خبر عودة التوتر للمناطق الحدودية بغزة جراء تصاعد الخروقات الإسرائيلية

الساعة 06:28 ص|29 يناير 2009

فلسطين اليوم-غزة

عاد التوتر للمناطق الحدودية شرق محافظة خان يونس، بفعل تصاعد الخروقات الإسرائيلية اليومية لوقف إطلاق النار.

 

وشهدت الأيام الماضية سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات المتعددة بحق المواطنين والمزارعين في بلدات القرارة وعبسان وخزاعة والفخاري شرق خان يونس، وأسفرت الخروق الإسرائيلية حتى الآن بحسب مصادر إعلامية عن سقوط شهيدين وإصابة نحو 15 مواطناً بجروح مختلفة، وتجريف أراض زراعية وإلحاق أضرار كبيرة بعشرات المنازل.

 

وقالت المصادر إن الخروق شملت قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بشن غارة جوية على مخيم خان يونس وقصف شرق بلدة القرارة بالأسلحة الثقيلة، إلى جانب عمليات توغل واجتياح في عدد من المناطق الحدودية، مؤكدة تواصل عمليات القصف اليومي من الدبابات والأبراج العسكرية المنتشرة على طول الشريط الحدودي صوب المنازل والأراضي الزراعية المتاخمة له.

 

وأشارت المصادر نفسها إلى أن قصف المنازل والأراضي لم يتوقف إطلاقاً شرق المحافظة، ما زاد من معاناة المواطنين والمزارعين وحرمهم من العودة لمنازلهم وأراضيهم الزراعية، لافتة إلى أن أصحاب المنازل المدمرة والأراضي المجرفة لم يتمكنوا حتى اللحظة من تفقد منازلهم وأراضيهم خشية تعرضهم لرصاص الاحتلال.

ووصف المواطن تامر أبو دقة، من بلدة عبسان، الوضع في المناطق الحدودية بأنه مخيف وغير مطمئن على الإطلاق، مؤكداً أن وقف إطلاق النار لا يشمل المناطق الحدودية على ما يبدو، فأجواء الحرب السابقة ما زالت تخيم على هذه المناطق، حيث تواصل سقوط الشهداء والمصابين واستمرت عمليات القصف اليومية والتحليق المكثف لطائرات الاستطلاع.

 

وأضاف: إننا نشعر بأن الموت يلاحقنا في كل مكان ولا نشعر بالأمن والطمأنينة حتى داخل منازلنا.

 

وأوضح المزارع أبو أحمد قديح، من بلدة خزاعة، أنه لم يتمكن من الوصول إلى أرضه الزراعية شرق البلدة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولم يستطع التوجه إليها بعد وقف إطلاق النار لأن إطلاق رصاص وقذائف الاحتلال صوب البلدة لم يتوقف.

 

ولفت قديح إلى أن الاحتلال دمر القطاع الزراعي وألحق خسائر كبيرة بالمزارعين في المناطق والبلدات الحدودية، مشيراً إلى أن المزارعين في البلدات الحدودية لم يستفيدوا إطلاقاً من وقف إطلاق النار.

 

وتمنى أن يتم إبرام اتفاق تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ليعود الاستقرار والهدوء الحقيقي للمناطق الحدودية، وليتمكنوا من الوصول لأراضيهم الزراعية لتعميرها بعد أن أصبحت جرداء قاحلة بفعل إجراءات الاحتلال.

وأكد المواطن عمار السميري، من بلدة القرارة، أن سكان المناطق الحدودية يعيشون أياماً صعبة جداً ويتوقعون قيام قوات الاحتلال بارتكاب مجازر بحقهم في أية لحظة، لافتاً إلى أن الخروقات الإسرائيلية شرق البلدة تتصاعد يوماً بعد يوم ولا توجد أية قيمه فعلية لقرار وقف إطلاق النار، خاصة أن الأمور لم تتغير ولم يتحقق الهدوء والاستقرار.

 

ونوه السميرى إلى أن التوتر والخوف والترقب لا يزال يسيطر على سكان البلدات الحدودية جراء تواصل الاعتداءات الإسرائيلية.

 

وقال حسن العمور رئيس بلدية الفخاري، إن البلدات الحدودية ما زالت تتعرض للاعتداءات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن البلديات لا تستطيع الوصول إلى الأماكن التي جرى تدميرها حتى الآن خوفاً من القصف الإسرائيلي، مؤكداً أن البنية التحتية في الأحياء الشرقية للمناطق الحدودية ما زالت مدمرة، وأن البلدية حاولت أكثر من مرة الوصول إلى هذه الأحياء لإصلاح الأضرار، إلا أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على أطقم البلدية ومنعوها من مزاولة عملها.

 

وبين أن المناطق الحدودية تتعرض بشكل يومي لعمليات القصف الإسرائيلي، كما أن هناك حركة نشطة لدبابات ودوريات الاحتلال على طول الشريط الحدودي، لافتاً إلى أن قوات الاحتلال تتعمد تصعيد اعتداءاتها في المناطق الحدودية لدب الرعب في صفوف المواطنين والمزارعين ولمنعهم من العودة لمنازلهم وأراضيهم الزراعية.

وندد عبد الرحيم العبادلة نائب رئيس بلدية القرارة، بتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في البلدات الحدودية وتعريض حياة المواطنين والمزارعين للخطر الكبير، مؤكداً أن الدمار الذي حل بالمناطق الحدودية خلال أيام الحرب يحتاج لأشهر طويلة لإعادة إصلاحه لتعود الحياة إلى طبيعتها في هذه المناطق المنكوبة.

 

وطالب العبادلة المسؤولين والجهات المختصة بالتعامل مع البلدات الحدودية كمناطق منكوبة، كونها بحاجة سريعة للدعم وتعويض المتضررين من المواطنين والمزارعين، مؤكداً أن البلدية تبذل جهوداً كبيرة لمساعدة المتضررين والأسر المنكوبة والمشردة.

وناشد الدول العربية والإسلامية الإسراع في إرسال المساعدات والمعونات للأسر المشردة والمزارعين المنكوبين جراء تجريف أراضيهم الزراعية.