خبر يهود تركيا يخشون تصاعد مشاعر العداء لهم بعد حرب غزة

الساعة 12:36 م|29 يناير 2009

فلسطين اليوم-وكالات

تحدث يهود تركيا عن تصاعد في الأعمال المعادية للسامية المرتبطة بالنزاع في غزة في الأيام الأخيرة، متهمين الحكومة المنبثقة عن التيار الإسلامي بتشجيع ذلك بانتقاداتها الحادة لإسرائيل. ومنذ الهجوم الواسع الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة لضرب "حماس" وأدى إلى استشهاد 1330 فلسطينيا بين 27 كانون الأول (ديسمبر) و17 كانون الثاني (يناير)، تضاعفت تظاهرات الدعم للفلسطينيين في تركيا الدولة المسلمة والعلمانية في آن، حليفة الدولة العبرية.

 

وفي الوقت نفسه استهدفت عمليات معزولة الجالية اليهودية المحلية الموجودة في الأناضول منذ العصور القديمة وتقدر اليوم ب23 ألف شخص بينهم عدد كبير من اليهود الشرقيين الذين طردوا من اسبانيا الى الإمبراطورية العثمانية بعد 1492. وفي اسطنبول وازمير (غرب)، غطت رسوم معادية للسامية جدران كنيسين بينما هدد ضابط صف مجندا يهوديا، حسبما ذكر لوكالة فرانس برس مسؤول في الجالية طلب عدم كشف هويته.

والتقطت صور لأعضاء جمعية يرفعون لافتات تمنع اليهود من دخول مكاتبها بينما نسبت سائل الأعلام الإسلامية المتطرفة بانتظام المآسي التي حدثت في غزة الى اليهود. ومع انه لم تحدث اي هجمات، كانت هذه الحوادث كافية لإثارة قلق اليهود في تركيا.

 

وعقد أعضاء هذه المجموعة الأسبوع الماضي اجتماعهم الفصلي شارك فيه هذه المرة الف شخص جاؤوا للتعبير عن مخاوفهم، بينما لا يحضره عادة اكثر من مئة شخص. وقال الصحافي اليهودي افي حاليغا في اذاعة "اجيك راديو" في اسطنبول ان "الاصدقاء اليهود الذين اتحدث اليهم قلقون جدا ويخشون اعتداء بالقنبلة او هجوما".

من جهته، اكد الباحث المتخصص بتاريخ يهود تركيا رفعت بالي "منذ اعتداءات 2003 في اسطنبول يعيش اليهود في خوف دائم من ان ينقلب الخطاب المعادي للسامية الى اعمال ارهابية".

 

وكان اربعة انتحاريين ينتمون الى القاعدة، فجروا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003 آلياتهم امام كنيسين وقنصلية بريطانيا وفرع لمصرف بريطاني، مما ادى الى مقتل 63 شخصا.

 

من جهة اخرى، تثير الانتقادات الحكومية لإسرائيل والعلاقات التي تربط بين تركيا وحركة "حماس" التي تعتبرها الدولة العبرية منظمة ارهابية، قلق اليهود. وفي رسالة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، انتقدت خمس منظمات يهودية اميركية السلطات التركية لانها "اججت الاجواء" بخطابها بينما نشرت صحيفة "راديكال" رسالة من عالمة نفس يهودية تعبر عن قلقها من تساهل الدولة حيال معاداة السامية. وقلل افي هاليغا من شأن هذه الاتهامات.

 

وقال "في كل ازمة في الشرق الاوسط تظهر معاداة السامية مجددا في تركيا. الجديد اليوم هو ان الحكومة تخلت عن السياسة التقليدية التركية الموجهة الى الغرب حصرا وقررت ان تلعب دورا نشطا في المنطقة". واضاف "بنظري انه امر ايجابي حتى اذا كان ذلك يمكن ان يشجع على التظاهرات هنا"، منتقدا الحكومة "باستغلال الانفعالات" التي سببتها غزة مع اقتراب الانتخابات البلدية في نهاية آذار (مارس). وفي مواجهة هذا القلق، اشاد نائب رئيس الحكومة جميل جيجيك الاثنين ببعض شخصيات الجالية اليهودية واكد ان "كل المواطنين يتمتعون بالحقوق نفسها" في تركيا.