كتب الصحفي فتحي صباح: القهر حد الموت

الساعة 11:24 م|09 يوليو 2019

فلسطين اليوم

انفجرت بالبكاء مساء اليوم كطفل صغير ضاع من اهله، بعدما شعرت ان ابنتي ريما تضيع من بين ايدينا بسبب سياسات السلطة الفلسطينية، خصوصا دائرة العلاج في الخارج في وزارة الصحة.

بكيت ليس ضعفا بل قهرا وخوفا على حياة ابنتي.

مدير الدائرة د هيثم الهدري وقع الاحد الماضي لبنتي ريما تغطية مالية لاستكمال العلاج من مرض السرطان الذي اصيبت فيه قبل ٧ سنوات في مستشفى هداسا عين كارم في القدس بقيمة ٢٧١ شيكلا فقط تشمل فقط "كشفية" طبيب.

شوفو يا عالم

ظهر الجمعة اتصل عليّ رئيس الحكومة د محمد اشتية مشكورا وسألني عن مشكلة ريما فشرحتها له بالتفصيل ووعدني ان يتحدث لوزيرة الصحة د مي كيلة (لم ترد على اتصالاتي ورسائلي منذ نحو اسبوعين بالمرة) كي توقع على التحويلة والتغطية المالية.

وانا بصراحة سعدت وارتحت لسببين الاول لان ابنتي ستحصل على تحويلتها بعد معاناة حوالي شهر والثاني ان رئيس الحكومة اهتم بالقضية بعد النشر الخميس الماضي واتصل بنفسه وهذا امر ايجابي.

قبل ذلك انا قدمت شكوى للهيئة المستقلة لحقوق الانسان وبناءً عليها تدخل مشكورا مديرها العام د عمار  الدويك الذي تحدث مع د الهدري وابلغه بانه وقع التحويلة والتغطية المالية.

وايضا اتصل مشكورا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مسؤول ملف اللاجئين د احمد ابو هولي.

وعندما راجعنا واعترضنا على ان التغطية لا تكفي ولا تشمل التحاليل والادوية قالوا لنا إنه في حال تطّلب الامر مزيدا من المال للتغطية فإن المستشفى ستتصل مع الدائرة وهي ستلبي الطلبات، فصدقنا ذلك، وتوجهت ريما اليوم الثلاثاء الى مستشفى هداسا وهناك تبين ان التغطية لا تشمل سوى "كشفية" فقط، فطلب اطباء هداسا تغطية اضافية للدواء وتحاليل الدم، الذي يعتمد العلاج على نتائجه بالدرجة الاولى، فوافقت الدائرة على تغطية التحاليل ولم توافق على تغطية الادوية.

هل يُعقل هذا، كيف يمكن ان يقبل عقل طفل صغير وليس طبيب ان يتم اجراء التحاليل والعرض على الطبيب ولا يُصرف دواء لمريضة بلوكيميا الدم ولديها عملية زرع نخاع قبل حوالي عامين؟!

هل لدى هؤلاء قلب؟ هل لديهم مشاعر؟! هل لديهم اطفال وابناء يخافون عليهم من ان تُصيبهم دعوة مرضى مظلومين يعانون الامرّين؟! مرضى لا ينامون طول الليل وهم يتألمون، مرضى لا تحتمل اجسادهم الهشة ارتداء الملابس، مرضى تجرعوا جرعات كيماوي تكاد تُذيب جبلا لو صُبت عليه.

هل هذه هي المسؤولية المكلفة بها الحكومة والوزارة امام الله والناس؟! اين ضميركم؟! اين انسانية مهنة الطب؟!.

انا لا اطالب برحلة سياحية (علاجية) الى اميركا او اوروبا، ولا اطالب بأن يزرعوا قمرا او شمسا في صدر ابنتي، بل اطالب بحق ابنتي وحق كل المرضى في العلاج وهذا حق لكل مريض ليس له علاج في المستشفيات الفلسطينية.

واخيرا اين ذهبت وعود رئيس الحكومة وابو هولي وغيرهم لي؟!

يكفي تلاعب بارواح المرضى وحياتهم، ومنهم ابنتي ريما.

ساقاتل كل العالم من اجل ان تحيا ابنتي.

الدائرة الحمراء اعلى اليمين توضح المبلغ والاخرى اسفل يسار التحويلة تظهر انها تشمل كشف طبيب فقط.

كلمات دلالية