خبر « إسرائيل » تواكب ميتشل بتهديدات في كل الاتجاهات

الساعة 07:18 ص|29 يناير 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

لم يشأ الرئيس “الإسرائيلي” شمعون بيريز نفي وجود ضغوط أمريكية على “إسرائيل”، لكنه قلب المعادلة بقوله بحضور مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل، إن “إسرائيل” هي التي تضغط على الولايات المتحدة، فيما طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل أيهود اولمرت بعودة السلطة إلى غزة، وجدد ميتشل التزام واشنطن بما يسمى أمن “إسرائيل” ومنع تهريب الأسلحة إلى غزة، في وقت تسابق قادة “إسرائيل” في توزيع التهديدات جنوباً ضد غزة وشمالاً ضد لبنان وبعيداً ضد إيران.                   

 

واعتبر مسؤول عسكري “إسرائيلي” قرار وزير الحرب، إلغاء زيارته الى واشنطن بدعوى توتر الأوضاع في غزة، مؤشرا للتصعيد ضد غزة. وجاء قرار باراك في أعقاب اجتماع لمجلس الحرب المصغر، وقال باراك ان ما سينفذه الجيش من عمليات لن يطرح عبر وسائل الأعلام بل ستعرف تفاصيله على ارض الواقع.

 

وكان الرئيس “الإسرائيلي” شمعون بيريز قد قال في ختام لقاء مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشل إنه “لا يوجد تناقض بين مواقف الولايات المتحدة و”إسرائيل”، ومثل الولايات المتحدة فإن “إسرائيل” تريد السلام وتعتقد أنه ينبغي محاربة الإرهاب وعلى رأسه حماس وإيران”. وأضاف “يقولون أن الولايات المتحدة والإدارة الجديدة سيضغطان على “إسرائيل”، لكن عمليا نحن الذين نضغط على الولايات المتحدة لمساعدتنا على تحقيق السلام ومحاربة “الإرهاب” وأنا واثق من أننا سنعمل معا ونتعاون على إنجاح هذه المهمات”.

 

من جانبه قال زعيم اليمين “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو إنه “على الصعيد الأمني، المهمة الأكثر أهمية هي منع إيران من اقتناء القنبلة النووية (...) كل سياستنا ستخصص لمنع هذا التطور الخطير”. وأوضح “سوف نواجه أيضا تشعبات الإرهاب الإيراني، حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب. أريد ان تكون الأشياء واضحة: على المدى الطويل، لا يمكننا ان نقبل قواعد إرهابية إيرانية في ضواحي عسقلان واشدود وتل أبيب”.

 

تهديدات أخرى جاءت من الجو أيضاً إذ وصف قائد سلاح الجو “الإسرائيلي” اللواء عيدو نحوشتان جهود الدول الغربية الرامية لوقف البرنامج النووي الإيراني، بأنها فاشلة ومخيبة للأمل. ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن نحوشتان قوله خلال مؤتمر الفضاء الدولي في مدينة “هرتسيليا” وسط فلسطين المحتلة إن منع إيران من حيازة قدرة نووية أمر مهم جدا لاستقرار العالم كله وأن هذا “التحدي” هو أحد القضايا المركزية التي ستشغل “إسرائيل” والعالم كله خلال عام 2009 والسنوات التالية. وأضاف أن “المحور الراديكالي يبدأ في إيران ويصل حتى الشرق الأوسط على شاكلة حزب الله”.

 

وتصدت المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال التي توغلت أمس، شرق مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة، مؤكدة في الوقت ذاته أنها سترد بكل قوة على أي حماقة يرتكبها الاحتلال “الإسرائيلي”. وقالت مصادر محلية وشهود في المخيم إن قوات الاحتلال انسحبت من شرق مخيم المغازي بعد عملية توغل محدودة لمسافة 500 متر، جرفت خلالها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وشنت الطائرات “الإسرائيلية”، فجر (أمس)، غارات جوية استهدفت أنفاق التهريب على الحدود المصرية. وتسابق قادة “إسرائيل” في إطلاق التهديدات ضد غزة وذهب بعضهم لتوسيعها لتشمل حزب الله وإيران.

 

وإذا كان الاحتلال سلط على غزة طائراته ودباباته لتنفيذ المحرقة الأبشع في التاريخ، فإنه يسلّط جرافاته لتلتهم أراضي الضفة الغربية حيث لا صواريخ ولا حتى عمليات مقاومة. وكشفت تقارير، أمس، عن ارتفاع كبير نسبته 60% في التوسع الاستيطاني عام 2008 قياساً بالعام الذي سبقه، حيث تم بناء 1500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية بما فيها القدس، وفقاً لتقرير حركة سلام الآن “الإسرائيلية”، مؤكدا أن هذا الارتفاع جاء بالتنسيق والتوافق مع وزارة الحرب. ووفقا لصحيفة “معاريف” العبرية فان الحركة أصدرت تقريرها بالتزامن مع بدء المبعوث الأمريكي، جورج ميتشل، زيارته للشرق الأوسط، باعتبار أن ميتشل كان سابقاً يكرر أن الاستيطان يقلل فرص السلام ويدعو الى وقفه.

 

وفي ختام لقائه مع رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود أولمرت في القدس المحتلة، أمس، شدد ميتشل على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار (دائم) ووقف دخول الأسلحة إلى القطاع. وأضاف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما “قال إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات، كما قال الرئيس إن الولايات المتحدة ستحافظ على التزامها النشط من أجل تحقيق قيام دولتين للشعبين، الواحدة إلى جانب الأخرى بأمن وسلام. من جانبه شدد اولمرت على أهمية عودة السلطة الى غزة كما صرح مسؤول “إسرائيلي” كبير. وقال هذا المسؤول ل “فرانس برس” ان اولمرت أوضح لميتشل انه “من الضروري بعد العملية المظفرة (المحرقة) ان تتقلص سلطة حماس وأن تكون السلطة الفلسطينية قادرة على ترسيخ قدميها من جديد” في غزة.

 

 

 

وحسب المسؤول فإن اولمرت أوضح أيضاً أن “فتح المعابر بصورة دائمة مع القطاع مرتبط بقضية الجندي الأسير جلعاد شاليت”.

 

وكان ميتشل التقى فور وصوله شمعون بيريز الذي قال في ختام اللقاء إنه “لا يوجد تناقض بين مواقف الولايات المتحدة و”إسرائيل”، ومثل الولايات المتحدة فإن “إسرائيل” تريد السلام وتعتقد أنه ينبغي محاربة الإرهاب وعلى رأسه حماس وإيران”. وأضاف “يقولون إن الولايات المتحدة والإدارة الجديدة ستضغطان على “إسرائيل”، لكن عمليا نحن الذين نضغط على الولايات المتحدة لمساعدتنا على تحقيق السلام ومحاربة “الإرهاب” وأنا واثق من أننا سنعمل معا ونتعاون على إنجاح هذه المهمات”.

 

وكان ميتشل أكد للصحافيين في القاهرة اثر لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك انه يعلق “أهمية كبرى” على “تمديد وتثبيت” وقف إطلاق النار في غزة.

 

وأكد أن الولايات المتحدة “ممتنة” للرئيس مبارك للدور الذي لعبته مصر من أجل التوصل الى هدنة دائمة في غزة.