي كان ينبغي فيه الانقضاض على قوارب الانقاذ، تصرفوا كجنتلمانيين.

 

ان ثمة شيء شاعري في ان "هآرتس" بالذات نشرت هذه القصة، كون هذا البحث بدا كمثال على سلوك اسرائيل في الشرق الاوسط. المباحثات في مسألة ما هي اداب المائدة المناسبة عند مواجهة اشباه البشر ممن يقصون على مدى السنين سكان مدنيين، ليست قصة عن بحث يعنى بحدث من العام 1912 – بل هي قصتنا هنا.

 

الحرب الاخيرة، واجمالي الاحداث في السنوات الاخيرة تستوجب اعادة التفكير  بحل الدولتين. لا يمكن التصرف باستقامة ولا يمكن التجول بعيون مفتوحة – وفي ذات الوقت الادعاء بان هذا ينجح. جربنا هذا، والثمن فقط ارتفع: هذا بدأ بالمخربين الانتحاريين، استمر بالباصات المتفجرة وانتهى بالصواريخ. توجد ادلة كثيرة على أن هذا ليس الحل، وانه لا توجد ادلة في الاتجاه الاخر.

 

بعد عشر سنوات من التجارب على بني البشر، يتبين أن الفلسطينيين يفهمون التنازلات كضعف.

 

في هذا السياق من النزاهة بمكان الحديث هذه المرة بعموميات: حماس لم تسيطر على سكان قطاع غزة ضد ارادتهم، فهم انتخبوها باغلبية كبيرة، وهي حصلت على هذه الاغلبية بعد ان أخلت اسرائيل المستوطنات، القت باليهود من البيوت التي سكنوها عشرات السنين بل وفعلت ذلك امام ناظريهم ودون أن تطلب أي مقابل. اما الفلسطينيون فردوا على ذلك بحرب نشطة. هذه هي الحقائق، لا تقديرات عما متوقع أن يحصل.

 

حقائق فقط: الفلسطينيون تباهوا بمئات الانفاق التي بنوها تحت الحدود. في تلك الانفاق فضلوا تهريب الصواريخ وليس الادوية. وهذا يحصل في نفس الوقت الذي يشتكون فيه من الوضع الصحي الفظيع.

 

وهذا يحصل الان ايضا، بعد الضربة التي تلقوها: فهم لا يريدون أدوية، بل سلاح. حتى هنا الحقائق، وليس التقديرات.

 

الان حان دور التقديرات: ما هي احتمالية اننا اذا ما كررنا مرة اخرى هذه التجربة وأخلينا المزيد من المستوطنات، هذه المرة في يهودا والسامرة، واعطيناهم استقلالا في يهودا والسامرة، فانهم سيتصرفون على نحو مختلف؟

تسيبي لفني، مثلا، رغم أن الحقائق اثبتت العكس، تعلن أن فقط الاستمرار في هذا الاتجاه هو الذي سيجلب السلام.

 

هكذا فكرت في عهود فك الارتباط البهيجة والان تشرح، بجدية بالغة، بان من ليس مستعدا لتكرار هذه التجربة، فانه "متطرف". في اليومين الاخيرين تبين أن ليس فقط الفايغليين بل وحتى دان مريدور، غير المستعد لان يكون الجنتلمان البريطاني على التايتنك هو الاخر "متطرف".

***

 

توصية لفني – المشابهة تماما لحل ميرتس وحداش – هي تحويل دولة اسرائيل باسرها الى "غلاف قلقيليا"، "غلاف طولكرم"، "غلاف رام الله". او باختصار "غلاف الدولة الفلسطينية" وللدقة، الموقع الذي يتلقى الضربات من الدولة الفلسطينية.

بتعبير آخر ما تقترحه علينا لفني هو ان نكون الجنتلمان البريطاني على متن التايتنك وان نغرق معها. لشدة الحظ، لم نتميز ابدا بقدر اكثر مما ينبغي بهذه الاداب.