تقرير عائلة أبو هيكل في تل الرميدة بالخليل..صمود وسط استيطاني من كل الجهات

الساعة 12:44 م|10 يوليو 2019

فلسطين اليوم

في منزلها في حي تل الرميدة جنوب مدينة الخليل بالضفة المحتلة، تحاول العمة "هناء أبو هيكل" أن تكمل مسيرة والدها الذي بقيت أنفاسه معلقة بين السماء والأرض حتى وعدته أن تحافظ عليه، بالرغم من تهديدات المستوطنين المستمرة ومحاولاتهم إخراجهم من البيت لأكمال بناء تجمعهم الاستيطاني.

"أبو هيكل" خاضت حربا قانونية طويلة مع الاحتلال لتحافظ على منزل عائلتها، قالت إنها توجهت إلى كل محاكمهم الإسرائيلية انتهاءا بما يسمى بمحكمة العدل بعد أن حصلت على ثلاثة قوانين غير مطبقة، والأن تنظر بصمودها وبيتها وأسرتها صوب محكمة الجنايات الدولية.

وتسكن عائلة "أبو هيطل" منذ مثات السنين في منطقة تل الرميدة أو كما يسمى بجبل الخليل، والبيت الذي تسكنه الأن هو بيت والدها الذي بناه في العام 1959، والأن يزاحمها على بيتها وحقها فيه مستوطنين أقاموا مستوطنتهم في العام 1984 بادعاء أنها أراضي مستأجرة من حارس أملاك الغائبين ومقبرة مستأجرة من أوقاف الخليل.

في حينه كانت المستوطنة عبارة عن أربعة كرفانات حتى العام 1994 عندما حاولوا البناء فكانت القضية الأولى التي استطعنا خلالها بالفعل إيقاف البناء، حتى العام 2000 عندما قطعوا الطريق علينا ومنعونا من المرور وأغلقوا بالكامل، في العام 2002 وقعت العملية البطولية لسرايا القدس "زقاق الموت" في وادي النصارى في الخليل، والتي قتل فيها 13 صهيونيا من بينهم نائب حاكم منطقة الخليل، بعدها زار "شارون" المنطقة وأعطى الضوء الأخضر للبناء رغم قرارات المحكمة.

حينها حاولت "أبو هيكل" من جديد بالقضاء التوجه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ورفعت قضية بمساعدة أحد خبراء الأثار الإسرائيليين أثبتت فيها أن البناء سيكون على أثار ولكن لم يحترم أحد قرار المحكمة وتم البناء على الأرض. وهذا البناء هي التي غيرت مجرى حياة العائلة بالكامل.

فعلى مدخل البيت بنى معسكر جيش يغذي كل نقاط الخليل وجبل الخليل كمركز رئيسي، ومستوطنة التي بنيت، وزاد الأمر سوءا عندما احتلوا منزل عائلة البكري وطردوا العائلة منه، والذي يقع في الجهة الثالثة من المنزل.

ومن العام 2003 وحتى الأن تعيش العائلة صراع مع المستوطنين وجنود الاحتلال الذين يحمونهم باستمرار، وتحول البيت إلى سجن وسط امتداد استيطاني واحتلالي من جميع الجهات، أستدعى تشييك محيطه بالكامل ونوافذه وحتى الشرفة التي أصبحت منفذ العائلة الوحيد لفت بالكامل بالتشييك.

أبنه الأخ الصغرى "يارا" 14 عاما تروي معاناتها منذ الصغر من اعتداءات المستوطنين والخوف الدائم عليهم ومنعهم من التحرك بدون مرافق من أبيهم أو والتقطع أكثر من حاجز لتصل إلى مدرستها ودائما يتم اعتراضها وأشقائها من قبل المستوطنين.

تستذكر "يارا" قبل أيام اعتداء المستوطنين على المنزل حينما اقتحم محيط المنزل أطفال المستوطنين وقاموا بكسر نوافذ المنزل والصراخ عليهم وهم نيام بإن عليهم الرحيل، قالت:" رغم أن الاعتداءات متكررة ولكن في كل مرة يكون خوفنا أكبر".

وأشارت "يارا" إلى ما وقع مع شقيقها قبل سنوات عندما حجزه الجنود لساعتين على الحاجز وهو ذاهب لتقديم الامتحانات النهائية " التوجيهي" ولم يتمكن من تقديم امتحانه.

ورغم هذه المعاناة تقول "يارا" أن لا خيار لديها سوى الصمود في المنزل الذي كان وصيته جدها لهم جميعا، قالت " جدي أوصانا في هذا البيت، وهو حقنا الذي لن نتنازل عنه مهما ضيقوا علينا". موقف الطفلة الصامد على أرضها وبيتها مستمد من موقف العائلة الرافض لأي مساومة للتنازل عن منزلها أو التخلي عنه، كما تقول العمة "أبو هيكل" ولكن هذا الصمود يحتاج إلى مساندة ودعم فالزيارات للبيت هو ما يعطي الحماية للعائلة وللأطفال:" كل الأطفال كانوا بحالة فرح عندما علموا بزيارتكم أنتم الصحافيين لنا، خلال وجود زوار لدينا يمكنهم اللعب بحرية و الخروج إلى المحيط دون أن يعتدى عليهم"، قالت لنا.

كلمات دلالية