نتنياهو أمام معضلة كبيرة

محللان: رد المقاومة قادمٌ والاحتلال الإسرائيلي مقيَّد

الساعة 03:43 م|11 يوليو 2019

فلسطين اليوم

حالة من الهدوء والترقب تسود قطاع غزة، بعد تصريح كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة "حماس" عن نيتها الرد على اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي لأحد مقاوميها من "حماة الثغور" بشكل متعمد خلال تأديته واجبه الوطني، في الوقت الذي أكد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحضير الاحتلال لحملة واسعة ضد قطاع غزة.  

وقالت القسام في بيان مقتضب: "الاحتلال تعمد إطلاق النار على أحد مجاهدينا (...)، ونؤكد أنها لن تمر مرور الكرام وسيتحمل العدو عواقب هذا العمل الإجرامي".

وكان نتنياهو قال خلال تواجده في مدينة عسقلان المحتلة، "أفضل أن تكون هناك تهدئة، لكننا نستعد لحملة واسعة ومفاجئة في غزة".

المحلل السياسي مصطفى الصواف قال إن استشهاد أحد عناصر كتائب القسام يضع حدًا لحالة الهدوء ربما بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، مبينًا أن الاحتلال تعمد إطلاق النار وهو الأمر الذي لن يمر دون رد من قبل المقاومة.

وأشار الصواف في حديثه لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى وجود إجماع من قبل فصائل المقاومة على ضرورة معاقبة الاحتلال على فعلته والتأكيد على أن دم الشهيد لن يذهب هدرًا، مستدركًا: "لكن لا أعتقد أن كلا الطرفين يسعيان إلى جر الأمور إلى حرب طويلة الأمد".

وأضاف: "هناك حديث يدور عن إخلاء نقاط الرصد، والأمر يعطي دليلًا أن المقاومة لديها الجاهزية للرد، والتي سبق وأن حذرت الاحتلال أن أي عدوان على الشعب الفلسطيني سَيُواجه بردٍ من المقاومة"، منوّهًا إلى أن طبيعة الرد تعود لحسابات المقاومة في اختيار الوقت والمكان المناسبين.

وفي سياق متصل أوضح الصواف أن تصريحات نتنياهو تهدف إلى إرضاء الجبهة الداخلية الإسرائيلية قُبيل الانتخابات، لافتًا إلى أن الجيش الصهيوني على الأقل في الفترة القريبة ليس لديه استعداد للقيام بحملة عسكرية كبيرة في قطاع غزة، كونه يعلم النتائج التي يمكن أن تترتب في حال أقدم على القيام بهذه الحملة.

من جانبه قال الخبير العسكري، واصف عريقات، إن نتنياهو سيكون أمام معضلة كبيرة في حال ردت المقاومة الفلسطينية على اغتيال أحد عناصرها، إذ أنه من الصعب عليه أخذ القرار بالتصعيد من عدمه.

وأوضح عريقات في حديثه لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن نتنياهو يصرح كثيرًا ويهدد كثيرًا لكن على أرض الواقع هو مقيد، مضيفًا: "نتنياهو ذاهب لانتخابات الآن ويدرك تمامًا أن تصعيد العدوان على قطاع غزة سيقابله رد ربما يكون أكثر مما يتوقعه الاحتلال، في الوقت الذي يحاول فيه قدر الإمكان أن تكون لغة التهديدات أكبر من العمل على الأرض".

ولفت عريقات إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى تصعيد عسكري محدود مسيطر عليه، متسائلًا "لكن هل يضمن أن يبقى محدودًا ومسيطرًا عليه؟".

وأكد أن الجانب الفلسطيني معني أن يكون هناك التزام بالاتفاقيات و"إسرائيل" نكثت العهود، ومن حق الفلسطينيين أن يحركوا الأمور بالطريقة الوحيدة التي تفهمها "إسرائيل" وهي لغة الدفاع القوي عن النفس.

وأشار إلى أن الجانب المصري دائمًا وأبدًا يلعب دورًا رئيسيًا في ملف التهدئة في قطاع غزة، ولكن ليسوا هم الأساس في ذلك، كون "إسرائيل" مستمرة في خداعها وكذبها، وعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه.

 

كلمات دلالية